منتدي الشاعري الثقافي والأدبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 معك......... الى الأبد

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
pretty_suicide
كاتبة
pretty_suicide


انثى عدد الرسائل : 9
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 10/09/2007

معك......... الى الأبد Empty
مُساهمةموضوع: معك......... الى الأبد   معك......... الى الأبد Icon_minitimeالخميس أكتوبر 04, 2007 10:47 pm

لم يكن هناك شيء في ذلك المنزل الجميل الفخم يوحي بأي شيء من مظاهر الحزن
والكأبه، فكل واحد من قاطنيه راح يلهو بما قدمته له الحياة من نعم ومباهج،
حتى يكاد يوقن من يراهم بأنهم مثال حي للحياة الجميلة المترفة، ماعدا غرفة
واحدة مغلقة كانت تربض في أخر الرواق، كانت غرفة صغيرة نوعا ما، ولكنها
كانت تحوي أثاثا خشبيا بالكامل يجمع مابين البساطة والحداثة يوحي إليك
بذوق خاص لقاطنها، كما كانت مكتبتها التي تزخر بالكتب المختلفة في الدين
والسياسة والفلسفة وعلوم اخرى توحي أيضا بمستوى فكري مميز

وكانت الغرفة مظلمة إلا من ضوء أبيض صغير تركز فوق طاولة دراسية، وفي أحد
أركان الغرفة انفرد سرير خشبي جميل كان يرقد فوقه شاب لم يكمل العقد
الثالث من عمره، متوسط الطول، مقسم الملامح، واسع العينان، متين البنيان،
طالت لحيته واكتسا ثوبا أبيض فضفاضا محاولا أن يخفي به نحول جسده المستمر.
كان يحدق بعينين ترك سهد الليل عليهما صباغا أحمر إلى ستارة بيضاء كانت
تتمايل أمام النافدة ، وكأنها أحست بما في صدره من حزن فطلبت من نسيم
الليل أن يراقصها علها تدخل إلى نفس الشاب شعاعا من فرح ينعكس على وجهه
الشاحب.

لم يكن هناك شيء يوحي بالحياة في جسد ذاك الشاب سوى صدر يعلو وينخفض
بأنفاس متحشرجة تحمل من الأنين والألم بقدر ما يحمل قلب صاحبها، أما روحه
فكانت تهيم في مكان بعيد، في مكان علت فيه في يوم من الأيام أصوات ضحكاته،
وهزه بعنفوان شبابه وأناره بضياء حبه وهيامه. انتزعته من أفكاره طرقات
خجولة على باب حجرته فقفز من سريره إلى كرسي وراء طاولته وأفرد كتابا
جامعيا متظاهراً بالدراسة، عندها دخلت سيدة في أواسط العمر نيرة الوجه
جميلة الملامح تحمل فنجانا من القهوة وضعته على الطاولة وهي تتفرس في
ملامح الشاب، وكأنها بات يصعب عليها تمييزه، أما هو فراح يبتسم بدفء وهو
يتمتم ببعض كلمات الشكر، ارتاحت عندما رأت ابتسامته وراحت تغلق الباب وهي
تدعو له بالنجاح والتوفيق. وما أن أغلقت الباب وكأن قناعاً سقط من فوق وجه
الشاب وعاد له شحوبه وإرهاقه أكثر ما كان، وكأنه استنزف أخر قطرة من جهده
لرسم تلك الابتسامة أمام والدته.

عاد ونهض من وراء الطاولة، وراح يجر خطواته إلى النافدة التي تعود أن يرشق
عليها كل يوم بعض البذار لتلتقطها العصافير التي كانت تؤم نافدته كل صباح،
أزاح الستارة البيضاء بيده وراح ينظر إلى النجوم المتلألئة في سماء تلك
الليلة، وهنا مد يده إلى جيب ثوبه، وكأن النجوم ذكرته بشيء ما، فأخرج
سوارا مرصعا بقطع من الزجاج المصقول، كان سوارا قديما بهت لونه وتساقطت
بعض قطعه الزجاجية ولكنه أفرده في راحته بعناية فائقة، وراح ينظر إليه بحب
وحنان، وبدأ شريط من الذكريات ينساب إلى مخيلته وترأت أمامه صبية ساحرة
الجمال هادئة الملامح، وهي تقول له بصوت عذب وصادق: حبيبي لا تقلق لن يشتم
مخلوق سواك رائحتي …. أنا لك وحدك، أنا معك….. معك إلى الأبد.

