| من روايات أحلام عاصفة الصمت | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الإثنين سبتمبر 24, 2007 2:16 pm | |
| فأكملت عنه بمرارة :" علي إن أفعل ما تأمرني أنت به "
فلم يرد أندريس بأي كلمة إذا كانت هذه عينه مما ستكون عليه الأسابيع القليلة القادمة ، فهي لا تعرف كيف ستعيشها ، و مع ،ذلك سيكون هنالك فائدة واحده على الأقل لعدائها الواضح لبعضهما البعض ، وهي إن لا أحد من اللذين سيراهما معاً سيدهش عندما يقرران فسخ ( الخطوبة )
و بعد إن ركبا السيارة ، قال أندريس : " ستقلع طائرتنا عند الساعة التاسعة من صباح الغد ، لذا عليك مغادرة الشقة باكراً "
فسألته على الفور بلهجة حذرة :" الشقة ؟ "
- نعم ، لدي شقة في لندن ، سنبيت فيها الليلة ، و عصر هذا اليوم سنقوم بالتسوق . - التسوق..؟
- نعم ، التسوق ، أنت بحاجة إلى خاتم الخطبة ، و .. و سكت وهو يلقي عليها نظرة شاملة ، وفاحصة و غير راضية مما جعلها توشك إن تطلب منه إيقاف السيارة حالاً . آه ، ما أجمل إن تخبره بأنها غيرت رأيها ، و إن لا شيء يجبرها على الخضوع لإبتزازه لها لكنها تعلم إنها لن تستطيع ذلك .
- أنت بحاجة إلى ملابس أفضل . إذا كنت تقصد ملابس الإجازات ، فهي في حقيبتي ، و ..
فأسكتها متجهماً :" لا ـ إنا لا أعني ملابس الإجازات . إنا رجل شديد الثراء يا ساسكيا ، لست بحاجة إلى إخبارك بذلك . و جدي هو بليونير ، وأمي وشقيقاتي اعتدن شراء ملابسهن من أرقى دور الأزياء في العالم ، رغم إنهن لا يعتبرن من المتأنقات فوق العادة أو المدمنات على التسوق . و طبيعي ، بصفتك خطيبتي .."
أخذت ساسكيا نفساً عميقاً غاضباً ثم قاطعته بلهجة خطيرة : " إذا كنت تظنني سأسمح لك بشراء ملابسي .."
- و لم لا؟ ألم تكوني مستعدة للسماح لي بشراء جسدك ؟ إنا أو أي رجل مستعد لدفع الثمن ؟
فصاحت مستنكرة و قد شهقت مذهولة من وقاحته : " لا ، هذا غير صحيح ".
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الإثنين سبتمبر 24, 2007 2:17 pm | |
| فأجاب ساخراً : حسنا ً جداً . و لكن وفري هذه الانطباعات الخاصة لأسرتي .. لا تنسي إنني أعلم بالضبط من تكونين ، و فكري في الملابس التي سأشتريها لك على إنها علاوة معاش "
ثم منحها ابتسامة باهته غير رقيقة ، و قال : " على كل حال ، علي إن أضيف إنني أريد مراجعة كل ما ترتدين شرائه ، فالصورة التي أريد تقديمك بها إلى أسرتي بصفتك خطيبتي ، هي الأناقة و حسن الذوق ."
- ماذا تريد إن تقول ؟ إنك إذا تركتني و شأني قد أختار ملابس تناسب أكثر اللاتي ..؟
قالت ذلك بغضب لكنها سكتت ، عاجزة عن تلفظ تلك الكلمات التي تحترق في أفكارها .
و تملكها الذهول و الإرتباك عندما أجاب ببرود " يبدو إنك غير معتادة على شراء الملابس الغالية الثمن و إنا لا أريد إطلاق العنان لك في توفير أحمق لا ضرورة منه مما يبطل الغرض من العملية كلها و بصراحة ، و خوفاً من سوء فهمك لكلامي ، فإنا لا أريدك إن تشتري ملابس تناسب شابة ذات راتب متواضع أكثر مما تناسب خطيبة رجل ثري " .
و للمرة الأولى ، لم تستطع ساسكيا التفكير في الرد عليه . لكنها في داخلها كانت تغلي غضباً و خزياً ، فهي لا تستطيع منع أندريس من المضي في خطته ، إلا إنها صممت على الإحتفاظ في ذاكرتها بكل ما ينفقه عليها حتى تتمكن في النهاية من إعادة المال إليه حتى و لو إضطرت إلى خسارة كل المبلغ الصغير الذي و فرته بعناية حتى الآن . و عندما لم يتلق جواباً منها قال :
" لا مزيد من الإعتراض ؟ فإنا مصمم ، يا ساسكيا على بلوغ ما أريد حتى لو إقتضى الأمر إن ألبسك الأثواب و أخلعها عنك بنفسي ، ثم إياك و الخطأ ، فعندما نصل جزيرة "أفرديت" ستصلين بصفتك خطيبتي "
عندما وصلا إلى الطريق العام ، قررت ساسكيا إنه من الحماقة المناقشة مع أندريس في طريق السيارات المزدحم هذا ، ومضت نصف ساعة قبل إن تدرك إن مناقشة شراء الملابس إنستها مناقشة فكرة أهم تبعث الضيق في نفسها و هي فكرة قضائها الليلة في شقته .
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الإثنين سبتمبر 24, 2007 2:17 pm | |
| و لكن ما الذي تخافه في الحقيقة ؟ من المؤكد إنه لن يحاول التحرش بها ، فقد سبق و أفصح عن رأيه السلبي بها من هذه الناحية .
و كرامتها أكبر من أن تعترف له بمخاوفها و توجسها من فكرة مشاركته شقته . سيكون الأمر مختلفاً في الجزيرة . هنالك سيكونان مع أسرته و الموظفين الذين يديرون الفيلا الواسعة التي بناها أبوه .
لا من الحكمة عدم التفوه بأي كلمة ، و هذا أفضل من التعرض لسخريته و ازدرائه و عدم تصديقها إن هي أفصحت عن قلقها .
*******
كانت أثينا تنتظر سائق سيارة الليموزين المستأجرة ، لكي يضع أمتعتها في الصندوق و هي تضرب بقدمها على الأرض بفارغ الصبر .
ففي اللحظة التي سمعت فيها بخبر خطبة أندريس و إنه سيحضر خطيبته معه إلى جزيرة "أفرديت" لتقديمها إلى أسرته ، باشرت العمل ، من حسن الحظ إن الخطبة ليست زواجاً ، و هي ستسعى جهدها حتى لا تنتهي هذه الخطبة بالزواج .
