| من روايات أحلام عاصفة الصمت | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
حمادة الشاعري
| موضوع: من روايات أحلام عاصفة الصمت الأحد سبتمبر 23, 2007 12:06 pm | |
| من روايات أحلام
عاصفة الصمت
بيني جوردان237
كانت ساسكيا من النوع الذي يحتقره اندريس لانيسر . ألم تعرض عليه نفسها بكل وقاحة و بطريقة مثيرة للإشمئزاز ؟ إن مبادئه تمنعه من مجرد التفكير في هكذا إمرأة. فكيف إذا اكتشف انها تعمل موظفة لديه ؟ كانت صدمة لساسكيا معرفتها بأن مديرها الجديد هو اندريس , وهذا يعني فقدانها لوظيفتها وكل أمل لها في المستقبل .. إلا إذا ..
فجأة لاح لاندريس شعاع من النور في نهاية النفق المظلم , نفق مشكلته الخالية ..... ستكون ساسكيا وسيلته إلى الحل ؟
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الأحد سبتمبر 23, 2007 12:07 pm | |
| الجزء الأول
فتاة الإغواء
إنها الخامسة إلا ربعاً
أسرعت ساسكيا عبر ردهة المكتب الذي تعمل فيه متجهة إلى باب الخروج عندها صاحت موظفة الاستقبال قائلة " تتسللين خارجة قبل انتهاء الدوام يا لحظك !"
و عندما سمع أندريس تعليق الموظفة ، قطب جبينه ، كان يقف عند المصعد المخصص لكبار الموظفين فلم تره ساسكيا التي كانت مسرعة ، إلا إن أندريس رأى تلك السمراء ذات الساقين الرائعتين و الشعر البني ذي الوهج الذهبي المحمر الذي يشير إلى مزاجها الناري الحاد ، و أنتبه فجأة إلى منحى أفكاره فالتورط مع إمرأة ... أي امرأة هو آخر ما يريده في الوقت الحالي ....
تذكر كيف أقنع جده بالتقاعد جزئيا من إدارة سلسلة الفنادق التي باتت الآن تحت إشرافه ، لكن العجوز شن بالمقابل حملة قوية لإقناع أندريس بالزواج من إبنة أخيه ،
ففي نظر الجد من شأن زواج مماثل إن يوحد الأسرة و بالتالي يوحد ثروتها إلا إن هذه المحاولات الخرقاء لتزويج أندريس بابنة عم أمع أثينا ما كانت لتترك في نفس أندريس سوى السخرية لولا إن أثينا كانت حريصة على هذا الزواج لقد كانت أثينا أرملة تكبره بسبع سنوات ، كان زوجها الأول يونانيا ...... بلغ المصعد الطابق الأعلى فخرج أندريس منه لم يكن الوقت ملائماً للتفكير في شؤونه الخاصة لإن عليه السفر إلى الجزيرة التي يمتلكها جده في بحر إيجة التي ستمضي فيها الأسرة العطلة
و لكن كان عليه قبل ذلك إن يقدم تقريراً مفصلا ً عن سير العمل لجده ********** " آسفة " إعتذرت ساسكيا و هي تجلس على المقعد الشاغر عند المائدة المعدة لثلاثة أشخاص و قالت شارحة : " الخوف سائد بين الموظفين بسبب وصول الرئيس الجديد غداً " و سكتت عندما لاحظت إن صديقتها المفضلة لم تكن تصغي " ماذا حدث ؟ " أجابت ميغن " كنت أخبر لورين عن سبب تعاستي .. - تعاستك ؟ - إنه مارك ... - أكملت لورين تظن ميغن إن مارك متورط مع فتاه أخرى .. في نفس الوقت " - "هذا غير ممكن ، ميغن أنت بنفسك أخبرتني عن مدى حب مارك لك " - حسناً هذا ما ظننته ، خصوصاً عندما قال إنه يريد إن تعقد خطبتنا .ولكن هناك مكالمات هاتفية تصله دائما وإذا أجبت إنا يقفل الخط . حدث ذلك ثلاث مرات هذا الأسبوع ، وعندما سألته عن ذلك قال إن الرقم كان خطأ .
_ حسنا ربما كان الرقم خطأ فعلا. لكن ميغن هزت رأسها : "لا . هذا غير صحيح ، لإن مارك يبقى دائما جالسا قرب الهاتف ، والليلة الماضية كان يتحدث من هاتفه الخلوي عندما دخلت ، وما إن رآني حتى أنهى المكالمة ".
ـ ألم تسأليه عما يحدث ؟ أجابت ميغن بحزن :"سألته فقال إنها مجرد تخيلات أتخيلها "
فقالت لورين وقد لوت شفتيها بعبوس مخيف :" هكذا هم الرجال ... لقد بذل زوجي جهده لإقناعي بإني واهمة . وماذا فعل ؟ لقد أنتقل للعيش في البيت مع سكرتيرته طالبا مني الرحيل "
قالت ميغن وقد اغرورقت عيناها بالدموع: " إنا ... لا يمكنني إن اصدق إنه يخونني مع أخرى ... كنت أظن إنه يحبني ..."
ـ إنا واثقة من إنه يحبك.
قالت لورين بجفاء :" حسنا ، هناك طريقة مضمونة لمعرفة الحقيقة . لقد قرأت مقالة عن وكالة تقصدينها إن راودتك الشكوك حول صديقك . فيرسلون له فتاة تحاول إغواءه فإن وقع في الفخ تأكد شكك و ليس أمامك إلى هذا الخيار "
قالت ميغن : " آه لا أستطيع "
فأصرت لورين بقوة " بل عليك ذلك إن مارك يجاهد في التوفيق في دخله و مصروفه منذ باشر في عمله الخاص و أنت قد ورثت ذلك المال من عمة أبيك "
غاص قلب ساسكيا قليلاً ، هي تحب صديقتها كثيراً و لكن الفكرة لم ترقها كثيراً . قالت ميغن: " إنها تبدو فكرة معقولة لكنني لا أظن إن في هلفورد وكالة مماثلة " .
فقالت لورين و قد علت الإبتسامة وجهها ومن يحتاج إلى وكالة ؟ ما أنت بحاجة إليه هو صديقة جميلة للغاية لا يعرفها مارك ، و يمكنها محاولة إغرائه .. "
فقاطعتها ميغن متأملة: " صديقة جميلة للغاية ؟ أتعنين مثل ساسكيا ؟ "
أخذت المرأتإن تتفرسإن في ساسكيا و هي تقضم قطعة من الخبز و أجابت لورين بصوت خافت: " بالضبط . ساسكيا مناسبة لهذا الدور " كادت ساسكيا تختنق بقطعة الخبز وهي ترى التصميم باديا على ملامح لورين وميغن فقالت : " ماذا؟ أنت تمزحين . لا ... لا سبيل إلى ذلك ، هذا جنون يا ميغن وأنت تعلمين ذلك . كيف تستطيعين فعل ذلك بمارك؟ "
أجابت لورين بحدة : " وكيف يمكنها تسليمه حياتها إن لم تكن واثقة منه؟ حسنا لقد أنتهى الأمر إذن ، وما نحتاج إليه حقا إن نضع خطة"
فقالت ميغن :" الليلة سوف يخرج مارك مع أصدقائه إلى تلك الحانة التي افتتحت حديثا "
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الأحد سبتمبر 23, 2007 12:07 pm | |
| الجزء الأول
فتاة الإغواء
إنها الخامسة إلا ربعاً
أسرعت ساسكيا عبر ردهة المكتب الذي تعمل فيه متجهة إلى باب الخروج عندها صاحت موظفة الاستقبال قائلة " تتسللين خارجة قبل انتهاء الدوام يا لحظك !"
و عندما سمع أندريس تعليق الموظفة ، قطب جبينه ، كان يقف عند المصعد المخصص لكبار الموظفين فلم تره ساسكيا التي كانت مسرعة ، إلا إن أندريس رأى تلك السمراء ذات الساقين الرائعتين و الشعر البني ذي الوهج الذهبي المحمر الذي يشير إلى مزاجها الناري الحاد ، و أنتبه فجأة إلى منحى أفكاره فالتورط مع إمرأة ... أي امرأة هو آخر ما يريده في الوقت الحالي ....
تذكر كيف أقنع جده بالتقاعد جزئيا من إدارة سلسلة الفنادق التي باتت الآن تحت إشرافه ، لكن العجوز شن بالمقابل حملة قوية لإقناع أندريس بالزواج من إبنة أخيه ،
ففي نظر الجد من شأن زواج مماثل إن يوحد الأسرة و بالتالي يوحد ثروتها إلا إن هذه المحاولات الخرقاء لتزويج أندريس بابنة عم أمع أثينا ما كانت لتترك في نفس أندريس سوى السخرية لولا إن أثينا كانت حريصة على هذا الزواج لقد كانت أثينا أرملة تكبره بسبع سنوات ، كان زوجها الأول يونانيا ...... بلغ المصعد الطابق الأعلى فخرج أندريس منه لم يكن الوقت ملائماً للتفكير في شؤونه الخاصة لإن عليه السفر إلى الجزيرة التي يمتلكها جده في بحر إيجة التي ستمضي فيها الأسرة العطلة
و لكن كان عليه قبل ذلك إن يقدم تقريراً مفصلا ً عن سير العمل لجده ********** " آسفة " إعتذرت ساسكيا و هي تجلس على المقعد الشاغر عند المائدة المعدة لثلاثة أشخاص و قالت شارحة : " الخوف سائد بين الموظفين بسبب وصول الرئيس الجديد غداً " و سكتت عندما لاحظت إن صديقتها المفضلة لم تكن تصغي " ماذا حدث ؟ " أجابت ميغن " كنت أخبر لورين عن سبب تعاستي .. - تعاستك ؟ - إنه مارك ... - أكملت لورين تظن ميغن إن مارك متورط مع فتاه أخرى .. في نفس الوقت " - "هذا غير ممكن ، ميغن أنت بنفسك أخبرتني عن مدى حب مارك لك " - حسناً هذا ما ظننته ، خصوصاً عندما قال إنه يريد إن تعقد خطبتنا .ولكن هناك مكالمات هاتفية تصله دائما وإذا أجبت إنا يقفل الخط . حدث ذلك ثلاث مرات هذا الأسبوع ، وعندما سألته عن ذلك قال إن الرقم كان خطأ .
_ حسنا ربما كان الرقم خطأ فعلا. لكن ميغن هزت رأسها : "لا . هذا غير صحيح ، لإن مارك يبقى دائما جالسا قرب الهاتف ، والليلة الماضية كان يتحدث من هاتفه الخلوي عندما دخلت ، وما إن رآني حتى أنهى المكالمة ".