داعبت الستارة البيضاء وجهه فأيقظته من سهوته وانتشلته من عالم الذكريات،
فرفع عيناه وراح يرنو إلى السماء بعيني عبد متضرع الى ربه متذلل إلى خالقه
يرجوه أن يعيد له حبيبة قلبه، وضياء روحه، وزهرة حياته التي هجرته مند
اشهر، وتركته وحيدا يصارع في الظلام أمواج بحر هيام ثائر، وجحيم حب لا
يطاق، لم يقدر عليه صبراً ولم يستطع له سلواناً.

أطرق رأسه في الأرض اعتصر السوار بيده، واشتعلت في جوفه نار من الشوق
واللوعة راحت تصليه بلهيب حارق، حاولت عيناه أن تستجير ببعض الدموع ولكنها
لم تجد في المقل ما يجيرها.

استند إلى حافة النافدة ورفع السوار إلى أنفه محاولا أن يجد رشفة من عبير
حبيبته قد اختبأت بين ثناياه عساه يسكر بها هيام روحه، ويخدر بها ألم
نفسه، وهنا سالت قطرات دافئة من أنفه، وتساقطت فوق السوار، فأحس بظلام بدأ
يكتسح عينياه، ودار رأسه، ودب الوهن في ركبه، فترنح قليلا ثم سقط فوق
سريره كشجرة قصفتها العاصفة، لم يعد يحس بشيء من حوله، ولكنه سمع كلمات
حبيبته ترن في حجرته الصغيرة: أنا معك ……. معك إلى الأبد

فتبسم بدفء وأغلق عينيه بهدوء، في هذه اللحظة توقفت الستارة البيضاء عن التمايل، وسكن كل ما في تلك الغرفة الصغيرة من حركة.

في صباح اليوم التالي أتت العصافير إلى النافذة لتلتقط البذار المعتاد،
فلم تجد سوى سوار قديم عليه بعض قطرات الدم الجاف، فطارت إلى مكان أخر
علها تجد فيه ما يسد رمق الحياة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حمادة الشاعري
المدير العام
المدير العام
حمادة الشاعري


ذكر عدد الرسائل : 1519
العمل/الترفيه : حبيب لكل حبيب
المزاج : كل يوم وحاله
تاريخ التسجيل : 07/09/2007

معك......... الى الأبد Empty
مُساهمةموضوع: رد: معك......... الى الأبد   معك......... الى الأبد Icon_minitimeالخميس أكتوبر 04, 2007 11:20 pm

مازلت جالس في المنزل وحيدا
مازلت أتحث في عالم الصمت والفراغ
ومازل الحزن يرنوا الي
ومازلت ارنو اليه
........ أشكرك على المشاركة الجميلة
عشت مع حروفك
وأتمني ان تعود اليمامه اليه
وتشرق الشمس على وجنتيه
يعطيكم الف عافية
ننتظر جديدكم بلهفة
يسلمو كتير
مع حبي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsha3r.mam9.com
nono
عضو فعال



انثى عدد الرسائل : 42
العمر : 37
تاريخ التسجيل : 21/09/2007

معك......... الى الأبد Empty
مُساهمةموضوع: رد: معك......... الى الأبد   معك......... الى الأبد Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 05, 2007 12:16 am

قصة موثره جدا تحمل بين طياتها حزن عميق لحبيب فقد حبيبته


شكرا لكى على القصة الجميلة نريد حب وسعادة وهاننتظر المزيد

سلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
wama_4cat2010
مشرفة منتدي قضايا الشباب
wama_4cat2010


انثى عدد الرسائل : 82
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 16/09/2007

بطاقة الشخصية
الحقوني: 125/100
معك......... الى الأبد Empty
مُساهمةموضوع: رد: معك......... الى الأبد   معك......... الى الأبد Icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 23, 2007 12:58 pm

حلو اوووووووووى
تسلم ايدك
ننتظرالمزيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
معك......... الى الأبد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي الشاعري الثقافي والأدبي :: القسم الثقافي :: منتدي القصص والروايات-
انتقل الى: