| قصة رعب | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
حمادة الشاعري
| موضوع: قصة رعب السبت سبتمبر 29, 2007 4:04 pm | |
| بيتنا شبح
من تأليف :ر.ل شتاين R.L.STINE
الفصل الاول
لم تكن (هانا)متيقنة،ماالذي أيقظها من نومها. هل هي أصوات الطقطقة الخافتة...أم هو اللهيب الصفر المشتعل؟! إعتدلت،جالسة في فراشها وهي تحدق في فزع الى النيران ،التي تحاصرها. كان باب دولاب ملابسها قد إحترق تماما..وداخله يموج باللهب ..واوراق احائط تتجعد ثم تتساقط، والنيران تمتد منرف إلى آخر حتى المرآة احترقت تماما وهي تعكس أمام(هانا)هذا الظلام الحالك..خلف حائط اللهب المتراقص! ثم إمتلأت الحجرة بالنيران..وبدأت (هانا)تختنق بحلقات الدخان الكثيف.لم تكن حتى الآن قد صرخت طلبا للنجدة.لكنها صرخت على كل حال،وهيتغالب الموت،إختناقا! ماأجمل ان تكتشف،أن كل هذا ،لم يكن سوى حلم.وجلست (هانا)في فراشها..قلبها يدق،ويدق..وحلقها جاف كالحطب..لانيران تقرقع.ولالهيب أصفر يتصاعد..ولادخان خانق..كله حلم..حلم مخيف..حقيقة..لكنه حلم! حدثت(هانا)نفسها: (واو..كان حلما مخيفا بكل تأكيد!). ثم غاصت في فراشها.وأراحت رأسها على الوسادة..وانتظرت حتى تنتظم دقات قلبها في صدرها.ثم رفعت عينيها الزرقاوين إلى سقف حجرتها..وأخذت تحدق في لونه الأبيض الهادئ! دفعت الملاءة بقدميها..ونظرت إلى ساعة المكتب..إنها الثامنة والربع! وأدهشها ذلك: (إنني أشعر وكأنني أنام منذالأزل!!ترى في أي يوم نحن؟ من الصعب أن أتابع الأيام هذا الصيف..يبدو وكأنها جميعا قدتداخلت في بعضها !) كانت (هانا)تقضي هذا الصيف وحيدة..معظم أصدقائهارحلوامع عائلاتهم لقضاءالإجازةبعيدا..والبعض الآخرانتظم في المعسكرات الصيفية! مالذي يمكن أن تفعله فتاة في الثانية عشر من عمرها_لتقطع الوقت في مدينة صغيرة مثل (جرين وود فولز)؟قرأت الكثير من الكتب،وشاهدت برامج التلفزيون لفترات طويلة.. ودارت بدراجتها حول المدينة مرات ومرات..تبحث عن شخص تعرفه،كي تقضي معه الوقت! إنه الملل.. لكن اليوم كان مختلفا.! أنزلقت من سريرها،وعلىوجهها ابتسامة..اختارت (هانا)ملابس زاهية..بنطلوناأخضر.وبلوزة برتقالية بدون أكمام.. ومشطت شعرها الاشقرالقصير بالفرشاة سريعا.ثم هبطت إلى الصالة..وعبرتها إلى المطبخ.وقد تصاعدت منه رائحة طبق البيض والبسطرمة الذي تعده والدتها.. وغردت بسعادة:صباح الخير..جميعا..جميعا! كانت سعيدة..حتىوهي ترى شقيقيهاالتوءم(بيل)و(هيرب).وكانا فيالسادسة من عمرهما! وحشان صغيران..هكذاتصورتهما دائما..فهما أقدر الناس علىالازعاج والضجيج في جرين وود فولز..كانا يتقاذفان كرة مطاطية زرقاء عبر المائدة..وأمهما تصيح فيهما:كم مرة حذرتكما من اللعب بالكرة ،داخل المنزل؟! قال(بيل) :مليون مرة! وضحك(هيرب)علىشقيقه المضحك.. كانا مشاغبين على الدوام! وقفت (هانا)خلف أمها..واحتضنتها بقوة.. صاحت الام: (هانا)توقفي..كنت سأقع فوق البيض ! وقلدها التوءم: (هانا)توقفي..(هانا)توقفي! قفزت الكرة من طبق (هيرب)إلى الحائط،فاصطدمت به ثم ارتدت طائرة في الفضاء لتسقط فوق الموقد ،على بعد بوصات من إناء البيض.. واستدرات الام(مسز فير تشايلد).قالت لهما مهددة،وهي تلوح بالشوكة أمامهما :أذا سقطت الكرة في إناء البيض المقلي ..فسوف تأكلانها معه..وستكون طبقكما الخاص! ضحك الطفلان ضحكات عالية..وابتسمت (هانا)فظهرت (غمازة) في خدها وهي تقول:إنهما يهرجان كثيرا اليوم! قالت (مسز فير تشايلد):هكذاهما دائما.منذ متى كانا في حالة نرضى عنها؟! قالت (هانا) وهي تنظر من النافذة إلى السماء الصافية :مزاجي اليوم في غاية الاعتدال. نظرت إليها أمها في شك قائلة:وكيف ذلك؟ هزت (هانا)كتفيها:هذاماأشعربه! لم تكن (هانا)راغبة في أنتطلع أمها على الكابوس الذي هاجمها في الحلم،وكيف أنها الآن سعيدة،لأنها مازالت علىقيد الحياة.قالت: أين أبي؟ قالتالأم وهي تقلب البيض في المقلاة :ذهب مبكرا إلى العمل ..بعض الناس لايحظون بإجازة طوال الصيف!! وأضافت :وانت كيف ستقظين اليوم؟ فتحت (هانا) الثلاجة.تناولت علبة من عصير البرتقال،وقالت:كالعادة,,سأتجول قليلا في الخارج! تنهدت الأم وهي تقول:إنني آسفة لهذا الصيف الممل ياعزيزتي..فكما تعرفين ..لم يكن لدينا امال الكافي لتشتركي في معسكر صيفي..ربما في العام القادم... قاطعتها(هانا)بمرح: صدقيني..إنني أقضي صيفا ممتازا! تحولت إلى شقيقيها وسألتهما : مارأيكما في حكايات الأشباح التي قصصتها عليكما بالأمس؟ /أجاب (هيرب) بسرعة:لم نشعر بالخوف! أضاف (بيل):ليس فيها شي مخيف. أصرت (هانا)علىرأيها..قالت:غيرصحيح..كنتما في غاية الرعب والفزع! قال(هيرب):كنا نتظاهر بذلك! رفعت علبة العصير البرتقال،وقالت: هل يرغب أحدكما في كوب من العصير؟ سألها (هيرب):هل به قطع برتقال؟ تظاهرتبأنها تقرأ المكتوب على العلبة وقالت:نعم..إنه ممتلئ بها! أعلن (هيرب):إنني أكره البرتقال! أدار (بيل)وجهه قائلا:وأنا أيضا! لم تكن هذه المناقشة هي الاولى إنها تتكرر في كل صباح.قال(بيل):هل يمكن أن أشرب عصير تفاح؟ أكدهيرب:أنالاأريد عصيرا..أريد لبنا! قالت بمرح:واحد عصير تفاح..وواحد لبن وعلقت أمها: إن مزاجك اليوم،رائق حقا! وناولت (هانا)شقيقها عصير التفاح ..لكنه سكبه فورا على الأرض. بعد الإفطارقامت(هانا)بمساعدة أمها في تنظيف المطبخ.قالت(مسز فير تشايلد)وهي تنظر من النافذة:السماء اليوم خالية من السحب.سوف تصل الحرارة هذا النهار الى 19 درجة. ضحكت (هانا)فقد اعتادت أمها أن تقدم لهم تقريرا جويا كل يوم .ثم قالت:سأقوم بجولة طويلة بالدراجة ،قبل أن تشتد الحرارة! وقفت أمام الباب الخلفي ،وجذبت إلى رئتيها نفسا عميقا .كان الهواء الساخن يبدو رطبا ومنعشا ،بينما عيناها تتبعان فراشتين بالوان صفراء وحمراء تطيران معا فوق أزهار الحديقة.. سارت خطوات على حشائش الحديقة في اتجاه الجراج . سمعت على البعد صوت موتور ماكينة تهذيب الحشائش.. رفعت رأسها إلى السماء الصافية، فواجه وجهها أشعة الشمس الساخنة !عندئذ،تناهى إلى سمعها صوت يصرخ محذرا:هيه..أحترسي. وشعرت بألم حاد في ظهرها ..أعقبها صرخة فرع أطلقتها وهي تسقط على الارض!