ـ ألم تسأليه عما يحدث ؟ أجابت ميغن بحزن :"سألته فقال إنها مجرد تخيلات أتخيلها "
فقالت لورين وقد لوت شفتيها بعبوس مخيف :" هكذا هم الرجال ... لقد بذل زوجي جهده لإقناعي بإني واهمة . وماذا فعل ؟ لقد أنتقل للعيش في البيت مع سكرتيرته طالبا مني الرحيل "
قالت ميغن وقد اغرورقت عيناها بالدموع: " إنا ... لا يمكنني إن اصدق إنه يخونني مع أخرى ... كنت أظن إنه يحبني ..."
ـ إنا واثقة من إنه يحبك.
قالت لورين بجفاء :" حسنا ، هناك طريقة مضمونة لمعرفة الحقيقة . لقد قرأت مقالة عن وكالة تقصدينها إن راودتك الشكوك حول صديقك . فيرسلون له فتاة تحاول إغواءه فإن وقع في الفخ تأكد شكك و ليس أمامك إلى هذا الخيار "
قالت ميغن : " آه لا أستطيع "
فأصرت لورين بقوة " بل عليك ذلك إن مارك يجاهد في التوفيق في دخله و مصروفه منذ باشر في عمله الخاص و أنت قد ورثت ذلك المال من عمة أبيك "
غاص قلب ساسكيا قليلاً ، هي تحب صديقتها كثيراً و لكن الفكرة لم ترقها كثيراً . قالت ميغن: " إنها تبدو فكرة معقولة لكنني لا أظن إن في هلفورد وكالة مماثلة " .
فقالت لورين و قد علت الإبتسامة وجهها ومن يحتاج إلى وكالة ؟ ما أنت بحاجة إليه هو صديقة جميلة للغاية لا يعرفها مارك ، و يمكنها محاولة إغرائه .. "
فقاطعتها ميغن متأملة: " صديقة جميلة للغاية ؟ أتعنين مثل ساسكيا ؟ "
أخذت المرأتإن تتفرسإن في ساسكيا و هي تقضم قطعة من الخبز و أجابت لورين بصوت خافت: " بالضبط . ساسكيا مناسبة لهذا الدور " كادت ساسكيا تختنق بقطعة الخبز وهي ترى التصميم باديا على ملامح لورين وميغن فقالت : " ماذا؟ أنت تمزحين . لا ... لا سبيل إلى ذلك ، هذا جنون يا ميغن وأنت تعلمين ذلك . كيف تستطيعين فعل ذلك بمارك؟ "
أجابت لورين بحدة : " وكيف يمكنها تسليمه حياتها إن لم تكن واثقة منه؟ حسنا لقد أنتهى الأمر إذن ، وما نحتاج إليه حقا إن نضع خطة"
فقالت ميغن :" الليلة سوف يخرج مارك مع أصدقائه إلى تلك الحانة التي افتتحت حديثا "
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الأحد سبتمبر 23, 2007 12:09 pm | |
| ـ لا يمكن إن أفعل ذلك ..إنه..إنه. إنه عمل غير أخلاقي . ونظرت باعتذار إلى ميغن : "آسفة يا ميغن ، ولكن.."
فقاطعتها لورين بحدة :" كنت أظنك سترغبين في مساعدة صديقتك ، يا ساسكيا ، لكي تحافظي على سعادتها . خصوصا بعد كل ما فعلته لأجلك ".
عضت ساسكيا على شفتيها .. لورين محقة ، فهي تدين لميغن بالكثير ... فمنذ ستة أشهر كانت ساسكيا تتأخر في العمل كل مساء ، وكانت جدتها مصابة بمرض خطير ، فراحت ميغن بصفتها ممرضة ، تعتني بجدتها متخلية بذلك عن كل أوقات فراغها وبعض أجازاتها كمساعدة منها لصديقتها ساسكيا.
وقاطعت ميغن أفكار ساسكيا وقالت بهدوء: " إنا أعلم إنك غير موافقة على هذا الأمر يا ساسكيا ولكنني يجب إن اعلم إن كنت أستطيع الوثوق بمارك "
واغرورقت عيناها بالدموع .
ـ لا بأس سأفعل ذلك . قالت ذلك باستسلام ...
وبعد إن شكرتها ميغن قالت ساسكيا : " عليك إن تصفي لي مارك هذا، يا ميغن لكي أتمكن من معرفته "
فقالت ميغن بحماسة وغبطة : " آه، هذا صحيح . سيكون الأجمل والأكثر وسامة بين الحاضرين ! إنه رائع با ساسكيا .. جذاب ، ذو شعر قاتم كثيف وفم جميل للغاية .. ثم سيكون مرتديا قميص أزرق بلون عينيه ، فهو دوما يفعل ذلك .. وإنا قد اشتريت له تلك القمصان"
ـ في أي وقت سيكون هناك ؟ ـ في الثامنة والنصف
ـحسنا .. إذن يجب عليك التواجد هناك حوالي التاسعة . قالت هذا لورين وقد بان عليها الرضا .
ـ ولكن سيارتي ما زالت في الكاراج ـ لا تهتمي بذلك . سوف أوصلك بسيارتي . عرضت ذلك لورين بسخاء
بعد ساعتين كانت ساسكيا ترتدي تنوره سوداء وقد تملكها شيء من التوتر . وعندما سمعت رنين جرس الباب ، نزلت من غرفتها لتفتح بنفسها لإن جدتها كانت تمضي عدة أسابيع مع شقيقتها في باث. أتت لورين بمفردها و أخذت تتفحص ساسكيا ثم عبست و قالت بحدة : " عليك إن ترتدي شيئاً أخر فمظهرك يبدو و كأنك ذاهبة إلى العمل و لا يشجع على التقرب منك ، تذكري بأن على مارك إن يظنك سهلة المنال ، كما إن عليك وضع أحمر شفاه مختلف و وضع المزيد من الكحل على عينيك ، و إذا كنت لا تصدقي فأقرئي هذه "
وقدمت لورين لساسكيا مجلة مفتوحة . قرأت ساسكيا المقال بالرغم منها ، مقطبة الجبين ومفادها إن الوكالة مستعدة لإرسال فتياتها لإمتحإن إخلاص رجال موكلاتهن ، و هي تعدد مواصفاتهن ،
فقالت ساسكيا بحزم : لا يمكنني القيام بأي من هذا أما بالنسبة للطقم .. دخلت لورين الردهة و أغلقت الباب خلفها و قالت بعنف : " عليك القيام بذلك من أجل ميغن ألا ترين ما يحدث لها ؟ الخطر الذي يكتنفها ؟ إنها مجنونة بهذا الرجل ، لم يمض على علاقتهما الا اربعة أشهر و ها هي تتحدث عن تسليمه ميراثها بأكمله .. و الزواج و إنجاب الأطفال .. أتعلمين كم ورثت ميغن عن عمة أبيها ؟
هزت ساسكيا رأسها بصمت كانت تعلم مدى الدهشة و الذهول الذي تملك ميغن عندما علمت إنها وريثة عمتها الوحيدة ...
لكن اللباقة منعتقالت لورين : " لقد ورثت ما يقارب الثلاثة ملايين جنيه ".
عندما رأت ما بدا على وجه ساسكيا أومأت بعبوس : " هل عرفت ما أهمية ما نقوم به لحمايتها ؟
لقد حاولت تحذيرها مراراً بإن مارك الغالي على قلبها قد لا يكون مخلصاً كما يبدو لكنها لم تصغ لي ، و الآن ، الحمد لله قد بدأت تراه على حقيقته لذا ، لأجلها يا ساسكيا ، عليك القيام بما في وسعك لمساعدتها و لإثبات خيانته ...
كان بإمكان ساسكيا إن تتصور ذلك جيداً ، و راحت تحث نفسها : " ميغن ، ميغن العزيزة الحلوة التي ما زالت تعمل كممرضة رغم الثروة التي ورثتها . إنها تستحق رجل يستحقها حقاً ، فإذا لم يكن مارك هذا .. حسنا ً، ربما ، عندئذ من الأفضل لصديقتها إن تعلم ذلك من أول الطريق .
أما لورين التي ما زالت تتأمل ساسكيا ، فقالت : " ربما إذا خلعت السترة يمكنك إن ترتدي بلوزة صيفية جذابة .. أو حتى ..
و سكتت عندما رأت ملامح ساسكيا وهي تقول " بلوزة صيفية نعم .. أما جذابة فلا
و عندما رأت النظرة في عيني لورين و سكتت . بصراحة ، فالرجال حسب خبرة ساسكيا ليسوا بحاجة إلى رؤية جسدها في ملابس فاضحة ليتشجعوا و ينظروا إليها مرتين ..
عندما غادرا المنزل أخيراً كانت الساعة تقارب التاسعة ، و قد زادت ساسكيا من تبرجها نزولاً عند إلحاح لورين . شعرت ساسكيا بعدم الإرتياح لمظهرها بحيث لم تستطع النظر لمرآة الردهة .
و عندما وصلا ، أوقفت لورين السيارة أمام باب الحانة : " ها قد وصلنا . سآتي لأخذك عند الحادية عشرة .. و سيكون ذلك وقتاً كافياً . تذكري ، نحن نفعل هذا لأجل ميغن "
و قبل إن تتمكن من قول شيء ، كانت لورين قد إنطلقت بسيارتها ، و كان رجل يسير على الرصيف قد توقف عندما رأى ساسكيا و نظر إليها بإعجاب
فنظرت مشيحة له بوجهها و دخلت الحانة .
كانت لورين قد أعطتها قائمة طويلة من الإرشادات معظم ما فيها جعل ساسكيا تصر على أسنانها ، لا سبيل للدخول و التصرف بطريقة مغرية بما إن لورين كانت قد ألبستها تلك البلوزة .
أخذت نفساً عميقاً ثم دفعت باب الحانة ساسكيا من سؤالها عن مقدار الميراث . | |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الأحد سبتمبر 23, 2007 12:10 pm | |
| الفصل الثاني
((رجل في الاختبار))
رأى أندريس ساسكيا في اللحظة التي دخلت فيها الحإنة . كان يجلس عند المقصف ، كان بإمكانه الذهاب إلى أي مكان أقرب من هذه الحإنة ، ربما إلى منزله أو إلى أملاكه الجديدة ولكنه تلقى مكالمتين غير مرغوب بهما من جده وأثينا ، لذا قرر الذهاب إلى مكان لا يمكن لاحدهما الاتصال به ، كما تعمد ترك هاتفه الخلوي في البيت. تصلبت قسماته عندما تذكر أثينا ومحاولاتها التي تزداد وقاحة لإغوائه وإقناعه بالزواج منها. كان هو في الخامسة عشرة وهي حينذاك في الثإنية والعشرين وعلى وشك الزواج ، لذا هو يشعر نحوها بالكراهية منذ الصغر ، وهذا ما ترك في نفسه أثرا سلبيا تجاه الجنس اللطيف . قطب جبينه وهو يراقب ساسكيا التي وقفت عند الباب مباشرة تفحص القاعة وكانها تبحث عن شخص ما . أدارت رأسها فإنعكست الأضواء على شفتيها المصبوغتين اللامعتين .