كانت تعلم لماذا فعل أندريس هذا فهو يوناني حتى العظم .. رغم إصراره على الإعلان عن دمه الإنكليزي .. و هو ، كأي رجل يوناني ، أو أي رجل في الحقيقة ، لديه إستعداد غريزي للسيطرة ،
و إن إدعائه بحب تلك المرأة الأخرى هو ، ببساطة ، هو ، ببساطة طريقته في إظهار تلك السيطرة ، رافضاً الزواج من أثينا ، هذا الزواج العزيز على جده و عليها . عندما إنطلقت بها الليموزين ـ مالت إلى الأمام و أعطت السائق عنوان الشقة الفخمة في البناية المطلة على النهر . لم يكن لديها منزل في لندن ، فهي تفضل حياة نيويورك الإجتماعية و متاجر باريس الأنيقة .
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الإثنين سبتمبر 24, 2007 2:18 pm | |
| قد يظن أندريس إنه هزمها بمناوراته في إعلان خطوبته على تلك الفتاه الإنكليزية الباردة ، دون شك . لكنها ستنهي ذلك حالاً ، و تجعله يتأكد من إن مصلحته الحقيقية معها ، و بعد ، كيف يمكنه مقاومتها ؟ فهي تمتلك كل ما يريده ، كما إنه يملك كل ما تريده .
من المؤسف إنه استطاع منعها من المزايدة ضده عند شراء هذه الممتلكات الجديدة . لم تكن حيازة الفنادق نفسها تهمها بشيء ، و لكن ذلك كان ليكون إغراءً ممتاز تدليه أمامه كطعم ، فهي لم تستطع فهم إهتمام أندريس البالغ بالممتلكات الجديدة ؟ و لكن في شخصية أندريس أشياء كثيرة لا تفهمها ، و كان هذا من الأمور التي جذبتها إليه ، فأثينا تتشوق دائما إلى ما ليس في يدها .
عندما كان أندريس في الخامسة عشرة ، كان طويل القامة ، عريض المنكبين ، و من الوسامة بحيث لا يمكن وصفه . كان يكفي حينها إن تراه أثينا لتذوب شوقاً إليه .
حاولت جاهدة إن تغويه ، لكنه استطاع المقاومة ، و عندما قررت إنها تريده ، إذا بها تتزوج بعد شهر واحد و هي في الثانية و العشرين من عمرها .
و العروس في هذا العمر لا تعتبر صغيرة السن حسب المفاهيم اليونانية ، و كانت أثينا أمضت وقتاً طويلاً و هي تحاول حذرة اقتناص الرجل الذي أصبح زوجها ، وهو يكبرها بعشرة أعوام ، إلا إنه بالغ الثراء ، و قد زاول معها لعبة القط و الفأر أكثر من سنه قبل إستسلامه لها , و من المؤكد إنها ما كانت لتتخلى عن هذا الزواج الذي جاهدت طويلا للحصول عليه ، لأجل رغبتها في أندريس ، وهو مجرد غلام ، وبعد إنجابها ابنتين هما الآن في عمر الورود ، تدخل القدر ، ومات زوجها فجأة و أصبحت أرملة فاحشة الثراء .. أرملة ثرية تطلب الحب ، وكان أندريس قد أصبح رجلاً .. و أي رجل !
عندما وقفت السيارة أمام العنوان الذي أعطته للسائق ، تفحصت صورتها في المرآة المثبتة داخل السيارة . جراح التجميل الأمريكي يستحق حقاً المبلغ الباهظ الذي دفعته له و الذي أعاد مظهرها إلى أوائل الثلاثينيات من العمر.
أما شعرها الفاحم فقد قصه و سرحه أشهر مزيني الشعر في العالم ، بينما كانت بشرتها تتألق بفعل "الكريم" الغالي الثمن الذي وضعته بإسراف ، و زينة وجهها لا تظهر أي عيب فيها و توضح إنحراف عينيها السوداويان ، في حين كانت أظافر يديها و رجليها تلمع بالطلاء الأحمر البراق .
و بدت على شفتيها ابتسامة رضى . لا ، لا يمكن إن تنافسها خطيبة أندريس الصغيرة المملة الكئيبة ، فتاة المكتب التي لابد إنه وقع في غرامها أثناء المفاوضات لشراء سلسلة الفنادق تلك .. و بدت القسوة في عيني أثينا . هذه الفتاه ستدرك حالاً أي غلطة أقترفتها في محاولتها الإستيلاء على الرجل الذي تريده أثينا ، و يالها من غلطة فظيعة للغاية !
عندما خرجت من السيارة تبعها شذا العطر الباريسي الغالي الثمن .. عطر مسكي ثقيل يحرك الرغبات .
كانت ابنتاها المراهقتان تشمئزان من هذا العطر ، و طالما طلبتا منها إن تغيره ، و لكنها لم تشأ ذلك . إنه طابعها الخاص و عنوانها كإمرأة ، ولا شك إن خطيبة أندريس الإنكليزية تتعطر بشيء تافه و رخيص كماء اللفندر!
*********
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الإثنين سبتمبر 24, 2007 2:19 pm | |
| سأترك السيارة هنا . هذا ما قاله أندريس لساسكيا و هي يدخل بسيارته المرسيدس إلى موقف متعدد الطوابق في وسط المدينة . و اتسعت عينا ساسكيا عندما رأت التعرفة الملصقة على الحاجز . لم تحلم قط في حياتها بدفع مثل هذا المبلغ كأجرة لركن السيارة ، لكن الأغنياء كما يقال ، هم أناس مختلفون .
و يا للاختلاف الذي شعرت به عندما اصطحبها أندريس طوال العصر إلى متاجر لم تعلم قط إنها موجودة ، و في كل متجر ، كان الجو المميز الذي يحيط به يبدو و كأنه يجذب من البائعات نوعاً من التبجيل و الإحترام يجعل ساسكيا تزم شفتيها . و رأت الإعجاب في عيون البائعات و هن يحضرن مجموعات الملابس ليراها .. ليراها هو و ليس هي . و كلما لاحظت ساسكيا ذلك كلما ازداد في نفسها الإحساس بالضعف و الإحباط و الإستياء . و خرجا من أحد المتاجر الفخمة بعد إن رفضت ساسكيا بخشونة إن تجرب طقماً بني اللون ، ثم إنفجرت صارخة في وجه أندريس : " إنا لست دمية أو طفلة "
فقال متجهماً " لا ؟ حسناً لكنك تقلدين الأطفال بشكل رائع ، ذلك الطقم كان .."
فقاطعته و هي تصر على أسنانها :" لا يمكن أبداً إن أدفع ثمناً لقطعة ثياب مبلغاً يفوق الألف جنيه .. حتى و لا لثوب عرسي !"
و عندما رأت أندريس يضحك ، حملقت فيه ثائرة و متسائلة " ما الذي يضحكك ؟"
- أنت ، يا عزيزتي ساسكيا . هل لديك فكرة عن ثوب العرس الذي ينزل ثمنه عن الألف جنيه ؟
- لا ، ليس لدي فكرة ، لكنني أعرف إنني لن أشعر بالإرتياح أبداً و إنا أرتدي ملابس يطعم ثمنها مجموعة من الناس ، كما إن ثوب العرس الغالي ليس ضمانا لزواج ناجح .