يتبع | |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: قصة رعب السبت سبتمبر 29, 2007 4:05 pm | |
| الفصل الثاني
سقطت (هانا) على الارض ،وهي تعاني الالم في كوعيها وركبتيها .لكنها استدارت بسرعة لترى من الذي فعل بها هذا، فشاهدت صبيا على دراجته.قال لها بسرعة:انني آسف..لم أرك بالمرة!ثم نزل من فوق الدراجة،وألقى بها على الحشائش. تساءلت(هانا) :أنني أرتدي ملابس زاهية..خضراء وبرتقالية ..كيف يمكن ألا يراني؟! وقفت على قدميها ..وأخذت تفرك ركبتيها لتتخلص منالحشائش،وهي تزمجر غاضبة! قال الصبي بهدوء:حاولت أن أتوقف! تفحصته (هانا)بعينيها.كانشعره من اللون الاحمر الفاتح ...برتقالي اللون تقريبا،،مثل الذرة المشوية،بني العينين،ووجهه ملئ بالنمش. سألته(هانا) :لماذا تقود دراجتك في فناء بيتنا؟ ضاقت عيناه،وقال:فناء بيتكم!!منذ متى؟!! قالت بحدة:من قبل أن أولد! جذب ورقة شجر من شعرها..وأشار إلى بيتها وقال:هل تقيمين في هذا المنزل؟ هزت رأسها،وهي تجيب :نعم. ثم أستطردت:وأنت..أين تقيم؟ قال:في المنزل المجاور! ونظر بكله تجاه منزل أحمر،مبني بطراز منازل الريف الخشبية..على الطريق العام! نظرت إليه في دهشة قالت:ماذا؟!لايمكن أن تعيش هناك! سألها:ولم لا؟ قالتوهي تتفحص وجهه:إنه منزل خال ..إنه مهجور منذ غادرته عائلة(دودسون)! قال:لكنه ليس خاليا الآن..فأناأعيش فيه مع أمي! تملكتها الحيرة..كيف حدث ذلك..كيف يكون هناك سكان في المنزل المجاور دون أن تعرف!(لقد كنت ألعب مع التوءم في الحديقة الخلفية بالامس..ولم أر أحدا!)وحملقت في الولد : (إنني متأكدة من أن هذا المنزل كان مظلما وخاليا!) سألته:ماأسمك؟ قال: (داني ).. (داني أندرسن)أخبرته بإسمها وقالت:حسنا ..نحن جيران ..إن عمري 12 سنة..وأنت؟ أجاب:وأنا كذلك! وانحنى يفحص دراجته،وأخرج من بين الاسلاك كتلة من الحشائش. ثم سألها متشككا:لكني لم أرك هنا من قبل.. أجابت :وكيف لم أرك أنا أيضا في حياتي ! هز كتفيه .ولمعت عيناه..وملأت وجهه إبتسامة خجول! قالت (هانا) وهي تحاول أن تجد حلا لهذا اللغز:يبدو أنكم حضرتكم هنا قريبا! ركز تفكيره في الدراجة وقال:هيه! قالت:منذ متى تسكنون هنا؟ قال: منذ فترة! فكرت (هانا)..مستحيل..لايمكن أن ينتقل إلى هنا دون أن أعرف! ولكن ..قبل أن تواصل حدثيهامعه..أرتفع صوت مشاغب يصيح: (هانا)..(هانا)..(هيرب) لايريد أن يعطين (لعبة الولد) كان (بيل)يقف على السلم الخارجي متكئا على الباب السلكي .. صاحت (هانا) :أين ماما؟ سوف تعطيها لك! قال:حسنا وصفق الباب وراءه وذهب ليبحث عن أمه! تحولت (هانا)لتكمل حديثها مع (داني)لكن كان قد تلاشى في الهواء!