تنفس أندريس بعمق وهو يجاهد للسيطرة على تصرفه غير المرغوب به تجاهها . ما الذي يفعله بحق الجحيم ؟ كان غرضها واضحا جدا بحمرة الشفاه القرمزية الصارخة تلك مما جعله يضحك لا إن يفكر في .. في ماذا؟ الرغبة..؟ وتملكته السخرية وموجة من الاشمئزاز من الذات . لقد عرفها طبعا !إنها الفتاة التي رآها عصر اليوم في العمل ، الفتاة التي هنأتها موظفة الاستقبال لإنسلالها من العمل مبكرة . ونظر متجهما إلى فمها المصبوغ وعينيها المكحلتين بإفراط ، رآها ترتدي طقما قصير التنورة .. ولفت أنتباهه ساقاها الطويلتإن المكسوتإن بجوربين طويلين أسودين شفافين. إنها تنورة قصيرة جدا .. جدا !
قطبت ساسكيا وهي تشعر بمدى قصر هذه التنورة التي أرغمتها لورين على ثنيها عند الخصر لتقصيرها . كانت ساسكيا مصممة على إنها ما إن تجد مارك حتى تعيد التنورة إلى طولها الأصلي . كما إن السترة الصيفية تشعرها بعدم الارتياح ، فأخذت ، دون وعي ، تعبث بأول الأزرار المفكوكة.
ضاقت عينا إندرس وهو يراها تفعل ذلك . من الواضح إنها بذلك تلفت الآنظار إلى صدرها .. واكتشف إندرس إنه بدأ يصر على أسنإنه ، والأهم من ذلك إنه لم يستطع تحويل نظراته عنها .
شعرت ساسكيا إنها مراقبة ، فالتفتت ثم جمدت مكانها عندما اشتبكت نظراتها مع نظرات أندريس القوية. أخذ قلبها يخفق ، وجف ريقها . كانت قد نبذت مبالغة ميغن في وصفه .. معتبره بذلك هذيإن امرأة واقعة في الحب . رائع .. خلاب .. وسيم .. جذاب.. وهو سيكون لابسا قميصا أزرق ليتناسب كما تقول ميغن مع لون عينيه .
حسنا .. لم تستطع ساسكيا رؤية لون عينيه في الضوء الخافت من هذه المسافة التي تفصل بينهما . لكنها أقرت بإن ميغن على حق في كل ما وصفتها به .. وازدادت دقات قلبها . هذا إذن حبيب ميغن ، لا بد إنه هو، إذ لم يكن في القاعة من يشبه الأوصاف التي ذكرتها ميغن سوى هذا الرجل، لا عجب إذن من قلقها والشك في إخلاصه لها .. فرجل بهذه الوسامة لا بد وإن تلاحقه النساء على الدوام .
إنه يتمتع بفيض قوي من السلطة التي تقرب إلى الغطرسة . لقد صعق ذلك ساسكيا منذ اللحظة التي نظرت فيها إليه ، والتقت بنظراته المتفحصة والتي سرعإن ما تبعتها نظرة ازدراء واستنكار .. كيف يجرؤ على النظر إليها بهذا الشكل ؟ وفجأة تبددت كل الشكوك التي جالت في نفسها بشإن ما وافقت على القيام به .
حسنا .. لقد أيقنت ساسكيا إن محاولات ميغن و لورين لإثبات إمكانية الوثوق به صائبة ، فميغن فتاة ساذجة رقيقة ولا تملك الخبرة الكافية وهي بحاجة إلى رجل يقدر رقتها ويعاملها على هذا الأساس . عليها أ ن تعترف إن ميغن لا تتمتع بتلك الجاذبية الصارخة التي يتطلع إليها رجل كمارك ولكن ربما هذا ما أحبه فيها .. هذا إذا كان يحبها .. وهذا ما على ساسكيا إثباته أو نفيه.
كان أندريس يراقبها بمزيج من الفضول وخيبة الأمل ، وهي تتجه إليه . وبشموخ هادئ لم تتجاهل نظرات الإعجاب التي كان يلقيها عليها ، أثناء ذلك ، الرجال الآخرون ، وإنما بدا عليها إنها لم تلاحظها . كل ذلك كان مخطط له من قبل تماما كما السترة المفتوحة الأزرار ، وكان أندريس يعرف هذا النوع فأثينا خير مثال ! ـ آه ، إنا آسفة .
اعتذرت ساسكيا عندما وصلت إلى جإنب أندريس ، ثم تعثرت (بالصدفة) ووقعت عليه . لكنها عادت فاستقامت ثم وقفت بجإنبه عند المقصف وعلى وجهها ابتسامة اعتذار ساحرة ، بينما اقتربت منه حتى استطاع إن يشم رائحتها الناعمة العذبة التي تثير الحواس وتبرز شخصيتها .. وكالاحمق أخذ هو يتنشق تلك الرائحة حتى كادت تسكره .. تاركا حواسه تستجيب.. لها.. أرغم أندريس نفسه على التراجع عنها خطوة إلى الخلف ، ولكن المقصف كان مزدحما فاستحال الابتعاد عنها كثيرا . وهكذا سألها ببرودة :" آسف .. ولكن هل أعرفك ؟"
كان يعلم إن هناك نساء يقمن بأي شيء لأجل المال .. أي شيء ..ومع أي شخص . أيا كان .
لكن ساسكيا تواجهه الآن ، وإنفرجت شفتاها المصبوغتإن بإفراط عن ابتسامة أدرك إنها مرغمة وهي تتمتم :
"آه لا.. في الواقع ، أنت لا.. لكنني أرجو إنك سوف تعرفني حالا .
يــــــــــــــــــــتبع | |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الأحد سبتمبر 23, 2007 12:15 pm | |
| أحست ساسكيا بالارتياح لخفوت الضوء وكانت تشعر باللهب المتوهج في وجهها. لم يحدث قط إن فكرت في التقدم من رجل بهذا الشكل ،أو حتى تصورت ذلك . ثم أنتقلت بسرعة إلى الجزء الثإني من حديثها المعد سلفا وهي تفرج شفتيها عن ابتسامة ، راجية إن تكون مغرية وتفي بالغرض . وبينما مررت لسإنها على شفتيها بحذر صاحت في نفسها : "رباه ، ما أسوأ مذاق حمرة الشفاه .. هذه ". ثم سألت الرجل ببعض الدلع : "ألن تسألني إن كنت أريد شرابا؟".
سألته هذا وهي تخفق بأهدابها آملة إن يكون هذا نوع من الإغراء، وأضافت بصوت ناعم : " أحب لون قميصك". ومالت عليه مضيفة : "إنه يماثل لون عينيك ". ـ إن كان هذا ظنك فلا بد إنك مصابة بعمى الألوإن .. لإن عيني رماديتإن.
قال لها ذلك باقتضاب . لقد بدأت تشعره بالغضب البالغ ، لقد كان تحرشها السافر به يبعث في نفسه الاحتقار . ولكن لا شيء يماثل حقارة ردة فعله السخيفة نحوها ، أي رجل هو ؟ هل هو غلام في الثامنة عشرة ؟ يفترض به إن يكون رجلا.. رجلا ناضجا .. محنكا خبيرا وهو فوق الثلاثين .. ومع ذلك يتجاوب مع هذه الأساليب المغرية القديمة والمثيرة للشفقة التي كانت تحاول إيقاعه فيها .. يتجاوب معها وكأنه .. وكأنه ماذا؟ وكان لا شيء يريد فعله في هذه اللحظة سوى ضمها إليه ليشعر بدفئها .. وليسمعها تصرخ باسمه وليعانقها ويعانقها .
ـ اسمعي ، أنت تقترفين غلطة كبيرة . قال لها ذلك بحدة ، مقاطعا تصوراته غير المرغوب بها عنه وعنها.
ـ آه ، لا . احتجت على رفضه لها بلهفة ، المفترض لها إن تذهب إلى ميغن وتعلمها إن خطيبها ما زال مخلصا لها و بإمكانها الوثوق به ، ولكن شيئا لم تستطع تحليله رفض ذلك فقالت له: " لا يمكنك إن تكون غلطة أبدا ، بالنسبة لأي امرأة.."
أخذ أندريس يتساءل ببلاهة عما إذا كان قد جن ، إن فكرة عرض المرأة لنفسها عليه أمر يثير اشمئزازه ، فكيف بإمكانه الانجذاب إلى امرأة كهذه ولو من بعيد؟ هذا مستحيل. ـ إنا آسف ، إنك تضيعين وقتك .
وأضاف بصوت رقيق مخادع " والوقت ، بالنسبة لامرأة مثلك ،هو من ذهب، فلم لا تذهبين للبحث عن رجل آخر . أكثر تقبلا مني لما تعرضينه عليه ؟ ".
نظرت إليه شاحبة الوجه وهو يغادر الحانة ، لقد نبذها .. إنه..... وابتلعت ريقها. إنه .. لقد اثبت إنه مخلص لميغن . ونظر .. نظر إليها وكأنها فتاة صغيرة ". مسحت حمرة الشفاه بسرعة وعبست للون الذي خلفته على يدها .
ـ أهلا بك يا جميلة , هل يمكنني إن أشتري لك شرابا ؟
هزت رأسها نافية ، متجاهلة النظرات اللاذعة التي رمق ها بها الرجال في الحانة ، وتوجهت إلى حمام السيدات ، في غرفة الملابس أقفلت أزرار سترتها الصوفية ، ومسحت الحمرة وآثار التبرج والكحل واستبدلتهما بزينتها المفضلة لديها والمؤلفة من ظل خفيف للعينين وحمرة شفاه ناعمة بلون الكرز ، وربطت شعرها الطويل إلى الخلف ، وجلست تنتظر موعد الرحيل .
هذه المرة بدت مختلفة وهي تشق طريقها بين الجموع ، وكانت النظرات المنصبة عليها مختلفة تماما .
شعرت بالارتياح عندما رأت إن لورين كانت في انتظارها ، وعندما فتحت باب السيارة ودخلت ، سألتها لورين بلهفة : " حسنا ، ماذا حصل ؟ "
فأجابت ساسكيا وهي تهز رأسها : " لا شيء ، لقد نبذني بخشونة".
ـ ماذا؟
ـ لورين ، حذار .. هتفت ساسكيا محذرة عندما كادت لورين تصطدم بسيارة أخرى من تأثير ما سمعته ، وكان لورين كانت تريد إثبات نظريتها بإن مارك غير مخلص . فقالت : " لا بد وإنك لم تبذلي جهدك في المحاولة". ـ أؤكد لك إني بذلت قصارى جهدي".