فقال ساخطاً : " آه ،
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الإثنين سبتمبر 24, 2007 2:19 pm | |
| وفري علي محاضراتك ,, هل فكرت يوماً كم من الناس يبقون دون عمل إذا ارتدى كل شخص الأشكال البالية و أكياس الخيش كما تريدينهم إن يفعلوا ؟"
فقالت و كأنها تدافع عن فكرتها : " هذا ليس عدلاً "
و رغم كل شيء كانت ساسكيا من الأنوثة بحيث تحب الملابس الجيدة و تريد إن تبدو بمظهر لائق . و الشك إن ذلك الطقم كان سيليق بها تماماً و يظهر أنوثتها ، كما اعترفت بينها و بين نفسها ، لكنها كانت مصممة تماماً على إعادة كل قرش ينفقه أندريس عليها .
و قالت له ثائرة : " لا أدري لماذا تصر على هذا ؟ إنا لست بحاجة إلى أي ملابس ، و قد سبق إن قلت لك هذا ، كما إنك لست بحاجة لتبذير نقودك بأي شكل لتؤثر علي "
فقال بحدة و غضب : " إنني رجل أعمال يا ساسكيا ، و هذا يعني إنني لا أبذر نقودي ، بأي شكل، سواء عليك أم على أي شيء آخر و مهما كان السبب ، و خصوصاً للتأثير على امرأة يمكن بسهولة شراؤها بأقل من نصف ثمن ذلك الطقم "
ثم أمسك بيدها التي ارتفعت بشكل تلقائي لتصفعه و قال بلطف " آه لا ....... إياك "
كانت قبضته قوية ، بحيث ابيضت أصابع ساسكيا . لكن كرامتها أبت عليها القول بإنه آلمها و أبت عليها الإعتراف بخروج مشاعرها عن سيطرتها . و عندما أخذت تترنح ، و قد شحب وجهها من الألم و الصدمة ، أدرك أندريس ما يحدث ، فترك معصمها و هو يشتم ، ثم راح يدعك يدها ليعيد إليها الحياة .
- لماذا لم تخبريني بأنني أؤلمك بهذا الشكل ؟ عظامك بهشاشة العصافير .
- حتى الآن ، وهو يمسد يدها بخبرة ليعيد إليها الدم ، لم تستطع ساسكيا السماح لنفسها بالضعف استدراراً لشفقته ، فقالت له بحدة : لم أشأ إن أفسد عليك متعتك ، إذ يبدو إنك كنت مستمتعاً بإيلامي "
- أجفلت حين سمعت الشتيمة التي أطلقها و هو يترك يدها عابساً و قائلاً بتصميم : " لقد زاد هذا عن الحد . فأنت تتصرفين كالأطفال أولاً كنت بنت هوى ، و الآن طفلة . هنالك دور واحد أريد رؤيتك تقومين به من الآن فصاعداً ، يا ساسكيا ، وهو الدور الذي سبق و اتفقنا عليه ، سأحذرك الآن . إن أنت قلت أو فعلت أي شيء يجعل أسرتي تشك في مدى صدق حبنا ، سأجعلك تندمين جداً على ذلك . هل فهمت ؟"
- نعم فهمت .
فعاد يقول محذراً :
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الإثنين سبتمبر 24, 2007 2:19 pm | |
| و إنا أعني ما أقول ، فإذا أنت هزأت بي ، لن تعملي ليس في سلسلة فنادقي و حسب يا ساسكيا ، بل سأفعل ما يلزم لكي لا تتمكني بعد ذلك من العمل في أي مكان . فالمحاسبة التي لا يمكن الوثوق بها ، و التي طردت من العمل بسبب تهمة السرقة ، لن يرغب أحد بتوظيفها ، هل فهمت ؟"
فقالت بصوت منخفض و خائف و قد شحب وجهها : " لا يمكنك إن تفعل بي هذا ".
لكنها أدركت جيداً إنه يمكنه ذلك .
شعرت الآن نحوه بكراهية بالغة . و عندما أدخلها إلى المتجر التالي ، و رأت عيني البائعة تتسعان بإهتمام ، فكرت بأن هذه الفتاه هي مرغوبة لديه .. بل و أكثر من مرغوبة !
و في آخر متجر دخلا إليه ، طلب خدمات صاحبة المتجر شخصياً ، فأحضرت لهما هذه ، ببالغ الكفاءة و النشاط ، ملابس لم تر مثلها مثيلاً إلا في المجلات النسائية المصقولة اللامعة .
حاولت رفض كل ما أحضرته صاحبة المتجر ، و لكن في كل مرة كان أندريس يعترض عليها إلا في تلك المرة الوحيدة فقد اتفقا فيها ، حينما أحضرت صاحبة المتجر ثوب بحر قائلة عنه إنه يناسب لونها تماماً و كذلك المكان الذي ستقصده ، و عندما رأت ساسكيا إنه فاضح جداً اتسعت عيناها غير مصدقة .. و اتسعتا أكثر عندما استطاعت ، بحذر ، قرائه بطاقة ثمنه ، فهتفت دون وعي : " لا يمكنني أبدا السباحة بثوب بحر مماثل "
فبدا الذهول على صاحبة المتجر : " تسبحين به ؟ رباه ، لا . طبعاً لا . هذا ليس للسباحة ، ثم ، أنظري إلى هذا الوشاح الرائع الذي يتلاءم معه " و أخرجت لها وشاحاً مستطيلاً من الحرير الهفهاف مزيناً " بالترتر " اللامع الملون
و عندما رأت الثمن المكون من أربعة أرقام ، شعرت ساسكيا بإنها تكاد تقع مغمياً عليها من الذهول ، و لكن الإرتياح و الدهشة تملكاها عندما هز أندريس رأسه هو أيضاً ، قائلاً : " هذا ليس نوع اللباس الذي أريد لخطيبتي إن ترتديه "
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الإثنين سبتمبر 24, 2007 2:20 pm | |
| ثم أضاف بصراحة : " إن جسم ساسكيا يجذب الأنظار دونما الحاجة إلى تزينه بملابس تلائم البغايا ".
كانت صاحبة المتجر من اللياقة بحيث لم تلح عليهما بل ذهبت و عادت بعدة أثواب سباحة .
اختارت ساسكيا أزهدها ثمناُ ، سامحة ، على الرغم منها لأندريس بإن يضيف إليه وشاحاً ملائماً .
و بينما كان يدفع الحساب و يقوم بترتيبات إرسال المشتريات إلى شقته عند النهر ، جلست هي تشرب القهوة التي قدمت إليها في المتجر ، ربما لإنها لم تأكل طوال النهار . ثم أنتابها الدوار ، عندما تذكرت بإنها ستذهب مع أندريس إلى شقته ، حيث سيكونان بمفردهما .
و في طريقهما إلى شقته ، قال أندريس لساسكيا : " هنالك مطعم ممتاز بالقرب من شقتي . سأرتب إرسال وجبة طعام إلى الشقة و .."
