غريزة حب التملك :
موضوع قراتها من قبل وعجبني جدا
غريزة التملك
وشدني للموضوع هو طيش الشباب في سن مبكر وعلى ايامنا
وتبدأ هذه الغريزة بالظهور لدى الأطفال في سن مبكر جداً ، حيث يمر الطفل بمرحلة تدعى [ الأنا] وفي هذه المرحلة يشعر الطفل أن كل ما حوله من الأشياء يعود إليه، ويحاول الاستحواذ عليها ، ويبدأ بالبكاء والصراخ إذا ما حاولنا نزعها منه بالقوة .وكثيراً ما تخاصم الأطفال بسبب ذلك وقد يلجأ إلى الضرب أو العض دون إدراك منه . وعندما يكبر الطفل تبدأ هذه الغريزة بالتطور ، فنراه يسعى إلى الحصول على الأشياء كالألعاب وغيرها بالطلب من أبويه تلبية مطالبه ويحاول التمرد والعصيان إذا لم تلبى تلك المطالب ، وخاصة عندما يرى لدى البعض من زملائه تلك الأشياء ولا يمتلكها هو أسوة بهم .
إن على الآباء والأمهات أن يلبوا تلك الحاجات لدى أبنائهم قدر الإمكان ،على أن لا تتجاوز حدود المعقول وحدود إمكانياتهم المادية ، فلا تقتير ، ولا تلبية كل ما يُطلب منهم ، لأن كلتا الحالتين تسببان لأبنائهم الضرر البليغ ، وعلى الآباء والأمهات أن يكافئوا أبنائهم إذا تفوقوا في دروسهم ،وإذا ما كانوا حسني السلوك والتعامل مع إخوانهم وأخواتهم وزملائهم .
إن غريزة حب التملك تستمر لدى الإنسان طوال حياته حيث يطمح كل فرد في أن يمتلك على سبيل المثال مسكناً وأثاثاً فاخراً وسيارة ، وأن يلبس الملابس الأنيقة ، وأن يكون لديه من المال ما يمكنه من إشباع كافة حاجاته المادية ، وقد يلجأ البعض إلى الأساليب النظيفة والشريفة لتأمين تلك الحاجات ، وقد يلجأ البعض الآخر إلى مختلف أساليب الغش والاحتيال والسرقة والاغتصاب للحصول على ما يبتغيه ، وقد يسعى للإثراء غير المشروع سالكاً كل الطرق ،ومستخدماً كل الوسائل في سبيل ذلك . وهكذا تبدو لنا هذه الغريزة كسيف ذو حدين ، ولذلك فأن علينا أن نربي أبنائنا منذ الصغر على الأمانة والعفة ، وعدم التجاوز على حقوق الغير أو ممتلكاتهم ، وبسلوك الطريق الصحيح في الحصول على الأشياء ، وعلينا أن ننمي الجانب الإيجابي في هذه الغريزة ونكبح جماح جانبها السلبي قدر المستطاع .
ولابد أن أشير هنا إلى أن هذه الغريزة تفعل فعلها بشكل صارخ وعدواني على مستوى الدول والحكومات ، والكثير من الرأسماليين الذين يستخدمون كافة الوسائل والسبل للاستحواذ على ثروات الشعوب الضعيفة ونهب خيراتها وتركها تئن تحت وطأة الجوع والعري والمرض والتخلف فلقد شهد النصف الأول من القرن العشرين هجمة استعمارية من قبل العديد من الدول الأوربية ، واليابان والولايات المتحدة كان ضحيتها الشعوب الضعيفة ،من أجل أن يملأ المستعمرون جيوبهم بمليارات الدولارات على حساب بؤس وتعاسة تلك الشعوب ،التي رزحت لعشرات السنين تحت نير الاستعمار ، ودفعت ثمناً غالياً من دماء أبنائها ،من أجل استعادة حريتها واستقلالها وثرواتها .