ـ هل أتى على ذكر ميغن ؟ .. هل أخبرك إنه على علاقة بأخرى ؟ فهزت ساسكيا رأسها : " لا! لكنني أؤكد لك إنه أوضح عدم اهتمامه بي . لقد نظر إلي .."
وسكتت وهي تبتلع ريقها ولا تريد التفكير في نوع نظرة حبيب ميغن إليها. ولسبب غريب لم تشأ حتى إن تتذكر نظرة الاحتقار التي رأتها في عينيه فجعلتها ترتجف ألما وغضبا .
ـ أين ميغن ؟ ـ لقد استدعوها إلى المستشفى ، لتقوم بعمل إضافي. لقد اتصلت بي لتخبرني ، فقلت لها إننا سنذهب إلى بيتها مباشرة ونجتمع بها هناك.
ارتسمت على شفتي ساسكيا ابتسامة باهتة . يفترض إن تشعر بشعور أفضل الآن ، لكن ميغن وحدها ستكون حقا مسرورة عندما تعلم إن مارك حبيبها مخلص ولم يخنها .
حبيبها مارك .. حبيب ميغن.. وشعرت ساسكيا بمرارة في فمها وثقل في صدرها.
ما الذي حدث لها ؟ هل يعقل إنها تغار من ميغن ؟ لا .. هذا غير ممكن .. لا يمكن حدوث هذا أبدا.
ـ هل أنت واثقة إنك بذلت كل جهدك؟ ـ لقد قلت كل ما علمتني أنت قوله ، وتصرفت كما أمليت علي .
ـ ولم يبدر عنه أي نوع من التجاوب ؟ وشعرت ساسكيا إن لورين لم تصدقها ، فقالت : " آه ، لقد أبدى تجاوبا ، وإنما ليس من النوع .. "
وسكتت ثم عادت تقول بفتور : " لم يهتم بي ، يا لورين ، لا بد وإنه يحب ميغن حقا ".
ـ نعم ، إذا كان قد فضلها عليك ، فإنه لا بد يحبها حقا .
عندما وصلتا إلى بيت ميغن ، رأت ساسكيا سيارتها مركونة أمام البيت ، وشعرت بالآنقباض وهي تترجل من سيارة لورين و تسير في الممر . ميغن ومارك .. حتى إنهما متشابهإن في الاسم ، مما يوحي بحياة زوجية وعائلية مريحة .. ومع ذلك إن كانت قد قابلت في حياتها رجلا لا يستحق إن يكون رب أسرة فهو مارك حبيب ميغن ، إلا إنه محاط بجو من الرجولة وهالة من الطاقة والقدرة على تبديل حياة امرأة .
أجفلت ساسكيا . ما الذي تفكر فيه ؟ مارك هو حبيب ميغن .. صديقتها المفضلة .. التي تدين لها بصحتها وصحة جدتها .
يبدو إن ميغن رأتهما ففتحت الباب ووجهها يتهلل سرورا ، فبادرتها ساسكيا بصوت عميق :" الأمر على ما يرام يا ميغن فمارك لم .." فقاطعتها ميغن : " أعرف ، أعرف ، لقد جاء ليرإني في العمل ، وقد شرح لي كل شيء . آه كم كنت معتوهة .. آه يا ساسكيا كم كنت متشوقة لزيارة الجزر الكاريبية .. وهكذا حجز مارك لهذه العطلة الرائعة .. المكان الذي سنذهب إليه خاص بأجازات الأزواج ، وهذا كان سبب تلك الاتصالات . إنا آسفة لإضاعة سهرتك سدى ، حاولت الاتصال بك ولكنك كنت قد خرجت . ظننت إنك جئت مبكرة وقد لاحظت غياب مارك في الحإنة..
وسكتت ميغن وهي ترى تغير ملامح ساسكيا و لورين معا فسألتهما مترددة ومتعجبة : " ماذا حدث ؟" وكانت لورين تسأل ساسكيا : " لكنك قلت إنك تحدثت إليه ".
فأصرت ساسكيا قائلة : " نعم ، كان هو بالضبط كما وصفته لنا، يا ميغن.." وسكتت عندما هزت ميغن رأسها وقالت بحزم : " لا ، إن مارك كان معي في العمل ، لقد وصل عند الثامنة والنصف . شعر بمدى كدري وغضبي فقال إنه كان يريدها مفاجأة "
ثم قالت بشغف وفرح ، موجهة كلامها إلى لورين : " وقبل إن تقولي كلمة ، سيدفع مارك كل النفقات من جيبه "
اتكأت ساسكيا على الجدار بضعف ، وراحت تفكر : إذا لم يكن الرجل الذي صادفته هناك هو مارك ، فمن يكون إذا ؟ وازداد شحوب وجهها . لقد تحدثت إذن إلى رجل لا تعرفه .. وراحت تحاول إغراء رجل غريب كليا.. رجل هو ..
وابتلعت ريقها شاعرة بالغثيإن وهي تتذكر مظهرها حينذاك ، وتصرفاتها والأشياء التي قالتها ، ثم طمأنت نفسها وحمدت الله لإنه كان غريبا .. فهي لن تضطر إلى رؤيته مجددا ، ثم سمعت ميغن تقول بقلق: "ساسكيا ،لا يبدو إنك بخير ، ماذا حدث؟" ـ لا شيء . لكن لورين تكهنت بما تفكر فيه ساسكيا فسألتها بحدة : " حسنا ، إذا لم يكن الرجل الذي تحدثت إليه هناك هو مارك ، فمن يكون؟"
ـ نعم ، من تراه يكون ؟
يــــــــــتبع | |
|
| |
خالد فهد
مشرف
عدد الرسائل : 21 العمر : 37 تاريخ التسجيل : 17/09/2007
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الأحد سبتمبر 23, 2007 5:34 pm | |
| قصه جميله او يا حماده شكرا | |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الإثنين سبتمبر 24, 2007 12:37 pm | |
| أشكرك أخي خالد عطرت الموضوع بطلتك الغالية تحياتي القلبية | |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الإثنين سبتمبر 24, 2007 2:07 pm | |
| الفصل الثالث ((النار او الدمار))
ذعرت ساسكيا عندما سمعت ساعة المدينة تدق الثامنة
صباحا ،لأنها قررت الذهاب الى العمل باكرا ولكن أحداث ليلة الامس كانت قد سرقت النوم من عينيها .
ان عملها يبدأعادة عند التاسعة صباحا . ولكن الأمور ليست على ما يرام في هذه الآونة الأخيرة ، خصوصا عندما تكون وظيفة المرء في خطر.
ولقد حذر رئيس القسم الذي تعمل فيه ساسكيا أن هناك اتجاها لصرف الموظفين وتخفيض الرواتب ، ونظرا
لكونها من الموظفين الجدد فان راتبها معرض للتخفيض ، وربما صرفت من العمل . مستحيل عليها حينئذ ايجاد
وظيفة اخرى في هيلفورد ، واذا عملت في لندن فان جدتها ستبقى وحدها . أسرعت ساسكيا داخل مكتب العمل ، وسألت ايما :"أتراه وصل؟" لم يكن بحاجة الى ذكر اسم من تعنيه ، وابتسمت لها ايما بشيء من الاستعلاء :" لقد وصل أمس في الواقع ، وهو الآن يجري مقابلات مع الجميع ". قالت ذلك بفخر ما لبث ان استحال الى اعجاب انثوي وهي تتنهد قائلة : " انتظري فقط الى ان تريه ، انه رائع .. رائع للغاية ". وارتسمت على شفتي ساسكيا ابتسامة شاحبة . ثم تابعت ايما كلامها قائلة :" لكنه مثالي ، انتبهي، ثم هو مرتبط عاطفيا وسيخطب قريبا . فقد تحدثت الى
موظفة الاستقبال في مكتبهم الرئيسي فأخبرتني ان جده يريد تزويجه بابنة عم ابيه فهي ثرية جدا و .. ". فقاطعتها ساسكيا بحزم :" آسفة يا ايما ، ولكن يجب ان اذهب ". فشائعات المكتب ، مثل سياسته ، لا تحب ساسكيا ان تتورط فيها ، اضف انه اذا بدأ رئيسهم الجديد باجراء
المقابلات ، فهي لا تريد ان تكتسب نقطة سوداء بسبب غيابها . كان مكتبها في الطابق الثالث ، حيث تعمل مع خمسة موظفين آخرين ، وكان لرئيسهم مكتبه الزجاجي الخاص لكنه حاليا خالي .
وعندما بدأت تتساءل عما تريد فعله ، انفتح الباب الخارجي ودخل رئيسها يتبعه بقية زملائها . فحياها قائلا:"
آه ، ساسكيا ، هاانت هنا اخيرا ". ـ نعم ، أردت القدوم باكرا .. فقاطعها غوردون جارمان رئيسها وهو يهز رأسه، قائلا بحدة :" لا مجال للشرح الآن ، الافضل ان تصعدي الى جناح المدير التنفيذي . سكرتيرة السيد لاتيمر في انتظارك ، يبدو انه يريد اجراء مقابلة مع كل شخص بمفرده ومع زملائه في القسم ، ولم يكن مسرورا تماما لغيابك .. وقبل ان تنبس ساسكيا ببنت شفة ، استدار ودخل مكتبه ،تاركا اياها تتجه نحو المصعد . لم يكن من عادة غوردون ان يتكلم بهذه الحدة ، فشعرت ساسكيا بتوترها
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الإثنين سبتمبر 24, 2007 2:08 pm | |
| يزداد وهي تفكر في الموقف الذي اتخذه اندريس لاتيم
ر بشأن الموظفين الجدد والذي جعل رئيسها الهادئ بطبعه يصبح بهذه الحدة .
كان جناح المدير التنفيذي منطقة غير مألوفة لساسكيا ، فالمناسبة الوحيدة التي
دخلته فيها هي عندما أجرت مقابلتها الأولى .
خرجت ساسكيا من المصعد بشيء من التردد ، ثم سارت نحو الباب الذي
يعلوه لوحة كتب عليها (المساعدة الشخصية للمدير التنفيذي ) "مادج فيلدينغ" . وعندما رأت ساسكيا المرأة الأنيقة ذات الشعر الأسود الجالسة خلف المكتب افترضت أن
المالك الجديد قد أحضر سكرتيرته معه .
أعطتها ساسكيا اسمها متوترة ، وأوضحت أنها تعمل تحت امرة غوردون جارمان ، لكن المساعدة الشخصية أزاحت هذا الايضاح جانبا وهي تنظر في قائمة امامها ، ثم قالت ببرودة دون ان ترفع رأسها عنها :" ساسكيا ؟ نعم . لقد تأخرت . السيد لاتيمر لا يحب .. أنا لست واثقة في الواقع " وسكتت ثم نظرت الى ساسكيا مقطبة الجبين ثم أضافت باستنكار :"قد لا يكون لديه الوقت لاجراء المقابلة معك الآن ."