فقاطعته على الفور : " لا أفضل الأكل في الخارج "
و إذا به يعبس قائلاً : " لا أظنها فكرة حسنة ، لإن علي الخروج و لاأدري متى أعود . و إن وجود امرأة مثلك ، تجذب الأنظار ، هذا إلى إن التعب باد عليك "
سيخرج أندريس ، و شعرت يقلقها يخف . كانت قدماها تؤلمانها من السير طويلاً في الأسواق و هي لم تعتد ذلك ، كما إن ذهنها كان مرهقاً من حساب المبالغ التي أنفقها أندريس أو بالأحرى هي أنفقتها لإنها مصممة على ردها لأندريس . و كان مجرد التفكير بهذه المبالغ الضخمة جداً يشعرها بالمرض .
تبعت ساسكيا أندريس ، نحو ردهة المبنى و قد تملكها التعب و كان استعمال المصعد يحتاج إلى مفتاح خاص ، ثم تحرك بهما المصعد برفق بالغ جعل عيني ساسكيا تستديران ذهولاً عندما توقف أخيراً ، فهي لم تشعر بصعوده .
فقال أندريس بعد أم أمسك بذراع ساسكيا : " من هنا "
و اتجها نحو باب من الأبواب الأربعة و هو يحمل حقيبتها ، ثم وضعها على الأرض مشيراً إلى ساسكيا بأن تتقدمه إلى ردهة أنيقة .
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الإثنين سبتمبر 24, 2007 2:20 pm | |
| الفصل الخامس
((رائحة الخطر))
لم تصدم ساسكيا اللوحات العصرية القالية الثمن المعلقة على جدران الردهة في شقة أندريس ، وإنما رائحة المسك العطرية التي اخترقت خياشيمها وجعلتها تجفل وتشعر بالاختناق . لم تشك في إن أندريس أنتبه إلى ذلك أيضا، فقد رأته يقف ، ثم يرفع رأسه كنمر يتشمم الجو بحثا عن فريسة . وسمعته يتمتم بغضب بالغ :"تبا... تبا ... اللعنة". ثم دفع بشدة بابا إنفتح على قاعة جلوس فسيحة كثيرة النوافذ ، وعاد وأمسك بذراعها بقوة ، فإنغرزت أصابعه في ذراعها الطرية وهو يهمس ،محذرا ، فوق شفتيها بينما عيناه الملتهبتان تغوصان في عينيها المصدومتين الغافلتين الناعمتين. _ وأخيرا ،أصبحنا وحدنا . كيف أمكنك الاستمتاع بإغاظتي طوال النهار ،يا حبيبتي؟ لكنك الآن أصبحت لي ، ويمكنني إن أوقع بك العقاب الذي أريد.. شتت صوته الرقيق الخافت ،وكلماته تلك ما بقي من إدراكها ، وشعرت بأن الصدمة تمزق كيانها ، ثم عانقها ، مسكتا الاحتجاج الذي كان سيصدر عنها وكان عناقا حطم دفاعاتها وكأنه قنبلة ذرية . همست باسمه بلهجة مفككة ، مصرة على إن يتوقف على ما يفعله ، ويفسر لها سبب ذلك ،لكن حواسها غير المعتادة على كل هذه الإثارة قاومت كل ما كان عقلها المذهول يحاول تفسيره ، فالجمود الذي أحدثته الصدمة إذابته حرارة البهجة التي أرسلتها مشاعر أندريس الجياشة في كيانها ، كما أخذت شفتاها الناعمتان ترتجفان تجاوبا مع هذه المشاعر التي لم تألفها . ودون وعي بما تفعل ، ازدادت اقترابا منه ، واقفة على أطراف أصابعها لكي تتمكن ، من الاستمتاع ببهجة عناقه ، يداها على ذراعيه تتلمسان عضلاته القوية،، بينما قلبها يخفق برهبة لهذه الصدمة غير المألوفة ولما يتملكها من مشاعر جديدة . كانت رائحة أندريس تغطي على شذا ذلك العطر القوي الخانق الأنثوي ، حرارته .. مشاعره.. رجولته.. فشعرت بشيء ما في داخلها لم تألفه من قبل يستجيب لذلك تماما كما كان قلبها يستجيب له ، وهي تتأرجح بين ذراعيه بإنسجام، وكأنها تحثه على شدها إليه أكثر. شاعرة بالدوار ، فتحت عينيها اللتين أغمضتهما عندما عانقها وهي ترتجف ، فرأت شررا ينطلق كلمعان البرق من عينيه وهو يحدق إليها ، فشعرت بنفسها معلقة بين السماء و الأرض في هذا المكان الذي تشعر فيه بالخطر و الأمان في إن معاً. | |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الإثنين سبتمبر 24, 2007 2:21 pm | |
| ثم قال أندريس بصوت أجش :" إنك تتجاوبين معي و كأنك عذراء .." و ازداد لمعان الشرر في عينيه ، بشكل أقوى و كأنه وجد في هذا المفهوم شيء يرضيه للغاية . بادلته ساسكيا النظرات بوهن ، فصدرها يخفق بسرعة مخيفة ، جسدها مليء بألم مذهل غير مألوف ما هو إلا الحاجة إلى إن يضمها إليه و كان هذا التفكير يسرع بخفقان قلبها و يجعلها تتأوه محاولة الإلتصاق به. - أنت .. أنت تريدينني.. و أحست ساسكيا باللهفة في صوته ، فازدادت التصاقاً به بشوق بالغ ، و إذا بها تجمد مكانها و هي تسمع صوت امرأة يسأل بحدة :" أندريس ؟ ألن تعرفها علي ؟". أدركت ساسكيا على الفور ما كانت تقوم به ، و تملكها حرج بالغ و لكن عندما حاولت الهروب ، متلهفة لإخفاء اضطرابها ، أمسك أندريس بها ، مرغماً إياها على البقاء مكانها . لا ، بل أرغمها على مزيد من الإلتصاق به و هذا جعلها تميل عليه و كان .. و كان .. و أرتجفت عندما ضمها إلى صدره بتملك ، و توهج وجهها خجلاً و ارتباكاً من هذه المرأة . و لكن يبدو إن المرأة التي كانت تنظر إليهما لا تشعر بالخجل نفسه . و أمسكت ساسكيا أنفاسها عندما سمح لها أندريس بالإلتفاف إلى المرأة فإذا بها طويلة القامة سوداء الشعر ، لاعيب في أناقتها و تبرجها و لكن رغم دفء لونها الأسمر و شفتيها الناضجتين المصبوغتين ارتجفت ساسكيا و هي تحس ببرودتها الفطرية ، و سمعت أندريس يسأل :" كيف دخلت إلى البيت يا أثينا ؟" - لدي مفتاح ، هل نسيت ؟ النظرة التي ألقتها أثينا على أندريس ، و الطريقة التي أبعدت بها ساسكيا عن حديثهما ، مشيحة بوجهها عنها ، جعلت ساسكيا تفكر آسفة بما سبق و ظنته من إن أثينا أرملة محطمة قد هدها الحزن لخسارة زوجها مما جعلها غير قادرة على مقاومة إرغامها على زواج ثان . و بعد إن رأتها ساسكيا ، تأكدت إن أثينا امرأة قوية لا يمكن لأي أحد إرغامها على ما لا تريده ، إنا عيناها السوداويان فلا علاقة للحزن بهما مطلقاً . كبحت ساسكيا شعوراً مفاجئاً بالغثيان احترق في حلقها و هي ترى نظرة الرغبة التي رمقت أثينا بها أندريس . لم تتصور ساسكيا قط إن بإمكان امرأة إن تنظر إلى رجل بمثل هذه الطريقة الصريحة . الآن تفهمت ساسكيا سبب شعور أندريس بالحاجة إلى خطيبة مزيفة ليحمي نفسه ، أما الذي لم تستطع فهمه فهو كيف استطاع مقاومة رغبة هذه المرأة فيه ؟ كانت ذات جاذبية هوجاء ، و رغبتها بأندريس بادية بشكل واضح ، ومن المؤكد إن هذا ما يحلم به كل الرجال .. امرأة لاتشبع منهم أبداً .