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: قصة رعب السبت سبتمبر 29, 2007 4:05 pm | |
| الفصل الثالث
يصل البريدعادة قبل الظهر بقليل... أسرعت (هانا)تعبر ممر البيت إلى آخره حيث يوجد صندوق البريد..فتحته،ونظرت إلى داخله ..ليس به خطاب لها ..ولاأية خطابات أخرى ! شعرت بخيبة أمل..أسرعت عائدة إلى حجرتها،وراحت تكتب رسالة تأنيب إلى (جيني بيس)صديقتها المفضلة! عزيزتي جيني! أرجو أن تكوني سعيدة في المعسكر ..تقضين فيه وقتا ممتعا..ولكن أرجو ألا يكون ممتعا كثيرا..لأنك أخلفت وعدك لي ..هل تذكرين مااتفقنا عليه،وهو أنك ستكتبين ليكل يوم خطابا..لكن بالرغم من مرور كل هذه الأيام..لم يصلني منك،ولاحتى مجرد بطاقة صغيرة .إنني أشعر بملل لامثيل له ..لاأعرف ماذا أفعل؟هل تتصورين الياة هنا في (جرين وود فولز)دون أصدقاء..أو شخص قريب منك!إنه يشبه الموت تماما! إنني أشاهد التلفزيون ..وأقرأ الكثير من الكتب . هل تتصورين أنني قد انتهيت من قراءة جميع الكتب المقررة علينا قراءتها في الأجازة ؟..لقد وعدنا أبيبأن يأخذنا جميعا إلى المعسكر في الغابات ..ولكنه يعمل حتى في الإجازات الأسبوعية..لذلك لا أعتقد أنه سيتمكن من الوفاء بوعده! ملل! في الليلة الماضية ،شعرت بالضيق..أخذت التوءم ،إلى الفناء الخارجي .وأشعلنا نيران معسكر وتظاهرنا بأننا نقيم في مخيم.ثم رويت لهما مجموعة كبيرة من القصص المخيفة!ومعأنهما لايعترفان بأنها قصص مخيفة ..إلا أنني أشعر أنهما تمتعا كثيرا. أأنت تعرفين خوفي الشديد من قصص الأشباح..حتى أنني بدأت أشعر بأن هناك خيالات تتحرك بين الأشجار ..اليس هذا مضحكا..لقد نجحت في أن أخيف نفسي ! جيني ..لا تضحكي ..أنت أيضا لاتحبين حكايات الأشباح! أما عن أخباري الجديدة. فهي ليست كثيرة .لقد انتقل إلى جوارنا ولد يعيش في منزل (دودسون)القديم،غريب بعض الشئ !لقد رأيته مرة واحدة فقط ..وقد أكتب عنه أكثر في المرات القادمة..الآن جاء دورك لتكتبي ..هيايا(جيني)لقد وعدتني بذلك..هل قابلت أولادا غرباء في المعسكر؟!!وهل شغلوك عن الكتابة لي.؟!!أتمنى..إذا لم تكتبي لي ..أن يصيبك الالم في جسمك... المخلصة: (هانا) وضعت (هانا) رسالتها في مظروف ..وكان مكتبها الصغير بجوار نافذة حجرة نومها فلما انحنت على المكتب ،تمكنت من رؤية المنزل المجاور لهم! تساءلت عماإذا كانت هذه الحجرة المواجهة حجرة (داني)؟! ودفعت برأسها من النافذة لترى الممر .. كانت الستائر مسدلة على النافذة ..فلم تتمكن من رؤية المنظر الداخلي تماما! وقفت على قدميها .. مشطت شعرها بسرعة..ثم حملت الخطاب وأسرعت إلى الباب الخارجي ! سمعت أمها تنهر التوءم في مكان ما في المنزل،وهما يضحكان كلما صرخت فيهما. فتحتف الباب الأمامي وقالت :انا ذاهبة إلى الخارج! ولابد أن أحدا لم يسمعها ..كان الوقت حارا حرارة مابعد الظهيرة.. وكان والدها قد قام بتقليم الحشائش في اليوم الماضي..فشاعت رائحه الحشيش المنعشة .. ألقت نظرة على منزل (داني).لم تر أثرا للحياة فيه..فالباب الخارجي مغلق،وحجرة المعيشة،تبدو من نافذتها الواسعة..خالية..ومظلمة تماما! قررت (هانا)أن تسير إلى قلب المدينة ..لترسل الخطاب من مكتب البريد ..وكان عليها أن تقطع مسافة ثلاثة بنايات كبيرة..تنهدت..ماذاتفعل غير ذلك ..وفكرت وهي واجمة،أن السير إلى المدينةسيساعدعلى قضاء الوقت الثقيل! سارت (هانا)على رصيف الشارع ..وقد تناثرت عليه أوراق الشجرونثار الحشائش المقطوعة من الحدائق.. ومرت (هانا)على السيدة(كويلتي)في بيتها المبني من الطوب الأحمر .كانت السيدة(كويلتي)منحنية على أرض الحديقة تنظفها من الحشائش الذابلة. صاحت بها(هانا) : أهلا..كيف حالك يامسز(كويلتي )؟!! لكنها لم ترفع رأسها ،أوتجيب عليها .وفكرت(هانا) غاضبة: (إنها ليست صماء..أنا متأكدة أنها سمعتني)! عبرت الطريق إلى الجهة الأخرى ..وارتفع صوت موسيقى من من منزل في ركن الطريق ..يكرر قطعة من الموسيقى الكلاسيكية.وكلما أعادها كرر أخطاءه ثانية مرة ومرات ..ابتسمت (هانا)..وفكرت(من حسن الحظ أنه لايسكن بجوارنا)! ثم قطعت باقي المسافة إلى المدينة . كان مكتب البريد الأبيض يتصدر الميدان الصغير ..وقد رفع العلم على سارية ترتفع في الجو لاتحركه نسمة هواء ..وحول الميدان يوجد البنك،وصالون حلاقة،وبقالة صغيرة،ومحطة وقود..ثم بعض المحلات الأخرى..مثل كافتيريا هاردر،للجيلاتي..ومطعم يمتد خلف الميدان. خرجت سيدتان من محل البقالة.ورأت (هانا)الحلاق (ايرني)يجلس داخل الصالون،يقرأفي مجلة.. ععبرت الميدان ووضعت الخطاب في صندوق البريد الموجود أمام الباب الأمامي لمكتب البريد. واستدارت آخذة طريقها إلى البيت..لكنها توقفت عندما سمعت الصيحات الغاضبة.. كانت الصرخات صاردة من وراء مكتب البريد..كان صراخ رجل،مختلطا بصراخ بعض الأولاد،وبالمزيد من الآهات.. وراحت تجري إلى ماخلف مكتب البريد،متجهة إلى مصدر الصيحات الغاضبة.. وصلت إلى بداية الحارة الضيقة ..في اللحظة التي ارتفعت فيها صرخة ألم عالية!
