بوسي
عـــضو شرف
عدد الرسائل : 348 العمل/الترفيه : مستشار الشاعري تاريخ التسجيل : 08/09/2007
| موضوع: خيانة الخميس أكتوبر 04, 2007 9:07 pm | |
| الصداقة كنز لا يفنى "
دخلت شهد المنزل أمام ناظر أمها وعلامات الغضب بادية على محياها الجميل ثم توجهت مسرعة إلى غرفتها بعد أن صفعت الباب خلفها بقوة ...
تبعتها أمها بلهفة وخوف ثم شرعت في طرق الباب منادية : ــ شهد .. شهد افتحي الباب يا بُنيتي ...
ولكن شهد لم تجب نداء أمها فعادت الأم تنادي ابنتها بخوف : ــ شهد ما بكِ يا حبيبتي ؟
ردت شهد بعد فترة وقد بذلت جهدا خرافياً ليبدو صوتها طبيعياً : ــ لا شيء يا أماهـ ... أريد أنا أنام فقط .
تمتمت الأم : ــ حسناً ...
وذهبتْ وفي عقلها ألف سؤال وسؤال وقلبها ملئ بالخوف على ابنتها ... شهد إنها ليست طبيعية ، ربتها حتى بلغت الثامنة عشر وتعرف جيداً إذا كان ألمَ بها شيء ... وشهد اليوم غير طبيعية ؛ هناك شيء ما بها ولكن ما هو؟ ما الذي أصاب شهد ؟؟!! تردد في السؤال في ذهن الأم ولكنها لم تجد الجواب ... أيَ جواب !!!
وفي مكان آخر في المنزل ... في غرفة شهد بالتحديد ... ألقت شهد حقيبتها على الأرض واستلقت على سريرها وشردت ببصرها وعقلها يسترجع الأحداث التي مرت بها اليوم ...
" لماذا يا ريم ؟ لماذا ؟ "
تردد السؤال في عقل شهد وسقطت دمعة على خدها تعلن انهيارها ... نعم لقد كانت متماسكة ولم تبكِ طوال اليوم على الرغم مما حدث لها فقد كانت حزينة وغاضبة ... شهد الفتاة المرحة القوية التي لا تظهر ضعفها أبداً ... دفنت وجهها بين وسادتها ، وأخذت تبكي بشكلٍ هستيري ... وبعد فترة من الزمن هدأتَ وهي تسترجع ما حدث لها ...
" شهد ..... شهد "
ــ أهلاً ريم ... كيف حالك ؟
ــ وكأنكِ لا تعرفين حالي فوجئتْ شهد برد صديقتها الذي كان يحمل نبرةً ساخرة وغاضبة في نفس الوقت ...
ــ ما بكِ يا ريم ؟ هل أنتِ غاضبة ؟
ــ لا تتحدثي معي فليس لي حديث معكِ بعد ما فعلتِه .
سألتها شهد بحيرةٍ صادقة.. ــ ما الذي فعلتُه يا ريم ؟!
فُوجئتْ شهد بـ ريم تصفعها على خدها بغضب ثم صرختْ بوجهها والدموع تنهمر من عينيها ...
ــ أكرهكِ ... أكرهكِ يا شهد .. أنتِ لستِ صديقتي .. لستي صديقتي ... أنتِ مجرد خائنة.. خائنة...
ثم انطلقت مسرعةً وسط دهشة شهد التي بقيتْ واقفة في مكانها غير مصدقةً ما حدث للتو ...
امتدت يدها لا شعورياً لتلامس خدها وتمتمت ... " لماذا يا ريم ؟ لماذا ؟ ... يا صديقة طفولتي ... لِمَ صدقتِهَا " ؟!!
تنهدتْ شهد بحسرة ونهضتْ من فراشها متوجهةً نحو مكتبها وهي تنظر إلى الكتب المبعثرة عليه وعقلها ليس معها ... ثم فجأة ضربت سطح المكتب براحة بيدها في غضب وهتفت بغضب ...
" لن أسامحكِ " !!!
لم تدري كم مضى عليها من الوقت وهي جالسة في ساحة المدرسة بعد أن صفعتها ريم ...
ــ " لا تلوميها يا شهد فلا ذنب لريم فيما حدث "
التفتْ شهد بسرعة ووجدتْ بجانبها طالبة لا تعرفها ــ " من أنتِ ؟... وكيف عرفتِ اسمي ؟ ... وريم ..ريم..."
قاطعتها تلك الطالبة الغريبة ــ أنتِ لا تعرفيني ، لكني أعرفكِ
ازدادتْ حيرة شهد مع هذا الجواب ولكن الطالبة الغريبة لم تتركها في حيرتها طويلاً إذ سرعان ما أجابتها قائلة ــ إنها وعد ... هي التي فعلت ذلك ... لقد رأيتُها تتحدث إلى ريم وتحاول إقناعها بأنكِ خائنة ... وطلبت منها أن تتركك لأنكِ لا تستحقين صداقة ريم ... لا تلوميها يا شهد فأنتِ كنتِ بعيدةً عنها في الفترة السابقة ووعد لم تتركها حتى أثرت عليها و ...
لم تسمع شهد حرفاً واحداً مما قالته الطالبة الغريبة بعد ذلك فقد تملكها الغضب والحزن غضب لتصرف وعد الأناني ولأنها لم تتوقع أبداً أن ريم صديقة طفولتها ستتركها وتفقد ثقتها بها ...
أخذت تقطع الغرفة ذهاباً وإياباً في سرعة ... ثم توجهت فجأة أمام المرآة ...
" ستعود ريم صديقة لها مهما حدث " ...
ترددت العبارة في عقلها ... وقد لمع بريق عجيب في عينيها فقد تألقت فكرة ما في عقلها وستنفذها حتماً ...
دخلت المنزل فرحة سعيدة ثم رمت حقيبتها على الأرض وتمددت على الأريكة في استرخاء ثم أغمضت عينيها...
" تبدين سعيدة اليوم "
فتحت شهد عينيها ببطئ ةهدوء وحدقت بوجه والدتها وارتسمت ابتسامة على وجهها الجميل زادتها جمالاً وتألقاً ...
ثم نهضت لتقبل رأس أمها وقادتها نحو الأريكة وأجلستها معها ... ثم شرعت تحكي لها ما حدث منذ تخاصمها مع ريم وحتى تصالحتا اليوم ...
فرحت الأم كثيراً فقد انزاح هم كبير من صدرها ... قبلتْ ابنتها ثم ضمتها إلى صدرها بحنان جارف وهي تهمس في أذن شهد :
" بارك الله فيكِ يا بُنيتي ... ووفقكِ بحياتكِ ... فالصداقة يا شهد الصداقة كنز لا يفنى "
$ تمت بحمد الله $
منقولة
| |
|