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الإثنين سبتمبر 24, 2007 2:21 pm | |
| و ببساطة ، افترضت ساسكيا إن برودة أثينا الغريزية موجهة لبنات جنسها فقط و ذلك لإنعدام مشاعر المحبة الأصلية فيها . ثم استنتجت إن أندريس ضمها إليه لإنه تكهن بوجود أثينا في الشقة ، فعطرها المميز كان قد ملأ أركان الشقة . و بعد أ اقتربت أثينا من أندريس سألته :" ألن تقول كم أنت مسرور لرؤيتي ؟ ثم زمت شفتيها باستياء واضح و قالت بلهجة ذات مغزى " جدك مستاء جداً من خطبتك ,, أنت تعلم ما كان يريده " ثم التفتت إلى ساسكيا و قالت بجفاء آه ، آسفة ، لم أقصد إن أجرح مشاعرك لكنني واثقة من إن أندريس نبهك إلى مدى صعوبة قبول أسرته بك خصوصاً جده " فصاح أندريس محذراً :" أثينا " و تصورت ساسكيا كيف كانت ستشعر الآن لو إن خطبتهما حقيقية - لكنها الحقيقة تابعت أثينا كلامها بإصرار و هي تهز كتفيها ،فجذبت هذه الحركة الأنظار إلى امتلاء صدرها تحت بلوزتها القطنية الرقيقة ، و أشاحت ساسكيا بوجهها بسرعة عن أثينا و لم تجرؤ حتى على النظر إلى أندريس . فمن المؤكد أنت ما من رجل يمكنه مقاومة جمال أثينا و اكتماله . و لكن ربما أثينا تظهر جمال صدرها لأندريس فقط . ربما أرادت بذلك تذكيره بالعلاقات التي ربطتهما يوماً ، ذلك إن لديها مفتاح شقته ، و هي حتماً تريد التوضيح لساسكيا إن ثمة علاقة حميمة جداَ بينهما و كأنما إثباتاً لأفكار ساسكيا ، مالت أثينا فجأة إلى الأمام ، واضعةً يدها ذات الأظافر المطلية على وجه أندريس ، وهي تقف بينهما و تقول برقة : - ألن تقبلني يا أندريس ؟ فهذه عادتك ، و إنا واثقة من إن خطيبتك تعلم إن في اليونان .. العلاقات الأسرية هامة جداً ..جداً . فقال أندريس بإقتضاب و هو يبتعد عن أثينا إلى الخلف ممسكاً بساسكيا :" ما تعلمه ساسكيا هو إنني أحبها و أريدها إن تكون زوجتي ". ثم أحاط أندريس ساسكيا بذراعه ، واضعاً رأسها على كتفه ، عندئذ ذكرت ساسكيا نفسها بسبب تصرفاته هذه ، و بالدور الذي يفترض بها القيام به . فقالت أثينا عندما رأت هذه المنظر :" ما أحلى هذا "
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الإثنين سبتمبر 24, 2007 2:21 pm | |
| ثم ألقت على ساسكيا نظرة كالثلج قبل إن تعود فتلتفت إلى أندريس و تقول بإخلاص مصطنع :" أكره إن ألقي ظلاً على سعادتك ،يا أندريس ، و لكن جدك مغتاظ منك حالياً . كان يحدثني عن مدى اهتمامه بالطريقة التي تتصرف فيها بالممتلكات الجديدة . و طبعاً ، إن أدرك مدى اهتمامك بأن تدمغ العمل بطابعك الخاص ، إن تثبت ذاتك .لكن امتلاكك لسلسة الفنادق هذه كانت مجازفة متهورة حقاً ، و ذلك لتصميمك على الإحتفاظ بكل الموظفين الموجودين ، إن عملك هذا لن يحقق لك أي مكسب " ثم أضافت بسخرية و عذوبة :" و لكن لابد لي من القول إنه ، بعد إن سنحت لي الفرصة لدراسة الحالة المالية لسلسة الفنادق هذه ، فإنا مسرورة جداً لإنني سحبت اشتراكي من المزاد ،، رغم إنه كان بإمكاني ، طبعاً إحتمال خسارة مليون أو ما يقارب من المؤسف يا أندريس ، إنك لم تقبل عرضي عليك إدارة شركة الشحن خاصتي . كان ذلك سيمنحك مجالاً أوسع من مجرد العمل كغلام يرسله جده لتأدية " المشاوير" القصيرة ..". أجفلت ساسكيا و هي تستوعب الإهانة التي وجهتها أثينا لتوها إلى أندريس ، لكنها ذهلت عندما رأت إن أندريس لم يهتز على الإطلاق لذلك ، و لكنها ما إن أدلت بملاحظة بسيطة حتى أنفجر فيها بغضب بالغ " كما تعلمين جيداً يا أثينا ، شراء سلسلة الفنادق الإنكليزية هو قرار جدي نفسه ، و إنا فقط ، وقعت على الشيك . أما عن أرباحها في المستقبل .. فقد أثبتت أبحاثي إن سوقاً ممتازاً لسلسة من الفنادق الفخمة في إنكلترا خاصة عندما يمكنها التفاخر بما تحويه من ميزات فنادق الدرجة الأولى ، و هو المستوى الذي صممت إن أجعل سلسلتنا تصل إليه . أما بالنسبة إلى التعقيدات المالية التي تنتج عن إبقاء الموظفين الحاليين .. ساسكيا هي محاسبة ، و أنا واثق من قدرتها على إخبارك بما كان ينبغي عليك معرفته بنفسك ، بصفتك سيدة أعمال ، و هو إن صرف الموظفين الفائضين و على المدى الطويل يكلفنا دفع تعويضاتهم أكثر مما يكلفنا الإحتفاظ بهم ، كما إن التقاعدات الفردية المنتظرة و الخسارة الطبيعية للموظفين سينقص عددهم تلقائياً و بشكل مؤثر في السنوات القليلة القادمة أما أولئك الذين يرغبون في البقاء فسيمنحون فرصة لإعادة توظيفهم و تأهيلهم . أما نوادي تمضية أوقات الفراغ التي ننوي إنشائها في كل فندق فهي ، وحدها ، ستعالج بشكل رئيسي كل الخمول و التباطؤ بين موظفينا ". ثم غير أندريس مجرى الحديث قائلاً " و على كل حال ، إنا و ساسكيا سنسافر إلى أثينا غداً . لقد أمضينا اليوم نهاراً شاقاً ، و نرجو المعذرة ، لإن هذه الليلة ستكون ليلة غير عادية بالنسبة إلينا ". و عندما أجفلت ساسكيا شدد أندريس من احتضانها محذراً و هو يكرر :" إنها ليلة غير عادية و هذا يذكرني .."