يتبــــع
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: قصة رعب السبت سبتمبر 29, 2007 4:06 pm | |
| الفصل الرابع
اسرعت(هانا)تقطع بقية الطريق جريا ،وهي تصيح:هيه..ماذا حدث! كانت الحارة ضيقة تمتد خلف مكتب البريد ،وهي مكان يستعمله الأولاد للاختباء أثناء لعبهم.. شاهدت السيد(تشيسنى)مدير المكتب وهو يهز بقبضته مهددا كلبا رفيعا هزيلا.بني اللون..مثلما رأت ثلاثة أولاد..عرفت منهم (داني)وكان يحاول الاختباءوراء الولدين الآخرين ،اللذين لاتعرف (هانا)أيا منهما..كان الكلب محنى الرأس وهو يطلق نباحا أليما متقطعا،وقدانحنى عليه أحد الولدين،وهوطويل ونحيف وله شعر أشقر مشعث.كان يحاول تهدئة الكلب؟ ورفع رأسه مواجها مستر(تشيسني)وصاح فيه:إياك أن تضرب كلبي بالأحجار! تقدم الولد الثاني خطوات غاضبا.كان قصيرا..تبدو عليه الشراسة..وله شعر أسود كالأسلاكالشائكة..حدق في مستر(تشيسني)،وقد جمع قبضتيه في قوة إلى جانبيه. ابتعد(داني)عنهما..وقد ضاقت عيناه من الخوف،وبدا وجهه شديد الشحوب! زمجر مستر(تشيسني)غاضبا:ابعدوا عن هنا.. كان رجلانحيفا ..أحمر الوجه..أصلع تماما..وله شارب كبير مشعث تحت أنفه الطويل.. وكان يرتدي بدلة كاملة من الصوف ..أغلق أزرارها قال له الولد الأشقر ،وهو يهدئ الكلب:ليس من حقك أن تؤلم كلبي! رد رجل البريد في قسوة:هذه أملاك الحكومة ،وتقدم نحوهم مهددا! تراجع (داني)من شدة الخوف.بينما تشبث الآخران بمكانهما،وهما يحدقان باحتقار في وجه المدير. فكرت(هانا)إن الولدين أضخم حجما من(داني)..لابد أنهما أكبر منه سنا! قال الولد الأشقر:سوف أخبر والدي أنك آذيت كلبي (راستي)! انفجر مستر(تشيسني) صارخا:وأخبره أيضا أنك مخطئ ..وأنك تتصرف بوقاحة وعدم احترام .ولا تنس أن تخبره أنني سأبلغ الشرطة ضدكم أنتم الخنافس الثلاثة .لو أمسكت بكم هنا مرة أخرى ! صرخ الآخر غاضبا :نحن لسنا خنافس! ثم استدار الثلاثة .وغادروا الحارة جريا ..والكلب يجري في خط متعرج بين أرجلهم ، بينما ذيله المقطوع يهتز بشدة... تجاوز مستر (تشيسني)(هانا)كالعاصفة ...وهو يطلق على الولدين لعناته مغمغما ،كأنما يتحدث إلى نفسه . وبينما هو مندفع غاضبا كالسهم ،أتجاه الباب الأمامي لمكتب البريد ، دفع (هانا)في طريقه دون قصد . حدثت (هانا)نفسها:ياله من أحمق ..ماذا يريد ؟وماهي مشكلته..إن الاولاد جميعا في (جرين وود فولز) يكرهونه ،لسبب وحيد ، هو أنه يكرههم .. فهو دائما يصيح فيهم ليتوقفوا عن اللعب في الميدان ، ولكي يتوقفوا عن عزف الموسيقى ،أو التحدث بصوت مرتفع . وفكرت(هانا) :غريبة.أنه يتصرف وكأن المدينة كلها ملكا له ! وتذكرت عيد (الهالوين) الماضي . وهو عيد المرح والضحك..اذ اتفقت مجموعة-هي منهم-على رش نوافذ مستر (تشيسني) بالبوية .ولكن -لخيبة أملهم -كان مستعدا لهم ..فقد وقف في النافذة الامامية الرئيسية ،وفي يده بندقية ضخمة .وهكذا فروا خائفين دون أن يقتربوا منه .. استدارت (هانا)في طريقها إلى العودة ،وهي تفكر في (داني) وكيف أنه كان شديد الخوف.. أما صديقاه..فقد ظهرت عليهما القوة ..بل والعنف..عبرت الميدان ..وتجولت بنظراتها بحثا عن أي مظهر من مظاهر الحياة.. كان(ايرني)مايزال جالسا في محله ذي الضوء المتوهج..غاطسا في مقعده،وقد دفن وجهه في المجلة.وعبرتسيارة الطريق إلى محطة الوقود..بينما رأت سيدة لا تعرفها تسرع الخطى في طريقها إلى البنك قبل أن يغلق أبوابه! لكنها لم تر أثرا (لداني)أو أحدا من صديقيه! تنهدت وقالت لنفسها :من الافضل أن اعود إلى البيت ،وأشاهد مسلسل (المستشفى العام).. عبرت الطريق ،واتجهت إلى البيت! كانت الاشجار الضخمة.بفروعها المتشابكة،وأوراقها العريضة المتعانقة،وكأنها كتلة كثيفة حجبت ضوء الشمس!كان الجو باردا تحت ظلالها..وكانت في منتصف الطريق تقريبا،عندما تسلل الخيال من وراء شجرة ضخمة. في البداية تصورت أنه ظل جذع شجرةمن الاشجار..لكن عندما استطاعت أن تركز نظراتها جيدا..اكتشفت أنه خيال شخص واضح .حدقت فيه بقوة ..وبذلت مجهودا،لكي تتأكد مماتراه!كان واقفا بجوار ظلال زرقاء داكنة ..يرتدي ملابس سوداء..قامته طويلة ونحيفة..أماوجهه فقد كان مختفيا تماما في الظلام! وشعرت برعدة تجتاح جسمها كله.. وببطء رفع يده..وأشار إليها لتقترب. تراجعت خطوة،وقلبها يكاد أن يقفز من صدرها! (هل يوجد شخص حقيقي هنا؟ لم تكن متأكدة..حتى سمعت الهمس (هانا)..خيال نحيف أسود،يشير إليها بذراعين ،كأنهما فرعان من العظام ..هامسا لها،همسات جافة غير آدمية! استدارت خلفها ،وحاولت أن تجري ..لكن ساقيها،أصبحتا ضعيفتين.وعجزت قدماها عن الحركة.لكنها استنفرت طاقتها ،وأرغمت نفسها على الجري بكل سرعة. هل هو يتبعها؟ !! | |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: قصة رعب السبت سبتمبر 29, 2007 4:06 pm | |
| الفصل الخامس
اجتازت (هانا)الطريق وهي تلهث.. هل هو يتبعها؟ منبين الظلال المتحركة ،ناداها صوت هامس في جفاف الموت: (هانا)..(هانا). فكرت:إنه يعرف اسمي! قاومت لتتنفس ..وأجبرت قدميها على مواصلة الحركة ..ثم توقفت..واستدارت خلفها.صاحت وقدتقطعت أنفاسها:من أنت؟!ماذا تريد؟!لكنه تلاشى..وخطر لها أن ذلك كله مجرد خداع نظر..وإن كانت عيناها مازالتا تنظران بقلق إلى مابين الاشجار. (لا ..مستحيل..إن خداع النظر لا ينادي باسمك!) لكنها أكدت لنفسها:لاشئ هنا يا(هانا).لاشئ. واستعادت أنفاسها!(إنك تخترعين الكثير من قصص الأشباح ..حتى أصبحت تخيفك أنت! وشعرت ببعض الهدوء..فأسرعت تقطع باقي الطريق إلى بيتها !! فيما بعد..وعلى مائدة الطعام..قررت (هانا)ألا تذكرشيئا لوالديها عن الظل الغامض.. بدلا من ذلك..أخبرتهما عن الأسرة التي تسكن في المسكن المجاور .عندئذصاح والدها في دهشة:إيه..؟أسرة تسكن في منزل (دودسون)؟ قالت:نعم..لديهم ولد في مثل عمري ..اسمه (داني)له شعر برتقالي ونمش في وجهه! قالت مسز(فير تشايلد)وهي تمنع التوءم من دفع كل منهما للآخر:شئ جميل! سألت والدها:كيف انتقلوا إلى هنا دون أن نشعر بهم.. قبل أن يجيب والدها..انقلب مقعد شقيقها (هيرب)إلى الخلف،فسقط برأسه على الأرض ،وارتفع صراخه! اندفع إليه الأبوان..وبدأفي مساعدته ..وصرخ(بيل)بحرارة:انا لم أدفعه..صدقوني..لم أدفعه. غضبت (هانا)إذ لم يهتم أحد بأخبارها الهامة..أسرعت تضع طبقها في المطبخ ،وصعدت إلى حجرتها..اتجهت إلى مكتبها الصغير ..أزاحت الستائر عن النافذة،وأطلت برأسها..نظرت إلى الستائر المسدلة على شباك المنزل المجاور..وتساءلت: (داني)..هل أنت هناك؟..وماذا تفعل الآن؟! * * * بحثت عن (داني)..دون جدوى.. أخيرا ..وبعد أيام..رأته في فناء منزله الخلفي.. كان يلعب بكرة من كور التنس..يقذفها بقوة إلى الحائط ..ثم ترتدإليه فيتلقفها ،وفي كل مرة تصطدم بالحائط الخشبي الأحمر تصدر صوتا ..طاخ! أسرعت تجري فوق الحشائش..وهي تردد:هاي! استدار(داني)..نظر أليها ..قال:هاي! ثم عاد يلعب بالكرة! كان يرتدي قميصا رياضيا أزرق،فوق بنطلون ذي لون أسود،مخطط بخطوط صفراء. اقتربت منه (هانا)ووقفت بجانبه!قالت محرجة:لم أرك منذ أيام!أجاب باختصار:إيه..آه! انفجرت قائلة:رأيتك في الحارة خلف مكتب البريد! قال:هاه!! وراح يدير الكرة في يده دون أن يقذفها !قالت:رأيتك منذ أيام. مع صديقيك..إن مستر(تشيسني)رجل أحمق..أليس كذلك! تظاهر (داني)بالابتساموقال:عندما يصرخ..يصبح وجههشديد الاحمرار..تماما مثل قطعة طماطم! (هانا) :إنه يتصور نفسه شخصية هامة.. وهو يزهو بأنه موظف كبير! (داني):هيه! (هانا) : ماذا تفعل هذا الصيف..تتجول فقط مثلي؟ قال:تقريبا..طاخ.. وأخطأالكرة..فجرى خلفها ليلحق بها في الجراج! فلما أخذ وجهته عائدا..حملق في وجهها ..وكأنه يراها لأول مرة..رغم الملابس الصيفية الزاهية. التي ترتديها! قال:لقد رأيت معي صديقي(ألان)و(فريد)..إنني أتجول معهما عادة..وهما زميلان لي في المدرسة!! سألت نفسها:كيف يكون له أصدقاء من المدرسة..وهو لم ينتقل إلا حديثا؟!! أفسحت له الطريق ليتمكن من الإمساك بالكرة وهي تسأله:ماهي المدرسة التي تذهب إليها! قال:مدرسة(مابل أفينيو)المتوسطة!طاخ! صاحت(هانا) :إنها نفس مدرستي ! وتعجبت ..إنها لم تره فيها من قبل ؟! وضع يده على عينيه ليتجنب أشعة شمس مابعد الظهيرة وسألها:هل تعرفين (ألان ميلر)! هزت رأسها :لا! (داني) : (فريد دارك)؟!! (هانا) :لا..في أيسنة دراسية أنت؟ (داني) :السنة الثامنة هذا العام.. واستدار ليلعب بالكرة ..طاخ! (هانا) :وأنا كذلك ..هل تعرف (جاني بيس)؟ داني:لا.. هانا:و(جوش جودمان)؟ داني:لا هانا،وكأنها تفكر بصوت عال:غريبة!! سألت(هانا) :كيف نكون في نفس السنة الدراسية ،ولانعرف زملاءنا؟ استدار إليهاوهو يحك شعره الاحمر بيد واحدة: لست أدري! كررت (هانا):شئ غريب! سار (داني)إلى داخل الظلالازرق للمنزل حملقت (هانا) فيه بقوة..بينما بدا (داني)وكأنه سوف يتلاشى في الظل! فكرت: (مستحيل!كيف نكون في نفس الفصل الدراسي ولايرى كل منا الأخر ..هل هو كاذب؟هل يخترع كل القصة!) لقد اختفى تمام في الظل ..انتظرت حتى تتأكد!سألت نفسها:أين هو؟إنه مايزال مختفيا..هل هو شبح؟!شبح؟! وقفزت الكلمة إلى عقلها.. عندما ظهر (داني)مرة أخرى..كان يحمل سلما معدنيا واتجه إلى الجدار!! اقتربت (هانا)وسألته:ماذا تفعل؟ قال وهو يصعد السلم :أحضر كرتي.. وارتفع صوت حذائه الرياضي فوق المدرجات المعدنية! اقتربت أكثر ..وقد شعرت فجأة بالبرد:لاتصعد إلى هناك! صعد تقريبا إلى منتصف السلم..حتى كاد رأسه أن يصل إلى مستوى المزراب..نظر إليها من أعلا.. قال وهو يواصل الصعود:إنني متسلق بارع..أتسلق كل شئ..إن أمي تقول لي دائما إن مكانك هو السيرك..أو ماشابه ذلك! وقبل أن تتمكن من الرد عليه ،كان قد وصل إلى السقف المنزلق..وقف فوقه وقد فتح قدميه..ورفع يديه عاليا في الفضاء ،وقال:هل رأيت؟! لم تستطيع (هانا)أ ن تغالب شعورها بالتوقع ،لشئ مخيف ،يمكن أن يحدث،وهي تصرخ متوسلة: (داني)..أرجوك. تجاهل صرختها الحادة..وانحنى ليلتقط كرة التنس من المزراب! وأمسكت أنفاسها وهو يصل إلى الكرة! فجأة..فقد توازنه ..اتسعت عيناه من الدهشة..انزلقت قدماه على السطح ..رفع يديه كمن يحاول أن يمسك شيئا حملقت (هانا)،عاجزة عن فعل أي شئ بينما (داني)يهوي برأسه من فوق السطح!!