ثم رفعت سماعة الهاتف وتحدثت بلهجة مختلفة تماما عن الصوت الذي كانت تحدث به ساسكيا . ـ الآنسة رودجرز هنا الآن ، يا أندريس ، هل ما زلت تريد رؤيتها ؟ ثم قالت لساسكيا :" يمكنك الدخول ، الباب هناك"
أرغمت ساسكيا نفسها غلى الهدوء ،ثم توجهت نحو الباب ، ودقت بهدوء ثم أدارت المقبض . عندما دخلت المكتب ، بهرت أشعة الشمس المتألقة عينيها ، فكل ما استطاعت
رؤيته هو ملامح ضبابية لشخص واقف أمام النافذة وظهره لها، ووهج الشمس يجعل من المتحيل الرؤية أكثر .
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الإثنين سبتمبر 24, 2007 2:09 pm | |
| لكن أندريس استطاع رؤية ساسكيا ، ولم يدهشه أنها وصلت الى العمل متأخرة عن زملائها ، فهو يعرف كيف أمضت سهرتها . أما ما أدهشه فعلا هو التقدير الصادق الذي قدمه رئيسها المباشر وزملاؤها معا
. فساسكيا هي اول من يقوم بالعمل الاضافي ، وأول من يمد يد العون لمن يحتاجها من زملائها. ـ نعم ، يمكن ان يكون هذا غير عادي بالنسبة الى متخرجة جديدة.
هذا ما قاله غوردون عندما استفسر أندريس منه عن تقديره لساسكيا .
وأضاف :" لكنها ربيبة جدتها ، وربما كانت قيمها وعاداتها تشعرها بالواجب والاهتمام تجاه الآخرين ، وكما ترى من تقريري عنها ،عملها ممتاز وكذلك مؤهلاتها "
وهي شابة جذابة الى حد مذهل وربما كانت تستغل "مزاياها" لصالحها . بعد أن درس أندريس التقارير المتتابعة عن تفانيها و شعبيتها لدى الموظفين الآخرين
، أصبح مرغما على التسليم بأنه لو لم ير بنفسه تصرفات ساسكيا الليلة الماضية
لكان تقبل التقرير المتوهج بالحماسة ،مؤمنا بظواهر الأمور.
لقد تغيرت جذريا هذا الصباح ، فلقد عادت شابة رقيقة وموظفة أنيقة الملابس وشعرها مشدود الى الخلف بأناقة جذابة ، ووجهها خال من أي مساحيق التجميل ما عدا الخفيف منه
. وأخذ أندريس يقطب جبينه عندما شعر بجسده ، على غير عادة ، وبالحاح ، يذكره بسحر جسد ساسكيا ا
لذي اقترب منه كثيرا في الحانة ، أما هذا الجسد محتشم بطقم العمل الكحلي الذي ترتديه . أليس لديه ما يكفيه من المشاكل ؟ فقد تلقى الليلة الماضية ، بعد عودته من الحانة اتصال من أمه تخبره فيه أن جده أصبح أكثر تصميما على زواجه من أثينا ، وذلك بعد أن تأكد أن ليس لديه فتاة الآن في حياته.
فحدث أن دفعه كلامها ذاك الى القول :" وما الذي جعلك تظنين أن ليس لدي فتاة في حياتي ؟" وساد صمت مفاجئ ، ثم عادت أمه الى ان تسأله بلهفة :" أتعني أن لديك امرأة في حياتك ؟ يا أندريس ! من هي ؟ ومتى سنتعرف عليها ؟". آه يا حبيبي ما أروع هذا ، "أوليمبيا"
وسمعها تخبر أخته . حاول التخفيف من حماسة أمه وأخته ، فهو كان يتحدث بمعنى "اذا."
ولكن أي منهما لم تكن مستعدة للاصغاء . وبعد اتصال أمه البارحة . اذا بجده يتصل به ومنذ الخامسة فجرا ليسأله متى سوف يقابل خطيبة حفيده . لقد وقع في مشكلة كبيرة
وخصوصا عندما قال جده (ستحضرها معك الى الجزيرة طبعا ) وكلمات الجد هي أولمر.
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الإثنين سبتمبر 24, 2007 2:09 pm | |
| ما الذي سوف يفعله الآن ؟ فأمامه ثمانية أيام فقط لايجاد (خطيبة) يتفق معها على ان يمثلا دور الخطيبين وعليها ان تكون ممثلة ماهرة لكي تخدع ليس جده فقط بل امه واخته أيضا .
استدار من مكانه أمام النافذة ليواجه ساسكيا ، فرأته عندها بوضوح .
ولم تجد فرصة تخفي فيها صدمتها ، أو شهقة الذعر التي أفلتت من بين شفتيها المصبوغتين بحشمة وقد شحب وجهها ثم عاد فتوهج بلون محرق . ـ أنت قالت هذا بصوت مختنق وهي تتراجع نحو الباب بحركة غريزية ، وقد اكتسحت ذهنها ذكريات الليلة الماضية وتأكدت من خسرانها لوظيفتها.
انها ممثلة ممتازة بكل تأكيد . أقر أندريس بذلك وهو يرى ردة فعلها .. نظرة الفزع هذه التي أظلمت عينيها و الطريقة التي أخذت بها شفتها السفلى ترتجف رغم محاولاتها للسيطرة عليها .. آه ، نعم .. انها ممثلة درجة أولى .. ممثلة درجة أولى.. وفجأة ، لاح لأندريس شعاع من النور في نهاية النفق المظلم ، نفق مشكلته الحالية . آه ، نعم ، انه حقا شعاع من نور .
فبادرها أندريس بالقول :" هكذا اذن أنسة رودجرز . لقد بدأ اندريس يمزق ثقة ساسكيا بنفسها ، وهي الممزقة فعلا .
ـ لقد قرأت التقرير الذي كتبه عنك غوردون جارمان وعلي تهنئتك . يبدو أنك أقنعته بأنك في القمة من السمو ، وهذا انجاز باهر بالنسبة الى موظفة جديدة وصغيرة . خصوصا وهي تتبنى ذلك الموقف ،
هل نقول .. الموقف المطاط بالنسبة الى التقيد بالنظام الرسمي والمحافظة على أوقات الدوام .. فتترك العمل قبل زملائها في المساء ، وتصل في الصباح بعدهم ؟
ـ أترك العمل باكرا ؟
وحدقت ساسكيا اليه محاولة تمالك نفسها ، كيف علم بذلك ؟
وكأنه قرأ أفكارها ، فقال لها بنعوة كنت في الردهة حين غادرت مكتبك ، قبل الدوام بوقت غير قصير "
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الإثنين سبتمبر 24, 2007 2:10 pm | |
| فقالت متذمرة :" لكن ذلك كان . لكنه هز رأسه قائلا ببرودة :" لا أريد أعذار ، من فضلك . قد تنفع مع غوردون جارمان لكنها ، لسوء حظك لن تنفع معي . وبعد ، لقد رأيت كيف تتصرفين خارج العمل . الا اذا.
وعبس وتصلبت شفتاه وهو يتفرس فيها باحتقار ، مضيفا :" الا اذا كان هذا هو السبب ، طبعا، الذي جعله يعطيك مثل هذا التقرير الممتاز غير العادي,
هتفت ساسكيا على الفور ناكرة :" لا، لا! أنا لا أفعل.. ذلك أبدا .. كانت الليلة الماضية غلطة . أنا . ـ نعم ، كانت غلطة ، بالنسبة اليك على الأقل .أنا أعلم ان راتبك قليل نسبيا
، لكن جدي سيكون تعيسا للغاية عندما يعلم ان احدى موظفاتنا تضطر الى زيادة دخلها بطريقة تنعكس سلبيا على سمعة شركتنا . وتابع بلطف مصطنع وابتسامة خبيثة :" كم أنت محظوظة لأنك لم تكونين تمارسين .
. حرفتك في .. أحد فنادقنا و..". فقاطعته ثائرة :" كيف تجرؤ؟". وتوهج وجهها احمرارا والتهبت عيناها بالكبرياء الجريحة . فسأله مستهزئا:" كيف أجرؤ أنا؟ المفروض أن أسألك أنا كيف تجرؤين؟"
قال لها ذلك بحدة ، وقد نظر اليها نظرة تنضح غضبا واحتقارا وعاد يقول متجهما :" عدا ما يتضمنه عملك ذاك من عدم فضيلة ، ألم يخطر ببالك قط الخطر الجسدي الذي يهددك من ورائه؟
ويهدد النساء أمثالك ..". وسكت ، ثم غير لهجته لتصبح أكثر لينا:" فهمت من رأيسك أنك حريصة على البقاء موظفة عندنا ". ـ نعم، نعم، هذا صحيح .
ثم قالت ساسكيا بلهفة ورجاء وقد تحول كبرياؤها الى ذعر وخوف :" اسمع أرجوك ، يمكنني شرح ما حصل الليلة الماضية . أنا أعرف كيف كان مظهري البارحة ، ولكنه لم يكن ..أنا لم أكن .." فارتبكت وصمتت وهي ترى ملامح وجه أندريس | |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الإثنين سبتمبر 24, 2007 2:10 pm | |
| تدل أنه غير مستعد للاستماع لها ، عدا أنه لن يصدقها . وهي لا تلومه كما انها لا تستطيع اقناعه بعفتها الا اذا جرت لورين وميغان الى مكتبه لتشهدا معها ،
وكرامتها تأبى عليها مثل هذا العمل ، هذا الى ان ميغان غير قادرة على التفكير بأي شيء سوى بمارك والرحلة الى الجزر الكاريبية
. أما لورين فتستطيع ساسكيا تخمين مقدار المتعة التي ستشعر بها ازاء الوضع الذي وضعت ساسكيا به نفسها الآن . وعندما سكتت ، قال لها بلطف :" هذا أفضل . فأنا أحتقر المرأة الكاذبة حتى أكثر مما أحتقر تلك التي .."
وجاء دوره ليسكت ، لكنها فهمت ما يعنيه . وازداد احمرار وجهها مما جعلها ترتبك أكثر وتشعر بالقلق حين قال :" لدي أمر أريد عرضه عليك" وصدر عنها صوت مختنق يسأل بحذر :"وأي نوع من العروض؟".
جمع أصابعه باشارة مهدئة وهو ينظر اليها كما ينظر الوحش الى فريسته الذي يتلهى بتعذيبها . وقال لها بلطف:" آه ، ليس من النوع الذي ربما أنت معتادة عليه .. قرأت أن بعض العاملات الشابات طردن من الخدمة بسبب قيامهن بدور بنات الهوى ..".
فقالت محتجة :" لم أكن أقوم بعمل كهذا". لكنه أسكتها قائلا بحدة :" هل نسيت انني كنت موجودا؟ لو علم جدي بسلوكك ذاك ، لطلب مني طردك على الفور".
قد يكون جده تخلى عن معظم سلطته لأندريس ، لكن أندريس رأى من ملامح ساسكيا أنها ما زالت تصدقه وهي تقول مبتلعة كبرياءها:" أنت لست مضطرا لأن تخبره .. أرجوك..
": ـ نعم ، لست مضطرا لذلك ، ولكن ما أفعله يتوقف على استجابتك لما أعرضه عليك . ـ هذا ابتزاز. فأجاب بنعومة مصطنعة:" هذه مهنة قديمة بقدم المهنة التي كنت تزاولينها الليلة الماضية "
. بدا الذعر يتملك ساسكيا مما جعلها تندفع قائلة بعداء :"يدهشني أن يلجأ رجل مثلك الى ابتزاز امرأة مثلي لكي يشبع رغباته ، وليس هناك ما يجعلني..". فقاطعها وهو يلقي برأسه الى الخلف مقهقها:" أشبع رغباتي؟".
فذهلت ساسكيا ولاذت بالصمت ، ثم كرر هادئا:"أشبع رغباتي .. ومن يشبعها ، أنت؟ لا ليس هذا ما أريده منك".
فسألته وهي ترتجف:" ماذا تريد مني اذن؟".
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الإثنين سبتمبر 24, 2007 2:11 pm | |
| ما أريده منك هو وقتك وموافقتك على تمثيل دور خطيبتي.
ـ ماذا؟
وحملقت فيه مندهشة:" انت مجنون".فقال بحزم :"لا ، لست مجنونا، لكنني مصمم على عدم الزواج من المرأة التي يريد جدي تزويجي اياها ، والطريقة الأفضل لتجنب ذلك هي اقناعه بأنني أحب امرأة أخرى ". ـ أتريدني أن .. أتظاهر.. بأنني .. خطيبتك؟ ألقت عليه هذا السؤال بحذر ، وعندما رأت الثبات في عينيه ، قالت مستنكرة:" لا .. لا سبيل الى ذلك .. لا سبيل على الاطلاق".
فسألها بلطف بالغ :"لا؟ اذن ،لن يكون أمامي ، مع الأسف، سوى أمر واحد وهو أن ثمة احتمال كبيرجدا ، بصرفك من العمل مع من سنصرفهم ، أرجو أن تكوني قد فهمت ما أعنيه". فصاحت :" لا! لا يمكنك القيام بذلك ..". ثم سكتت وهي ترى السخرية في عينيه .
وسألها:" حسنا؟ لم تعطني جوابك . هل توافقين على عرضي هذا، أم ..؟". بدت السخرية في صوته واضحة جلية .
ابتلعت ساسكيا مرارة الهزيمة ، وحاولت أن ترفع رأسها وهي تقول له بتعاسة:"أنا موافقة". هذا ممتاز . وحفظا للشكليات ، أقترح اختراع قصة عن لقاء سري سابق حدث مصادفة بيننا ..
ربما عندما زرت "هلفورد" قبل استلامنا الممتلكات الجديدة ، ولأجل مفوضات الاستلام فقد أبقينا أمر علاقتنا .. حبنا سرا، ولكن الآن .. لم يعد من حاجة للسرية ، واثباتا لذلك
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الإثنين سبتمبر 24, 2007 2:11 pm | |
| وللاحتفال بحريتنا اليوم ، سأدعوك الى الغداء. وقطب جبينه لحظة ثم تابع:" سنسافر الى جزيرة "ايجين" في نهاية الأسبوع القادم ، وهناك أشياء علينا معرفتها عن بعضنا البعض!".
فشهقت :" نسافر الى أين؟ لا .. لا يمكنني ذلك . جدتي..". كان أندريس قد سمع من غوردون أنها تعيش مع جدتها ،فرفع حاجبا متسائلا بنعومة :"انت مخطوبة لي الآن ، يا حبيبتي، وحتما أنا الآن أهم لديك من جدتك
، ولكنني واثق من أنها ستوافق غلى سبب ابقاء حبنا سرا . اذا شئت ، أنا مستعد تماما لمرافقتك عندما تشرحين لها .. كل شيء..". أجابت بذعر وبحزم :" لا حاجة لذلك على كل حال ،
فجدتي حاليا في "باث" ، مع أختها ، وستبقى هناك للاسابيع المقبلة . لا تستطيع فعلهذا . ثم ان جدك لا بد وان يتكهن بأننا .. لسنا .. و .. ". ـ ولكن علينا الا نجعله يتكهن بأي من هذه الأشياء
، فأنت ممثلة ممتازة كما رأيت بنفسي . وأنا واثق أنه بامكانك اقناعه بأننا خطيبان
وأننا نحب بعضنا بعضا زز واذا انت شعرت بحاجة الى بعض العون ليقتنع ... وصمت بعد ان التهبت عيناه ، فتراجعت ساسكيا على الفور خطوة الى الخلف
، وقد احمر وجهها ارتباكا وهي ترى الطريقة التي كان ينظر بها اليها . ثم قال برقة :" هذا حسن جدا ، ولكن ربما ليس من الحكمة المبالغة في الخجل العذري ،فجدي ليس أحمقا، وأشك في أنه يتوقع من رجل في مثل سني الوقوع في الغرام بعنف مع امرأة لا تماثله خبرة
. فأنا ، نصف يوناني , والعواطف الخام هي ميزة هامة في شخصية الرجل اليوناني ونفسيته". أرادت ساسكيا أن تستدير هاربة .لقد ساء الوضع في دقيقة، وتساءلت، عما سيفعله ان علم أنها ليست "خبيرة" مثله وأن خبرتها لم تتعد عدة قبلات طاهرة ومعانقات مرتبكة
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الإثنين سبتمبر 24, 2007 2:12 pm | |
| مان عليها شكر والديها على هذا لاحتراسها في مراهقتها لان سلوكهما الطائش جعلها تخاف من ان تكرر حماقتهما . قال أندريس باقتضاب وهو ينظر الى ساعته :" الساعة العاشرة تقريبا ،
أرى ان تعودي الى مكتبك ، وعند الواحدة سأنزل اليك و آخذك الى الغداء. كلما أسرعنا في اشاعة أمر علاقتنا كان ذلك أفضل ". كان يتحدث ويتقدم نحوها ، وتملك الذعر ساسكيا على الفور
، وشهقت بصوت عال عندما انفتح الباب ودخلت مساعدته الشخصية في اللحظ نفسها التي كان أندريس فيها يمسك بمعصمها الهش بأصابعه القوية.
ـ آه ، يا أندريس . هتفت بذلك مساعدته وهي تنظر باضطراب الى الطريقة التي كان رئيسها يجذب بها ساسكيا ويقربها اليه . ـأنا آسفة لمقاطعتي ، ولكن جدك اتصل مرتين.
فأجاب بنعومة :" سأتصل بجدي لاحقا ، كما أنني لا أريد مقاطعة ولا مواعيد بين الساعة الواحدة والثانية والنصف اليوم ، فأنا سآخذ خطيبتي الى الغداء". قال هذا والتفت الى ساسكيا يرمقها بنظرة تذوب رقة وعاطفة .
بدا فعلا كعاشق ولهان لا يكاد يملك السيطرة على رغبته بها لحظة واحدة ، حتى أوشكت هي نفسها تصدقه . ولم تستطع الا مبادلته النظر وكأنها تسمرت مغناطيسيا
. لو نظر اليها هكذا الليلة الماضية .. كفى.. حذرت نفسه ا على الفور وقد هزتها هذه الفكرة . ولكن اذا كان تصرفه قد صدم ساسكيا ، فقد صدم مساعدته أكثر.
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الإثنين سبتمبر 24, 2007 2:12 pm | |
| أدركت ساسكيا لك عندما صدر عن المرأة صوت مختنق ثم هزت رأسها عندما سألها اندريس بلطف عما اذا كان قد حصل شيء . ـ لا.. كنت فقط.. هكذا.. لا.. لا شيء على الاطلاق . ـ هذا حسن . آه ، هناك شيء آخر . أريدك أن تحجزي مقعدا آخربجانبي في الطائرة المتوجهة الى أثينا الأسبوع القادم .. لأجل ساسكيا.. وأشاح بوجهه عن مساعدته وقال لساسكيا بصوت أجش :"كم أنا متشوق لأقدمك إلى أسرتي ، و خصوصاً إلى جدي و لكن أولاً .. "
و قبل أن تتكهن ساسكيا بما ينويه ، رفع يدها إلى فمه يقبل راحنها . و عندما شعرت بدفء أنفاسه على جلدها أخذت ترتجف ، وتتسارع أنفاسها . و شعرت بالدوار ، بينما تملكها مزيج من البهجة و الإثارة و الصدمة و إحساس بأنها بشكل ما ، قد خرجت من ذاتها و أصبحت شخصاً آخر
.. دخلت حياة أخرى .. حياة أكثر إثارة من حياتها بكثير .. حياة يمكن أن تؤدي بها إلى الخطر ..
و بينما كان الدوار يتملكها ، سمعت أندريس يقول بصوت أجش .. " أولاً ، يا حبيبتي ، يجب أن نبحث عن شيء جميل يزين إصبعك الخالي هذا . لن يقبل جدي أن يراك دون خاتم يفصح عن نيتي " . سمعت ساسكيا بوضوح صوت شهقة المساعدة المصدومة . لقد إدعى أندريس أن ساسكيا ممثلة جيدة ، لكنه ، هو نفسه ، لم تكن تنقصثه الكفاءة في هذا الأمر .
عندما إنسحبت المساعدة من المكتب بسرعة ، مغلقة الباب خلفها ، قالت ساسكيا بصوت مرتجف : " ألا تعلم أنه بحلول وقت الغداء، سيكون الخبر قد إنتشر في جميع أحاء المكتب ؟ "
فقال ناظراً إليها بشوق : " في جميع أنحاء المكتب ؟ آه يا عزيزتي ، سأكون مندهشاً للغاية و خائب للأمل أيضاً إذا لم يكن الخبر قد سافر إلى أبعد من ذلك بكثير " .
و عندما نظرت إليه مستفسرة ، قال شارحاً لها باختصار: " عندما يحين وقت الغداء ، أتوقع تماماًُ أن يكون الخبر قد وصل إلى أثينا على الأقل " ـ إلى جدك .
فأجاب بهدوء: " و غيره أيضاً " دون أن يكشف لها عمن يكون ذلك الغير .
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الإثنين سبتمبر 24, 2007 2:13 pm | |
| و فجأة ، تبادرإلى ذهنها كم هائل من الأسئلة التي أرادت توجيهها إليه .. عن أسرته بما فيها جده ، و الجزيرة التي ينوي أخذها إليها ، و عن المرأة التي يريدها جده أن يتزوجها
... كانت لديها فكرة مبهمه عن أن اليونانيين يهتمون جداً بحماية مصالح الأسرة ، و تبعاً لما تقوله إيما ، فإن إبنة أخ جده فاحشة الثراء كأندريس .