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الإثنين سبتمبر 24, 2007 2:22 pm | |
| ثم مد يده إلى جيبه ، و هو ما يزال ممسكاً بساسكيا بيده الأخرى و أخرج ، و أخرج علبة مجوهرات صغيرة قائلاً لساسكيا :" لقد أحضرت خاتم الخطوبة و لابد إنه أصبح الآن بمقاس إصبعك ". و قبل إن تقول ساسكيا شيئاً ، أعاد أندريس العلبة إلى جيبه و هو يقول برقة :" لكن سنجربه لاحقاً بعد إن نرتاح قليلاً " و رن جرس الهاتف في الردهة ، فأنسحب أندريس ليجيب ،تاركاً ساسكيا وحدها مع أثينا التي قالت لها بحقد و هي تسير نحو الباب :" ذلك لن يدوم ، لن يتزوجك .. مقدر لنا إنا و هو ، إن نكون مع بعضنا البعض ، و هو يعرف ذلك ، كبرياؤه هي التي تجعله يحارب قدره و الأفضل لك تركه الآن فإنا أحذرك من إنني لن أتركه أبداً " و شعرت ساسكيا بأن أثينا تعني ذلك حقاً . و للمرة الأولى شعرت بشيء من الشفقة على أندريس . أهي شفقة على هذا الرجل الذي يعاملها هي بهذا الشكل ؟ أم على الرجل الذي أساء الحكم عليها ؟ ثم عنفت نفسها متجهمة و متمتمة " لابد إنني مجنونة "
راحت ساسكيا تنظر ، متوجسة ، إلى الحقائب التي تحتوي مشترياتها الجديدة ، و هي تذهب في الشحن ، بينما الموظف في المطار يفحص جوازي سفرهما ، و كان خاتم الخطوبة يتألق في إصبعها بعد إن ألبسها إياه أندريس في وقت متأخر من الليلة الماضية .
بدت متوترة عندما أخرجه من العلبة . و قالت بتهكم : " غريب كيف أصبحت المجوهرات الزائفة تبدو حقيقية هذه الأيام " ، محاولة بذلك إخفاء توترها و تعاستها اللذين تملكاها و هي تضعه في إصبعها خاتماً كانت دوماً تتصور إنها لن تضعه إلا بدافع الحب .. فيبقى إلى الأبد .
أما أندريس فأجابها بسخرية تقريباً : " أحقاً ؟ منا كنت لأعرف ذلك ."
تعليقه هذا نبهها ، فسألته بقلق : " هذا .. ليس حقيقياً .. أليس كذلك؟".
و رأت الجواب على ملامحه قبل إن يجيب : " إنه حقيقي!"
فابتلعت ريقها حينذاك ، عاجزة عن تحويل نظراتها عن ماسة الخاتم المتوهجة البراقة .
و عندما حاولت ساسكيا الإحتجاج بإنها لا تريد تحمل مسؤولية خاتم بهذه القيمة ، بادرها أندريس بالقول : " بإمكان أثينا تمييز الجواهر الزائفة على الفور".
فقالت : " إذا كان بإمكانها تمييز الجواهر الزائفة بهذه السهول ، من المؤكد إذن ، إن بإمكانها تمييز الخطوبة الزائفة"
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الإثنين سبتمبر 24, 2007 2:23 pm | |
| أثينا تفهم بالحقائق و ليس بالعواطف.
- الحقائق
أخذت ساسكيا تفكر بهذه العبارات و هي تتذكر ذلك الحديث المختصر الذي دار بينهما و التصرفات التي قام بها ، مثل العناق الذي أغدقة عليها الليلة الماضية ، لم يأت أندريس على ذكر ما فعل ، لكن ساسكيا أدركت إن تخمينها كان صحيحاُ ، فبعد إن أنهى تلك المكالمة التليفونية مباشرة ، فتح مكيف الهواء قائلاً بتجهم : " نحتاج إلى هواء طلق هنا "
و فيما بعد ، خرج أندريس من البيت ، بينما ساسكيا ذهبت إلى فراشها .. وحيدة ، بعد إن تناولت قليلاً من الطعام .
سألت ساسكيا أندريس و هما يصعدان إلى الطائرة : " كم تستغرق الرحلة إلى " أفروديت " ؟".
- في هذه المناسبة ، ستستغرق وقتاً أطول من العادة .
ثم تبعا المضيفة إلى مقعديهما في الدرجة الأولى . لاحظت ساسكيا ذلك و قد تملكها قشعريرة من الرهبة ، فهي لم تسافر في الدرجة الأولى قط من قبل ، و لم تقم ، في الحقيقة بأي شيء يجعلها تشعر و كأنها في بيتها و هي في طبقات الجو العليا كما اعتاد الأثرياء أمثال أندريس و أسرته .
- عندما نصل أثينا ، سأضطر إلى لتركك وحدك قبل متابعة رحلتنا ، فجدي هو الذي اتصل بي الليلة الماضية ،إنه يريد رؤيتي .
- ألن يكون في الجزيرة ؟
- ليس حالياً ، حالة قلبه تتطلب منه الخضوع لفحوصات منتظمة .. من باب الإحتياط فقط ، و الحمد لله ، إلا إنه سيبقى في أثينا لليوم التالي أو نحو ذلك .
- حذرتني أثينا إن علاقتنا لن تدوم ، فهي تؤمن بأن قدركما إن تكونا معاً . - فقال أندريس " إنها تحاول إخافتك فقط "
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الإثنين سبتمبر 24, 2007 2:23 pm | |
| ثم تبدلت ابتسامة أندريس إلى وجوم في وجه المضيفة التي كانت تعتني براحتهما و إذا بساسكيا يدفعها التهور إلى جعل العطف الذي شعرت به الليلة الماضية ، يتفوق على مشاعرها الخاصة ، فالتفت إلى أندريس و قالت برقة : " و لكن من المؤكد إنك إذا أوضحت لجدك طبيعة مشاعرك ، لتفهم الأمر، بإنه لا يمكنك الزواج بإمرأة لا تحبها .."
- جدي عنيد جداً ، كما إنه ضعيف صحياً أكثر مما يظن نفسه ، و مما نريده جميعاً إن يظن ، فحالة قلبه .. و تنهد : " إنها مستقرة حالياً ، و لكن من المهم تجنب ارتفاع ضغطه ، فإذا إنا أخبرته بأنني لا أريد الزواج بأثينا دون إحضارك بديلاً عنها ، سيتملكه التوتر و يرتفع ضغطه على الفور . ليس الأمر فقط هو إنني بزواجي من أثينا ، كما يتمنى ، سأضم أملاكها إلى أملاكنا ، و لكن جدي هو أيضاً رجل يعتبر ذرية الذكور بالغة الأهمية ، فأختي الكبرى لديها ابنتان ، و أثينا أيضاً لديها ابنتان ، و بما إنني حفيد جدي ، الذكر الوحيد ، فهو متلهف إن أنجب صبياً ، حفيد لإبنه ".
فقالت ساسكيا :" و لكن حتى لو تزوجت أثينا ، فهذا لا يضمن إنك ستنجب أولاداً ، أو ذكوراً فقط "
و رأت المرح يلمع في عينيه : " ساسكيا ، أنت ساذجة جداً ..جداً بالنسبة إلى امرأة بمثل خبرتك ! لا يجدر بك إن تقولي لرجل ، خصوصاً إذا كان يونانيا ، إنه قد لا يستطيع إنجاب صبي ! "
عندما حلقت الطائرة ، تشبثت ساسكيا على الفور بمقعدها ، ثم أجفلت مصدومة عندما شعرت بيد أندريس تدعك يدها ، وهو يتساءل ممازحاً : " أتخافين من الطيران ؟ لا يجدر بك ذلك . إنه أكثر المواصلات أمانا ".
فقالت بحدة :" أعلم هذا ،. إنه فقط .. حسناً ، الطيران فقط يبدو غير طبيعي .. و إذا .." فساعدها على الكلام ساخراً : - إذا كان الله يريد للإنسان الطيران لخلق له أجنحة . حسناً ، لقد حاول "إيكاروس" ذلك . ارتجفت ساسكيا و غامت عيناها و هي تقول : " إنا أظنها دوما قصة محزنة خصوصاً بالنسبة إلى أبيه المسكين "
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الإثنين سبتمبر 24, 2007 2:24 pm | |
| فهز رأسه موافقاً ، ثم سألها : " هل أفهم من قولك هذا إنك درست الأساطير اليونانية ؟" - حسناً ، لم أكن تلميذة بالضبط . لكن جدتي اعتادت إن تقرأ لي قصصاً عن الأساطير اليونانية عندما كنت طفلة ، و كنت دوما أحب هذه القصص .. رغم إنها غالبا ما كانت تبكيني .
ثم سكتت فجأة عندما أدركت أمرين ، الأول هو إنهما أصبحا في أعالي الجو تماماً الآن ، و الثاني أنتباهها إلى مدى ما تشعر به من سرور لإمساك أندريس يدها بيده القوية ، مما جعل وجهها يحمر خجلاً فسحبت يدها من يده بسرعة و ذلك في الوقت الذي جاءت فيه المضيفة تعرض عليها كأسا من العصير
و عندما أعلن الطيار إنهم على وشك الهبوط ، أدهشها كيف مر الوقت بسرعة .. و كم استمتعت بالحديث مع أندريس ، كما أدهشها أكثر إن تكتشف سهولة وضع يدها في قبضة يد أندريس المطمئنة و الطائرة تهبط في المطار . قال لها أندريس و هو يضع أمتعتها على العربة : " يمكنني إما إن أدع سائقنا يأخذك إلى شقة الأسرة في أثينا ، حيث ترتاحين بينما أقابل جدي ، و إما إذا كنت تفضلين ، أطلب من السائق أخذك في جولة تتفرجين فيها على المدينة ".
كان أندريس يرتدي بنطلون فاتح اللون و قميصاً أبيض قصير الكمين . مما ترك تأثيراً غريباً على أحاسيس ساسكيا الأنثوية العقلانية عادة و هي ترى عضلاته تبرز عندما رفع الحقائب عن الأرض ، ثم شعرت بالدوار و هي ترى امرأة تبتسم لأندريس مغازلة ، فما كان منها إلا إن تقدمت و وقفت بجانبه و كأنه يخصها وحدها .
ما الذي يحدث لها ؟ لابد إنها الحرارة ..نعم ، هذا هو السبب .و ارتاحت عندما وجدت سبباً معقولاً لتصرفاتها غير المألوفة ، إذا ما من سبب يجعلها تشعر بتملك أندريس . فصباح أمس كرهته جداً و اشمأزت منه .. كانت في الواقع مرتعبة من تمثيلها دور خطيبته .. و ما زالت كذلك ، طبعاً فالأمر لا يتعدى التمثيل .
حسنا من الطبيعي ، بعد تعرفها إلى أثينا ، إن تشعر ببعض العطف عليه . كما إنها تأثرت بالقصص التي حدثها بها أثناء الرحلة ، تلك التي سمعها من شيوخ أسرته اليونانية ، و التي كانت مزيج من الأساطير و الحكايات الشعبية . و قد سرت كونها لم تضطر للنضال مع حقائبها الثقيلة . - ساسكيا..؟
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الإثنين سبتمبر 24, 2007 2:24 pm | |
| شعرت بالذنب و هي تلاحظ إن أندريس ما زال ينتظر جوابها فأجابته " أه أفضل رؤية بعض معالم المدينة "
- حسناً ليس لديك الكثير من الوقت لإن طيارنا سبق و سجل رحلته .
كانت ساسكيا تعرف إنهما سيرحلان إلى الجزيرة في طائرة خاصة يملكها جد أندريس ، و ما أثر عليها هو إشارة أندريس العفوية إلى الطائرة هو إنه هو ذاته ، طيار مؤهل ، إلا إنه قال لساسكيا :" لسوء الحظ كان علي التخلي عن هذه المهنة ، إذ لا يمكنني توفير الساعات التي أحتاجها للبقاء على كفاءتي و تدريبي . هذا بالإضافة إلى إن شركت التأمين كانت حذرة للغاية بالنسبة للتأمين علي ". ثم وضع يده على كتفها مشيراً : " من هنا "
لمحت ساسكيا من طرف عينها إنعكاس صورتهما في المرآة فأجفلت فوراً ، لماذا هي مائلة على أندريس هكذا ؟
و كأنما أعجبها ذلك ..؟ أو كأنها تستمتع بتمثيل دور الأنثى الضعيفة أمام رجولته القوية .
فابتعدت و استقامت في وقفتها.
فقال مستنكراً :" لو رأتك أثينا تفعلين هذا لابتهجت جداً ، ثم المفروض إننا عاشقان ، يا ساسكيا ، تذكري ذلك "
- لكن أثينا ليست هنا . - لا ، الحمد لله ، و لكننا لا ندري من قد يرانا ، إننا الآن خطيبان غارقان في الحب .. و أنت على وشك السفر إلى بيتنا لتتعرفي إلى أسرتي ، ألا تظنين إنه من الطبيعي أن .. ؟
- فقاطعته : " أنا أشعر بالتوتر و الإرغام .. و القلق من إن لا تجدني أسرتك مناسبة لك ؟"
كما ثارت كرامتها لما يقترحه فأضافت : " ثم ماذا يفترض بي إن أفعل ؟ أتشبث بك متلهفة .. خائفة من رفض أسرتك لي .. خائفة من إن أخسرك .. كل هذا لأجل .."