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: قصة رعب السبت سبتمبر 29, 2007 4:07 pm | |
| الفصل السادس
صرخت(هانا)وأغلقت عينيها ..وفكرت:يجب أن أستدعي النجدة.ازدات ضربات قلبها.وأرغمت نفسها لتفتح عينيها وهي تنظر إلى الارض ..بحثا عن (داني)لكن..ولدهشتها الشديدة..كان يقف أمامها..وعلى وجهه ابتسامة خبيثة!!! أطلقت صرخة دهشة:إيه::هل أنت بخير؟!! وتذكرت وهي تنظرإليه بشدة ..إنه لم يصدر صوتا ..لقد سقط دون أي صوت! أجاب بهدوء:نعم .إنني بخير..ألا تعرفين أن اسمي هوالمتهور..نعم إن أمي تسميني دائما(داني المتهور اندرسون)!. قالت:كان من الممكن أن تسقط قتيلا! أجاب بسرعة: مستحيل! واستدار مبتعدا عنها وبدأيواصل اللعب مرة أخرى! قالت(هانا) :لقد سقطت ورأسك إلى أسفل..كيف وصلت إلى الأرض واقفا على قدميك! هز كتفيه وأجاب ببرود:السحر! وجاءها صوت أمها،التي كانت تقف على السلم الخلفي : ( هانا)..(هانا).. استدارت(هانا)،وصاحت:ماذاهناك؟ الأم: سوفأخرج لمدة ساعة..هل يمكنك ظان تحضري لتعتني (ببيل)و(هيرب)؟ تحولت ‘لى (داني)وقالت:يجب أن أذهب.. قال وهويلقي إليها ابتسامة غامضة:إلى اللقاء! وظلت (هانا)تسمع صوت الكرة حتى عبرت الممر إلى بيتها ..ومرةأخرى ،استعادت صورة (داني)وهويسقط من السطح..ولم تنقطع تساؤلاتها:كيف فعل ذلك ؟!كيف هوى إلى الارض واقفا دون صوت؟!! قالت أمهاوهي مشغولة بالبحث عن مفاتي السيارة في حقيبتها: لن أتغيب أكثر منساعة..ترى كيف حال الجو في الخارج.. يبدو أن السحب تتجمع ،وان السماء ستمطر. وجدت مفاتيح السيارة.. قالت: لاتتركيهما يتقاتلان ..بقدر الإمكان .وصفقت الباب وراءها.. وظهر بيل وهيرب وجذبا هانا الى حجرتهما..وهما يصيحان:هيا نلعب السلم والثعبان.. كانت تكره هذه اللعبة السخيفة..لكنها تنهدت ووافقت! * * * بعد العشاء..صعد الصغيران مع أبويهما ..وهما يتصايحان ..كل منهما يريد أن يكون آخر من يستحم..كانا يكرهان الاستحمام تماما! نظفت (هانا) المطبخ..ثم صعدت إلى حجرتها..أخذت تدور داخل الحجرة..ثم اتجهت إلى الكتب..ضغطت برأسها على زجاج النافذة البارد..وسلطت نظراتها على بيت (داني)عبر الممر الذي يفصل مابين البيتين. أنها لم تر أحدا داخل البيت من قبل ....بل إنها لم تر (داني)وهو يدخل أو يخرج من المنزل ..ليس (داني )فقط..وإنما ،لا هو ولا غيره! واخترق عقلها العديد من الاسئلة :كيف انتقل (داني)وعائلته إلى هنا.دون أن تلحظ ذلك؟!كيف يكون تلميذا في مدرستها ،وفي نفس السنة الدراسية،ولاتراه حتى مرة واحدة؟!وكيف لاتعرف أصدقاءه..ولا يعرف هوأحدا من صديقاتها!أليس ذلك كله شيئا غريبا؟! (إنني لاأتصور ذلك!ولاأخترع شيئا!) وماذا يحدث لوكان (داني)حقيقة شبحا؟! أتجسس عليه!! وقررت أن تتسلل إلى منزله..وتنظر من نافذة المطبخ..وأسرعت إلى الباب الخلفي ،دفعت الباب السلكي ،وأغلقته وراءها ..كان الليل مازال دافئا.. في خطوات سريعة،قطعت (هانا)فناءهم الداخلي..وارتفعت أصوات صراصير الحقول..وهاهوذا أمامها يقف منزل (داني)منخفضا..مظلما..كان السلم مازال مرتكزا على الحائط الخلفي ..عبرت الممر الفاصل بين بيتها وبيته..وتسللت على الحشائش..ثم صعدت درجات السلم الثلاث أمام الباب الخلفي ..كان باب المطبخ مغلقا..وقفت أمامه تمام وضعت رأسها على النافذة..ونظرت إلى داخل المطبخ ..وصرخت!
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: قصة رعب السبت سبتمبر 29, 2007 4:07 pm | |
| الفصل السابع
رات هانا داني ينظر اليهامن الجانب الجانب الاخر من النافذة..فصرخت ،وتعثرت وهي تحاول التراجع حتى كادت تسقط..كان داني ينظر اليها وقد اتسعت عيناه من الدهشة ..واستطاعت ان ترى خلفه طاقما من اطباق المائدة ذات اللون الاصفر الزاهي..وقد وقفت سيدة شقراء طويلة-ام داني في الغالب-وهي تجذب شيئا من داخل الفرن.. فتح داني الباب واخرج راسه ،ومازالت الدهشة واضحة عليه ..وقال:اهلا ..هانا ماذا حدث؟ قالت:لاشئ ..أه..ل..لاشئ في الحقيقة.. وشعرت بالحرارة تجتاح خديها ولابد أن وجهها أصبح شديد الاحمرار.. أدار داني نظراته في وجهها ..وظهرت على شفتيه شبه ابتسامة..قال:حسنا..هل تريدين الدخول؟. وبصوت عال أكثر ممايجب..هتفت هانا:لا..لاأريد..أقصد..لا.. وادركت أنها تتصرف كالحمقاء تماما ..ابتلعت ريقها بصعوبة وحدثت نفسها: (إنه يضحك مني..).ثم صاحت:إلى اللقاء وتراجعت إلى السلم..قفزت درجاته إلى الارض..وأسرعت بأقصى مايمكنها عائدة إلى منزلها! * * * بعد الظهر التالي ..كان(داني ) من منزله ،حين لمحته(هانا)اختفت وراء الجراج وأخذت تراقبه ،وهو يسير بدراجته حتى آخر الممر.. قالت لنفسها :إذغكنت أريد التجسس عليه..فيجب أنأكون أكون أكثرهدوءا.. انتظرت هانا حتى تأكدت من الاتجاه الذي يسير فيه..ثم أسرعت لكي تحضر دراجتها ..لاحظت أنه يسير في اتجاه المدينة ،ربما لمقابلة أصدقائه..قررت أن تتركه يمضي في طريقه قليلا ...ثم تتبعه. عند نهاية الممر..أعدت دراجتها،وهي ماتزال تراقبه..حتى اختفى وراء البناية الثانية. كانت أشعة الشمس تتسلل خلال أوراق الشجر..بينما (هانا)تسير بسرعة ثابتة خلف (داني)،تاركة مسافة كافية،تمكنها من مراقبته، دون أن يراها .