و بشكل ما ، دون أن تعرف تماما ً كيف حدث ذلك ، إكتشفت أن أندريس قد ترك يدها ، و أنها تخرج من الباب الذي فتحه لها ، لتعود إلى مكتبها
- أمستعدة أنت يا ساسكيا ؟
و شعرت ساسكي ابالإرتباك يكسو ملامحها عندما إقترب أندريس من مكتبها . كان زملائها غارقين في العمل تجنباً للنظر إليهما بشكل واضح ، لكن ساسكيا أدركت جيداًأنها محط إنتباه الجميع
، و كيف لا يكونان كذلك ؟ ثم توجه أندريس بالكلام لرئيسها :" غوردون آسف لأن ساسكيا ستتأخر في العودة من الغذاء ".
ثم سألها أندريس برقة ، بعد أن رأى علامات الدهشة و الذهول على وجه غوردون و بقية الموظفين :" ألم تطلعيهم على الخبر بعد ، يا حبيبتي ؟".
-أه .. لا . و لم تستطع ساسكيا النظر إليه مباشرة . و سمعت رئيسها يقول بدهشة و عدم تصديق : " ساسكيا .. لا أفهم .."
و اعترفت ساسكيا لنفسها بكأبة أنه لن يفهم و إن حاولت الشرح ، و بدا لها أنه ليس عدلاً أبداً خداع هذا الرجل الطيب ، و لكن أي خيار غير هذا أمامها ؟
و كان أندريس يقول :" لا تلم ساسكيا ،لأن المخطىء هو أنا مع الأسف . لقد ألححت عليها بأن تبقى علاقتنا سرية حتى يتم إعلان انتهاء إستلامنا الممتلكات الجديدو
. لم أشأ أن تتهم ساسكيا بأنها موزعة الولاء .. كما يجب إخبارك يا غوردون بأنها أصرت على رفض أي نوع من الحديث عن العمل الجديد ".
ثم قال لساسكيا : " و بمناسبة الحديث عن العمل ، أنا أيضاً لا أريد ذكر العمل حين نكون معاً ". ورمقها بنظرة عاطفية جعلت وجهها يزداد توجها
و تسببت في أكثر من سهقة حسد من زميلاتها . و عندما ابتعد عن مرمى السمع ، سألته بإستياء : " لماذا فعلت ذلك ؟ ".
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الإثنين سبتمبر 24, 2007 2:13 pm | |
| - فعلت ماذا ؟ -أنت تعلم تماماً ما أعنيه ، لماذا لم يكن لقاؤنا في مكان آخر ؟ - و سراً ؟ بدا عليه السأم و نظر إليها مقطباً جبينه .كان أطول منها بكثير ، فآلمها عنقها لكثرة ما مدته لتنظر إليه . و تمنت له أنه لا يسير قريباً منها إلى هذا الحد ، لأن ذلك يشعرها بعدم الإرتيلاح و بشيء من التوتر . إلا أنه ، بشكل ما ، جعلها تشعر بأنوثتها بشكل لم تعرفه من قبل .
- ألم أخبرك من قبل أن كل قصدنا من هذا المشروع هو إظهار علاقتنا إلى العلن ؟ - ثم إبتسم متجهماً و مضيفاً :" لقد حجزت مائدة في تلك الحانة للغداء ، لقد أكلت هنالك الليلة الماضية و وجدت الطعام جيداً للغاية .. رغم أن ما حدث فيما بعد كان .. أقل جودة "
. - و فجأة ، شعرت ساسميا أنها لم تعد تقوى على الإحتمال . - اسمع ، ما زلت أحاول إخبارك أن الليلة الماضية كانت غلطة ، أنا .. - أنا أوافقك تماماً على أنها غلطة .. غلطتك .. و على ذكر هذا الموضوع ،
دعيني أنبهك ، يا ساسكيا ، إذا أنت فعلت شيئاً كهذا أثناء مدة خطوبتنا .. ‘ذت أنت تظرت إلى رجل آخر .. - و سكت و هو يراها تحملق فيه بذهول . ثم قال : " أنا نصف يوناني ، يا عزيزتي و بالنسبة إلى نسائي فأنا يوناني أكثر مني إنكليزياً .. أكثر بكثير .."
- أنا لست من نسائك . و كان هذا فقط ما تمكنت من قوله ، فأجاب ساخراً :" طبعاً لا ، لأنك لكل رجل يدفع الثمن ، ألست كذلك في الحقيقة ؟ و لكن .. " و سكت مرة أخرى عندما صوتها باحتجاج حاد و قد شحب وجهها ثم عاد فتوهج احمرارتً بعد فقدانها السيطرة على مشاعرها .
- ليس لديك الحق في قول مثل هذا الكلام لي . - بل لدي كل الحق لكوني خطيبك .
قال هذا معنفاً و قبل أن تسكته مد يده ليمسح بإصبعه دموع الغضب و الإذلال عن أهدابها السفلى ، و هو يقول ساخراً :" دموع ؟ أنت يا عزيزتي أمهر في التمثيل مما كنت أظن ! "
كانا قد وصلا إلى الحانة فاضطرت ساسكيا إلى السيطرة على أعصابها عندما فتح الباب و ترافقا إلى الداخل .
قالت ساسكيا بعد أن جلسا إلى طاولة المائدة :" لا أريد أن آكل شيئاً ، أنا لست جائعة " . فأجابها بإقتضاب :" مستاءة؟ لا يمكنني إرغامك على الأكل ، لكنني لن أحرم نفسي من هذا الطعام الطيب ".
و عندما تناول قائمة الطعام ، أضاف ببرود :" هنالك أشياء علينا التحدث عنها ، أنا أعرف أكثر أحوالك
الشخصية من ملفك و لكن إذا كان علينا إقناع أسرتي ، و خصوصاً جدي بأننا عاشقان فهنالك أشياء أخرى علي معرفتها عنك .ز أشياء عليك معرفتها عني "
عاشقان .. و استطاعت ساسكيا بجهد إمساك نفسها عن الإرتجاف بشكل واضح ، فإذا كان عليها الإستجابة لإبتزازه ، عليها إذاً تعلم القيام باللعبة حسب شروطه و إلا فسيدمرها كلياً . و ابتسمت له بكآبة :" عاشقان .. ظننت أن الأسر اليونانية لا توافق على ذلك قبل الزواج
" فأجاب متهكماً " ليس إلى بناتها ، و لكن بما أنك لست يونانية ، و بما أنني نصف إنكليزي ، فأنا واثق بأن جدي سيكون أكثر .. تسامحاً | |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الإثنين سبتمبر 24, 2007 2:14 pm | |
| - و لكن ألا يكون متسامحاً إذا أنت تزوجت إبنة أخيه ؟ - قالت ذلك و هي لا تدري لماذا يثير فيها ذكر تلك المرأة مثل هذا الإحساس بالألم و العداء . - أثينا ، إبنة أخبه ، أرملة و من الطبيعي أن جدي .. و سكت ثم قال بجفاء " إن أثينا نفسها لن تقبل تدخل جدي في ناحية من نواحي حياتها إنها إمرأة بغاية القوة "
- هل قلت أنها أرملة ؟ و كانت ، لأمر ما تظنها شابة . لم يخطر ببالها قط أنها تزوجت سابقاً – نعم ، أرملة و أم لابنتين مراهقتين . - مراهقتان ! تزوجت في الثانية و العرشرين ، وهذا منذ عشرين سنةً تقربياً
اتسعت عينا ساسكيا و هي تحسب في عقلها ، من الوتضح أن أثينا أكبر سناً من أندريس ، و لا شك أنها امرأة ضعيفة وحيدة مرغمة على الزواج مرة أخرى بينما هي ربما لا تريد ذلك . أخذت ساسكيا تفكر في ذلك و هي شاعرة بالشفقة على أثينا .
- على كل حال ، ليس عليك الاهتمام بمسألة أثينا ، فربما لن تقابليها أبداً فهي تمضي حياتها في التجول بين أثينا و نيويورك و باريس ، و تمضي معظم وقتها مسافرة ، كما أنها تدير شركة شحن ورثتها عن أهلها .
- شركة شحن ، و سلسة فنادق . لا عجب في تلهف جد أندريس ليزوجها به ، و حيرها أن أندريس ليس مثل جده حريصاً على هذا الزواج ، خصوصاً بعد الصفقة التي عقدها للإستيلاء على سلسلة الفنادق .
و كأنه تكهن بما تفكر به ، فمال إلى الأمام و قال لها بجراءة :" أنا لا أبيع نفسي مثلك " - أنا لم أكن أبيع نفسي أنكرت ذلك بحدة ، ثم قطبت جبينها عندما جاء النادل حاملاً طبقي طعام تفوح منهما رائحة لذيذة . فقالت عندما وضعهما أمامهما و أمام أندريس : " أنا لم أطلب طعاماً "
أجابها أندريس :" لا لكنني طلبته لك لا يعجبني أن أرى إحدى نسائي جلداً على عظم كالأرانب الجائعة . قد يكون مسموحاً للرجل اليوناني ضرب امرأته ، لكنه لايمكنه تخطي ذلك إلى درجة تجويعها ". فقالت ساسكيا بنبرة تمرد " ضرب.. "
لكنها سكتت عندما رأت لمعان عينيه فأدركت أنه كان يغيظها .
- أنت يا ساسكيا ، من النساء التي يجعلن القديس ، و ليس الرجل العادي ، يحاول إخضاعهن و السيطرة عليهن ، لكنه بعد ذلك يتمنى لو أنه يمتلك القوة ليسيطرة على نفسه
. ارتجفت ساسكيا فقد صدمت بقوله هذا . ما الذي يجعلها تحس به إلى هذا الحد ؟ و يبعث فيها مثل هذا التوتر ؟ أخذت تأكل لكي تلهي نفسها فقط و ليس لشئء آخر ، غير واعية لنظرة الإستمتاع الممزوجة بالحسرة التي رمقها بها و هي تأكل . لو لم يكن يعرفها جيداً لقال أنها غير خبيرة بالرجال الفتاه العذراء ، ذلك أن أي
حديث عن الحب يجعلها ترتجف فلا تستطيع مواجهة نظراته ، و من حسن الحظ أنه لا يعلم أن كل هذا هو مجرد تمثيل ، و إلا .. و إلا ماذا ؟ و إلا لاندفع ليرى ما إذا كانت ترتجف بهذا الشكل عندما يلمسها كما ترتجف عندما يتحدث إليها .