و سكتت وهي ترى نظرة إنعدام الصبر في عينيه ، و قال متجهماً : " ما كنت أريد قوله هو ، ألا ترين من الطبيعي إن أحيط كتفيك بذراعي ، و إن ترغبي أنت بمثل ذلك أيضاً ؟ إذ بصفتنا عاشقين ، فمن الطبيعي ملامسة و معانقة بعضنا دوما ، أما بالنسبة لأسرتي فإنا رجل في الخامسة و الثلاثين ، و قد تجاوزت منذ وقت طويل العمر الذي احتاج فيه إلى موافقة أحد على من أحب أو ما أفعله " فقالت ساسكيا : " لكنك لا .."
ثم سكتت بعد إن أدركت ما كانت على وشك قوله ، إن أندريس لا يحتاج إليها لإخباره بعدم حبه لها فسألها أندريس : " لكنني لا ، ماذا ؟"
إلا إن ساسكيا هزت رأسها رافضة الإجابة ، و قبل إن ينزل أندريس من سيارته الليموزين ، قال : " إذن أنت تريدين إن تري " الأروبوليس "أولاً ؟"
و كان قد أعطى السائق الإرشادات باليونانية . - نعم .
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الإثنين سبتمبر 24, 2007 2:25 pm | |
| أخبرت " سبيروس" بإنه عليك التواجد في المطار في الوقت المحدد لرحلتنا و هو سيعتني بك . ثم اعتذر بلهجة رسمية قائلاً : " أسف لإن علي تركك وحدك ".
رأت ساسكيا كيف يبدو أندريس في موطنه ، و في الوقت نفسه ، كم هو مختلف عن الرجل الذي تراه ، أولاً ، هو الآن أطول ، و بشرته رغم إن الشمس قد لوحتها ، كانت أقل سمرة ، أما عيناه فهما ، دوما تكشفان عن دمه الأوروبي . تنهدت ساسكيا و هي تدير ظهرها أخيراً إلى الأكروبوليس و تسير مبتعدة . لقد استطاعت اقناع السائق بإنها ستكون على ما يرام وحدها ، فاستمتعت بوحدتها و هي تتفرج على الأبنية الأثرية بإعجاب رهيب .
إنما الآن حان موعد الذهاب ، و رأت الليموزين واقفة حيث توقعت لكنها لم تر السائق .
كان هنالك رجل واقفاً قرب السيارة ، كبير السن أبيض الشعر ، و قطبت جبينها وهي تلاحظ إنه يعإني من بعض الضيق ، و قد ضغط على جبينه و كانه يشعر بألم . ألقت نظرة على الشارع ، فثبت لها إنه خال ما عدا منها و من الرجل العجوز ، فأسرعت نحوه بحركة تلقائية ، شاعرة بالقلق عليه . ثم سألته باهتمام : " هل أنت بخير؟ "
شعرت بالإرتياح عندما أجابها بالإنجليزية " لا شيء .. إنها حرارة الجو .. ألم بسيط ! ربما مشيت أكثر مما يجب "
بقيت ساسكيا قلقة ، فالجو حار و الرجل لايبدو على ما يرام و لا يمكنها إن تتركه أبداً و لكن لا أثر لأي شخص ممكن إن يساعدها و لم يكن لديها فكرة عن الوقت اللازم للوصول للمطار .
و قالت للرجل العجوز برقة " الجو شديد الحرارة و سيكون متعباً لك السير في مثل هذا الطقس . لدي سيارة .. و .. سائق ربما بإمكاننا نقلك إلى حيث تريد "
وأثناء كلامها تفحصت الشارع بقلق ،ترى أين هو السائق؟ سيغضب أندريس منها جداً إذا تأخرت على الرحلة، ولكن لم يكن من سبيل للذهاب قبل أن تطمئن على الرجل العجوز.
- هل لديك سيارة ؟
ثم أشار إلى الليموزين : " أهذه سيارتك " - حسنا هي ليست لي ، إنها لـ.... لشخص أعرفه ، هل تسكن بعيداً عن هنا ؟
و إذا بالرجل العجوز يقف فجأة ممسكاً بجنبه و قد تحسن لونه ثم قال باسما : " إنك في غاية الشهامة . لكنني إنا أيضاً لدي سيارة.. و سائق .."
ثم أضاف" إنك لطيفة جداً إذ تتعبين نفسك لهذه الدرجة لأجل رجل عجوز "
و رأت ساسكيا سيارة تقف في آخر الشارع : " هل تلك سيارتك ؟ هل أذهب و أنادي لك السائق ؟"
فقال العجوز : " لا أستطيع السير إليها "
و دون إن تعطيه فرصة للرفض تقدمت و قالت برقة : " ربما ستسمح لي بالسير بجانبك حتى تصل إلى السيارة .."
فأجاب :" ربما علي السماح بذلك " عندما وصلا شعرت ساسكيا بالإرتياح حين رأت باب السيارة ينفتح و يخرج منه السائق مسرعا ً نحوهما ، ثم يخاطب الرجل العجوز بلهجة يونانية سريعة ، ثم رأت الرجل العجوز يتحسن و استقام و راح يتحدث إلى السائق ثم قال لساسكيا مشيراً إلى السائق : " لقد خاف علي كإمرأة عجوز "
ثم أضاف " شكرا يا عزيزتي ، إنا مسرور جداً بلقائك . و لكن لا يجدر بك السير وحدك في شوارع أثينا ، و أنا سوف .."
و سكت فجأة و قال لساسكيا : " " بانيس " سيسير معك إلى سيارتك و ينتظر حتى يعود سائقك .
فقالت باحتجاج : " لا حاجة لذلك في الواقع "
و لكن العجوز ألح عليه بحزم.
فأذعنت و سار معها السائق الذي قالت لها بعد الإبتعاد عن العجوز : " لا حاجة بك في الواقع للقدوم معي ، و كنت أفضل أكثر لو بقيت مع مخدومك ، فقد كان متألماً حين رأيته في الشارع "
و تملكها الإرتياح عندما رأت سائق أندريس يخرج من السيارة فقالت للسائق : " أرأيت ؟ لا حاجة لمتابعة السير معي "
ثم قالت لسائق العجوز ".. أعرف إن هذا ليس من شأني .. و لكن ربما يجدر بمخدومك زيارة الطبيب .."
فأجابها :" لقد سبق و تلقى العناية .. لكنه ، ماذا أقول ؟ إنه لا يأخذ دوما بنصائح الآخرين .."
خفف هدوءه من قلق ساسكيا ، و أراح ضميرها من ناحية تركها للرجل العجوز .
من الواضح بإنه بين أيد آمنه الآن ، و سائقها بإنتظارها .
| |
|
| |
| من روايات أحلام عاصفة الصمت | |
|