وكانت قد ركزت كل اهتمامها في مهمتها،حتى أنها عندما رأت مستر (مسز كويلتي)وهي تقوم بتنقية حشائش حديقتها،لم تقم بتحيتها كالعادة.. كان وراءها كلب صغير يطاردها ..ظل يجري خلفها ،وهو يطلق نباحه الخافت النحيل..ثم عجز عن ملاحقتها..فتوقف. وقع بصرها على فناء مدرستها..فشاهدت بعض الاولاد يلعبون الكرة في الركن الماسي..ولكن (داني)لم يكن بينهم. واصلت طريقها إلى المدينة.. كانت الشمس قد بدأت ترفع حرارة الجو.. هاهي ذي هانا في مواجهة ميدان المدينة.العلم يرفرف بفعل الهواء الدافئ،فوق مكتب البريد الابيض الصغير..وعربات عديدة تقف أمام البقال..وامراتان تحملان حقائب البقالة،وتتحدثان سويا عند الركن.. توقفت (هانا)بدراجتها..وأراحت قدميها على الارض. وضعت يدها على جبينها لتحمي عينيها من أشعة الشمس ،بينما عيناها تبحثان عن(داني)وهي تفكر : (داني)..أين أنت؟ هل أنت مع أصدقائك؟ عادت تسير بدراجتها فوق حشائش الميدان..عبرت الميدان إلى مكتب البريد..دارت حول المبنى حتى وصلت إلى الحارة ..وكانت الارة خالية تماما.. وراحت تفكر :لقد كان يسبقني ببناية واحدة..هل اختفى في الهواء مرة أخرى؟! عادت إلى الميدان..بحثت في محل (الجيلاتي)..والمطعم..ولكن..لاأثر له! وتنهدت..اعترفت بالهزيمة..ثم استدارت،آخذه طريق العودة إلى المنزل.وبينما هي على وشك الوصول،شاهدت الظل المتحرك.وأدركت أن (داني)قد عاد.فزادت من سرعة الدراجة.وبلمحة بطرف عينيها..رأته ينزلق عبر حشائش حديقة السيدة(كويلتي). هاهوذا الشبح الاسود يسبح في صمت فوق الحشائش..متجها نحوها!وحركت قدميها بقوة.. ضغطت بقدميها على بدال الدراجة،لتزيد من سرعتها .وهي تقول لنفسها :لقد عاد..لاأتصور كيف حدث هذا؟إنه حقيقة.ولكن..ماذا هو؟!! وظلت تقود دراجتها بقوة أكثر.. وأكثر ..وظل (داني)ينزلق مسرعا كأنه في سباق معها.حولت رأسها إليه،فرأت يديه تستطيلان،في محاولة للوصول إليها. صرخت في فزع..وفجأة عجزت قدماها عن حملها.أحست أنها تحمل آلافا من الاطنان..وخطر لها،أنها لن تستطيع التحرك. واقترب منها الظل الغامض ... فاقشعر جسدهاببرودة مباغتة.بينما يدان تشبهان العصا الرفيعة،تحاولان أن تصل إليها،من ذلك الشبحالآدمي الذي حجب ضوء الشمس..وأصبح العالم كله مظلما من حولها،الآن حدثت (هانا)نفسها:استمري في الحركة..(هانا)..يجب أن تتحركي. وراح الظل الغامض يسبح بجوارها. امتدت يداه إليها..حملقت فيه وقد استبد بها الرعب.كانت عيناه تلمعان كالجمر وسط الظلام..ثم سمعت همساته: (ها..نا)..(ها..نا)!! ماذا يريد مني؟ وحاولت أن تستمر في الحركة. وأحاطت بها الهمسات من كل جانب..لقد وقعت في مصيدة الخوف! وعندما بدأت في السقوط..صرخت:لا.. حاولت أن تحتفظ بتوازنها! لكنها لم تستطع.. كانت تسقط..! ومدت يديها لتتحاشى قوة السقوط. وصرخت من الألم عندما سقطت على جنبها! ووقعت الدراجة فوقها.. ولمعت عينا الظل الغامض..عيناه الناريتان.. ثم تحرك ليقبض عليها.. (ها..نا)..(ها..نا) تحول الهمس من حولها إلى صراخ: (ها...نا) وشعرت بجنبها يتمزق من الالم.. جاهدت لكي تلتقط أنفاسها.. وأخيرا..نجحت في أن تصرخ:ماذا تريد؟اتركني وحدي ..من فضلك! -(هانا)..إنه أنا! رفعت رأسها..وجدت (داني)يقف بدراجته بجوارها ..نزل عن الدراجة..وأخذ ينظر إليهاا وقد بدا عليه اهتمام حقيقي: (هانا)..هل أنت بخير؟! صاحت وهي تشعر بالدوار:الظل.. وضع (داني)دراجته بهدوء على الحشائش..وأسرع إليها ..رفع دراجتها من فوقها..ووضعها بجوار دراجته..ثم تحول إليها وسألها:هل أنت بخير؟هل تستطيعين الوقوف؟لقد رأيتك تسقطين..هل اصطدمت بحجر أو بشئ آخر؟ قالت وهي تهز رأسها في محاولة لاستعادة تفكيرها:لا ..إنه الظل..لقد وصل إلي..و.. وظهرت الحيرة الشديدة على وجه (داني)أدار عينيه حوله..ثم قال:إيه؟من الذي وصل إليك..؟ قالت بأنفاس متقطعة:إنه يعرف اسمي..لقد استمر فيندائي..وهو يتبعني. نظر إليها متفحصا..وقال: (هانا)..هل سقطت على رأسك ؟هل تشعرين بالدوار؟ربما كان علي أن أذهب لإحضار النجدة! حملقت في وجهه:لا..ألم تره؟كان يرتدي ملابس سوداء..وكانت عينيه جمرتين ملتهبتين! هز رأسه..وظل يتفحصها في قلق؛ثم قال برقة: إنني لم أر غيرك!كنت تقودين الدراجة بسرعة شديدة..فوق الحشائش..ثم رأيتك تقعين.. قالت:ألم ترأحدا..ألم تشاهد رجلا بملابس سوداء يتبعني..؟ هز رأسه وقال: (هانا) ..لم يكن في الشارع غيرك ... وغيري! همست وهي ترفع يدها إلى شعرهاالقصير:ربمااصطدمت رأسي بشئ ما! مد (داني)يده فأمسك بيدها،ليساعدها على الوقوف:هل يمكنك الحركة؟هل تشعرين بألم..؟ ساعدها.حتى وقفت على قدميها،وهي تقول:أعتقد ..أنه يمكنني أن أقف! كان قلبها مازال يدق بشدة..وجسمها كله يرتعد..ضيقت عينيها،وهي توجه نظراتهاإلى الفناء الامامي..ثم أدارت عينيها في دوائر الظل التي صنعتها الاشجار الضخمة في حدائق الجيران ..لكنها لم تجد أحدا ! سألت في صوت ضعيف:أنت متأكد أنك لم تر أحدا؟!!. هز رأسه:أنت فقط..لقد كنت أراك من هناك!وأشار إلى بداية الطريق! قالت:ولكنني أظن... وضاع صوتها..ثم شعرت بالدماء تصعد إلى وجهها!فكرت:ياله من أمر مخجل..