و لكي يتغلب على مشاعره ، أخذ يتحدث إلها بلهجة عملية : " هنالك أشياء عليك معرفتها من خلفية أسرتي لكي تقنعي جدي بأننا نحب بعضنا "
و راح يتحدث عن أسرته ، مع بعض التعليقات الحذرة عن صحة جده ، مضيفاً : " هذا لا يعتني أن صحته ضعيفه ، و لكن بما ان الأطباء نصحوه بعدم العمل كثيراً ، فقد بات أكثر عناداً و تصميماً على التدخل في حياتي فهو يقول لأمي بأنه خائف من أن يموت قبل رؤيةلأحفاده ، أي أولادي ، وإذا لم يكن هذا ابتزازاً ، لا أدري ماذا يكون "
قال ذلك بلهجة مطاطة ، فعلقت بعذوبة ساخرة : " يبدو أن الإبتزاز عيب متأصل في أسرتكم " فرمقها بنظرة لم تأبه لها ، ثم أضاف : " و لا شك أن إقامتنا في الجزيرة ستكشف عن عيوب معينة في شخصيتنا لن نتمكن من التغاضي عنها و عندما نعود إلى انكلترا ستفسخ الخطوبة . و لكنني على الأقل ،
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الإثنين سبتمبر 24, 2007 2:14 pm | |
| أكون كسبت بعضا من الوقت .. أرجو أن تكون أثينا ، حينذاك قد قررت قبول أحد المتقدمين للزواج بها الذين يتحدث عنهم جدي " - و إذا هي لم تقبل ؟ - إذا لم تقبل ، ، علي إذاً تأجيل فسخ خطوبتنا حتى أجد طريقة أقنع بها جدي بأن إحدى شقيقاتي يمكننها إنجاب أحفاد له . فسألته و هي مجفلة :" الا تريد أن تالزواج أبداً ؟ "
فأجاب :" حسنا ً ، فلنقل هذا ما دمت بلغت الخامسة و الثلاثين و لم أتعرف إلى المرأة التي تكون عله وودي و أنا أشك في حصول ذلك لي الآن . الحب هو من أوهام الفتيان و مبالغاتهم . أما بالنسبة لمن تجاوز الثلاثين فهو حماقة لا فائدة منها ".
و لم تستطع ساسكيا منع نفسها من إخباره :" أبي أحب أمي عندما كان في السابعة عشرة و هربا معاً " و إغرورقت عيناها ثم قالت :" و كانت تلك غلطة .
فقد تلاشى حبهما لبعضهما البعض قبل ولادتي . فلو كان أبي أكبر سناً لشعر ، على الأقل ، ببعض المسؤولية تجاه الطفل الذي أنجبه
، لكنه كان هو نفسه ما يزال ولداً " فسألها أندريس مقطب الجبين : و هل تخلى عنك ؟
- كلاهما تخلى عني ، فلولا جدتي لانتهى بي الأمر في أحد دور الأيتام . و هنا أخذ أندريس يتظر إليها بإتزان ، أترى هذا هو السبب في تسكعها
في الحانات بحثاً عن الرجال ؟أتراها تبحث عن الحب الذي لم تجده عند أبيها ؟و ضايقة أن يرغب في البحث عن مبرر لها ليبرئها من تصرفها الذي رآه الليلة الماضية . لماذا يحاول إيجاد الأعذار لها ؟
من المؤكد أن دموعها التي ذرفتها منذ فترة لم تؤثر به و فجأة قال بجفاء " حسناً لقد حان وقت ذهابنا ******************** | |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الإثنين سبتمبر 24, 2007 2:15 pm | |
| الفصل الرابع
((إياك أن تعترضي))
لو إن أحدً أخبر ساسكيا منذ أسبوعين إنها ستترك كل ما ألفته لتسافر إلى جزيرة يونانية تجهلها بصحبة شخص لا تعرفه يفترض إنه خطيبها ، لو حدث ذلك لهزت ساسكيا رأسها مستنكرة و ساخرة .
و هذا ظهر فقط ما يمكن إن يفعله مزيج من غطرسة الرجل و سيطرته و عزيمته و ثقته بنفسه ، ثم راحت ساسكيا تفكر بقلق غامض .
ففي أقل من ربع ساعة ، سيأتي أندريس في سيارته المرسيدس ليأخذها إلى أول محطة في رحلتهما إلى "أفرديت " الجزيرة التي كان جد أندريس قد إشتراها لزوجته و أطلق عليها اسم إلهه الحب .
كان زواج جديه نتيجة حب و لكن بموافقة الأسرتين . هذا ما قاله أندريس لها أثناء حديثه عن أسرته ، زواج حب .. بعكس خطبتهما الزائفة ، فبمجرد كونها طرفاً في تلك الخدعة أشعرها بعدم الإرتياح ، ولكن ليس بمثل ذلك الذي تملكها و هي تتصل بجدتها لتكذب عليها قائلة إنها مسافرة في رحلة عمل .
حاول أندريس إقناعها بأن تخبر جدتها بخطبتهما ، لكنها رفضت ، قائلة بقنوط : " ربما يسعدك إن تكذب على أسرتك بشأن ( علاقتنا) المزعومة ، لكنني لا أستطيع الكذب على جدتي بشأن أمر كهذا .." و لم تستطع متابعة الكلام .. فلم تشأ الإعتراف لأندريس إن جدتها لن تصدق على كل حال ، بأنها عهدت بنفسها و مستقبلها إلى رجل دون حب.
عندما هدأت الضجة التي أثارها خبر خطبة ساسكيا و أندريس ، في العمل ، أخذ زملائها يعاملونها باحتراس و تحفظ ، فهي الآن خطيبة الرئيس و بهذا لم تعد واحداً منهم .
و هكذا أمضت ساسكيا الأسبوع شاعرة بالوحدة و الخوف ، لكن كرامتها منعتها من قول أي شيء لأي أحد .. و افترضت إن هذا من تأثير طفولتها عندما عرف الجميع قصة والديها و كيف عهدوا بها إلى جدتها لتربيتها ،
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الإثنين سبتمبر 24, 2007 2:15 pm | |
| و كل هذا جعلها تشعر بالإختلاف عن زميلاتها اللواتي لديهن جميعاً آباء و أمهات يرعونهم .
و هذا يعني إنه ما كان بإمكان أحد إن يحبها أكثر مما أحبتها جدتها ، و هذا أول ما تعترف به ساسكيا الآن .
فقد كان منزل جدتها الذي نشأت فيه يحتوي على المحبة و الإستقرار اللذين يحويهما بيت آخر إن لم يكن أكثر . و عادت من تفكيرها و نظرت إلى ساعتها ، بقي أقل من خمسة دقائق لذهابها ، و أخذ قلبها يخفق بقوة . كانت حقيبة ملابسها جاهزة تنتظر في الردهة . لقد صعب عليها اختيار الملابس ، إلى إن قررت أخذ خليط من ملابسها الصيفية التي اشترتها منذ ثلاثة سنوات عندما ذهبت مع ميغن في إجازة إلى البرتغال ، بالإضافة إلى الملابس الخفيفة التي ترتديها في العمل .
لم تر أندريس منذ أخذها إلى الغداء .. فهو منشغل بوضع مناهج جديدة للعمل ، حيث كان يواجه ،إذا صدقت الشائعات ، مشاكل وضع الفندق المتدهورة الذي كان سائداً قبل استلامه الإدارة و الملكية .
- لقد زار كل فندق من فنادقنا . و راجع كل الطرق التي كانت تدار بها .. خمنوا ماذا ؟ سمعت ساسكيا هذا الكلام عن أندريس و هي تقف مع مجموعة الموظفين الذين يستمعون بلهفة إلى نظام المدير الجديد ، فابتلعت ريقها بضيق ، متوقعة سماع إن أندريس قد وضع برنامجاً لطرد مجموعة كبيرة من الموظفين و ذلك لإيقاف طوفان النفقات غير الضرورية , ولكنها ذهلت وهي تسمع , بدلا" من ذلك :" لقد أخبر كل شخص إن وظيفته آمنه بشرط إن يرضى بالمشاريع التي سيضعها . إنه مدير رائع ,ففي كل قسم تواجد فيه ، كان يتحدث بحيوية و نشاط ، و يخبرهم بمدى تقديره لإنجازات هذا القسم ، و كيف إنه هو شخصياً سيتحمل المسؤولية في مجلس الإدارة إن لم يستطع تحويلها إلى مشاريع مربحة " .
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت الإثنين سبتمبر 24, 2007 2:16 pm | |
| كانت الأخبار عن أندريس تفيد إن لديه أسلوباً لا يجعل موظفيه الجدد يقسمون يمين الولاء و حسب ، و إنما يرفعونه إلى السماء تبجيلاً و تعظيماً .
حسناً ، ربما لم يروا الناحية الأخرى من المزايا التي رأتها هي في أندريس . هذا كل ما استطاعت ساسكيا التفكير فيه و هي تصغي بشيء من المرارة إلى إطراء الجميع له .
أشارت الساعة إلى العاشرة و النصف الآن ، و هو لم يأت .. و أجفلت و هي ترى فجأة السيارة المرسيدس الفخمة تتجه نحو بيت جدتها ، في الوقت المحدد بالضبط ! و لكن طبعاً ما كان أندريس ليضيع ثانية واحدة من وقته الثمين إلا مضطراً ، خصوصاً معها . ريثما وصل إلى الباب الخارجي ، كانت هي قد فتحت الباب و وقفت تنتظره ، حقيبة ملابسها بيد و مفاتيحها باليد الأخرى .
بادرها على الفور متسائلاً :" ما هذا ؟ " . و رأت عبوسه و هو ينظر إلى حقيبة الملابس الرخيصة ، و ثارت كرامتها على الفور فأجابته بحدة : إنها حقيبة ملابسي "
- ناوليني إياها . - يمكنني حملها بنفسي . فقال متجهما ً: " إنا واثق من ذلك ، و لكن .. "
فقالت متحديه :" و لكن ماذا ؟ الرجال اليونانيون لا يسمحون لنسائهم بحمل أمتعتهن و لا الإستقلال عنهم بأي شكل " .
رأت من توتر شفتيه إنه لم يعجب بما قالت ، و لأمر غريب ، شعرت برغبة في تحديه بالرغم من قلقها من العاصفة التي رأت دلائلها تتوهج في عينيه .
فأجاب :" أرى في هذه الحالة ، إنه ربما عليك لوم أبي الإنجليزي و ليس والدتي اليونانية ، فمدرستي الإنجليزية التي أصر والدي على إرسالي إليها ، كانت تؤمن بما يعتبر الآن الطراز القديم للسلوك الجيد لتلاميذه " ثم ألقى عليها نظرة غير ودية و أضاف "كلمة واحدة أحذرك بها ، إن جدي يميل إلى الطراز القديم في مثل هذه الأمور . و هو لن يفهم إصرارك العصري على ما تعتبرينه سلوكاً صحيحاً ، و أثناء وجودك في الجزيرة .."
| |
|
| |
| من روايات أحلام عاصفة الصمت | |
|