سوف يعتقد أنني مجنونة تماما!ولم لا... قد تكون هذه هي الحقيقة!! انحنى ،ليرفع لها دراجتهاقائلا:لقد كنت تسيرين مسرعة ..جدا..وكان هناك الكثير من ظلال الاشجار..مثلما كنت خائفة..ربما لذلك تصورت أن شخصا في ملابس سوداء يطاردك! أجابت بضعف:ربما.. ولكنها لم تصدق ذلك! * * * اندفعت السحب البيضاء العالية في اتجاه الشمس..بينما (هانا)تجري فوق ممر منزلهم إلى صندوق الخطابات.. ومن بعيد ارتفع صوت نباح كلب.. بحماس ..فتحت باب الصندوق.مدت يدها..لم تجد سوى الفراغ..لابريد..لاشئ! أغلقت باب الصندوق بعنف،وهي تتنهد يائسة...لقد وعدتها (جيني)بالكتابة يوميا..ولقد ذهبت منذ أسابيع.ولم يصلها منها ولا مجرد بطاقة صغيرة.. لم تكتب إليها أي واحدة من صديقاتها.! واستدارت لتعود في خطى بطيئة..وقعت نظراتها على منزل (داني)..كانت صورة السحب البيضاء تنعكس على زجاج نافذة غرفة المعيشة! وتساءلت..هل هو موجود في منزله؟إنهالم ترهمنذ الإمس بعد وقوعها من فوق دراجتها! تنهدت:إن عملي بالجاسوية فاشل حتى الآن! وألقت نظرة أخرى على نافذته..ثم عادت إلى بيتها..وقررت:سأكتب مرة أخرى إلى(جيني)..يجب أن أطلعها على مايحدث ..عن(داني) والظل المخيف..وكل الأحداث الغريبة التي تحدث هنا! وصلها صوت أخويها ..كانا يتشاجران حول شريط الكارتون الذي يريدان مشاهدته،بينما أمهاما تقترح عليهما أن يلعبا خارج المنزل! أسرعت (هانا) إلى حجرتها لتحضر ورقت وقلما.. كان هواء الحجرة ساخنا. تناولت الورقة والقلم ،وخرجت . بعد قليل أخذت مجلسها تحت شجرة من أشجار السنديان وسط حديقتهم الأمامية..كانت السماء مزينة بسحب بيضاء ،تتخللها أشعة الشمس.بينما شجرة السنديان العجوز تفرش ظلها الوارف على (هانا) وهي تتهيأ إلى كتابة الرسالة. وتثاءبت(هانا)..وكان ذلك طبيعيا..إذ أنها لم تنل قسطا وافيا من النوم في الليلة الماضية..قررت أن تنام قليلا ..ولكن بعد أن تنتهي من رسالتها! عندئذ،استندت بظهرها على جذع الشجرة الضخم..وبدأت في الكتابة. عزيزتي(جيني) كيف حالك..أرجو من كل قلبي أن تكوني قد سقطت في البحيرة ..وغرقت..سيكون ذلك هو عذرك الوحيد لتقصيرك في الكتابة لي طوال هذه المدة! كيف استطعت أن تهجريني هكذا ؟!! في الصيف القادم ..بطريقة ما ..سأكون معك في المعسكر! حدثت أحداث غريبة جدا هنا ..هل تذكرين ماكتبته لك عن الولد الجديد الذي يقطن بجوارنا ؟(داني اندرسون)..هذا اسمه.وهو ذو شعر أحمر ونمش في وجهه .وله عينان بنيتان جادتان ..حسنالاتضحكي يا(جيني)فأنا أظن أنه شبح!! أنني أكاد أسمع ضحكاتك ..لكني لن أهتم بذلك ..وعندما تعودين إلى (جرين وود فولز)سوف يكون لدي الدليل على ماأقول. من فضلك يا(جيني)..لا تخبري زميلاتك في المخيم بأن أفضل صديقاتك أصبحت مخبولة تماما ..وذلك حتى تنتهي من قراءة الرسالة . أماالادلة التي أملكها حتى الآن ..فهي : 1-ظهر (داني)وعائلته فجأة في المنزل المجاور ..لم أرهم وهم ينتقلون إليه ..رغم وجودي الدائم في المنزل..وكذلك أبي وأمي !! 2-يقول داني إنه في مدرستنا ..بل في نفس الفصل الدراسي!فهل يعقل أننا لم نره ؟إنه يتجول مع اثنين من زملاءه أيضا في نفس المدرسة ، ومع ذلك لم أرهم من قبل ..وهو لا يعرف أيضا أيا من زميلاتي ! 3-في بعض الاوقات ..يختفي-في الهواء..لاتضحكي..ذات مرة سقط برأسه من سطح السقف .لكنه هبط واقفا على قدميه ..دون أن يصدر أي صوت!!صدقي ماأقول (جيني)! 4-بالأمس.. طاردني ظل غامض مخيف..وسقطت من فوق دراجتي..وعندما رفعت رأسي ..كان الظل قد اختفى..وحل محله (داني)..و..أه..شئ يسبب الجنون..حقيقة..أتمنى لوأنك كنت معي هنا..كنت أستطيع أن أشرح لك بوضوح..أما في خطاب فهو يبدو شيئا غبيا..وكأنني فقدت عقلي تماما! أعرف أنك تضحكين مني ..حسنا ..استمري ..يبدو انني لن أرسل لك هذا الخطاب..حتى لا أصبح نكتة تتندرين بها..أوتذكريني بهذا بقية حياتي..لهذا ..سأكتفي بما كتبته عن نفسي..ودعيني أسألك الآن:ماذا يحدث في الغابات؟أتمنى أن تكون حية رقطاء قد لدغتك،وأصابت جسمك كله..فذلك سبب وجيه لعدم سماعي منك وعنك .وإلا ..فسوف أقتلك عندما تعودين..اكتبي لي.. المحبة،(هانا) تثاءبت بصوت عال.ثم ألقت بقلمها على الارض.وعادت فاستندت على الشجرة.وأخذت تقرأ الرسالة من جديد، وهي تحدث نفسها:هل ترسل الخطاب؟هل سيكون عملا جنونيا؟إنه لا سوف أبعث به لابد أن أخبر أحدا بما يحدث هنا.إنه لأمر بالغ القسوة،أن أتحمل ذلك وحدي! انقشعت السحب،وراحت أوراق الشجر،ترسم أشكالا من الظلال فوق الخطاب المنبسط بين يديها.!
يتبع
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: قصة رعب السبت سبتمبر 29, 2007 4:11 pm | |
| وبينما هي ترفع رأسها،شاخصة إلى قرص الشمس المشرقة..صدرت عنها صرخة مباغتة ،حين فوجئت بعينين تحملقان في عينيها.كانت عيني داني ،وهويقول لها بصوت هادئ:أهلا ياهانا. نظرت إليه بحدة..كان جسده كله في ضوء الشمس .فبدا وكأنه يلمع تحت وهجها. غمغمت (هانا) :أنا..إنني لم أرك..لم أكن أعرف أنك هنا! قال(داني)بصوت رقيق..لكنه حاسم :أعطني الرسالة يا (هانا)اعطني الرسالة! قبضت على خطابها بشدة..ونظرت إليه.أحست أنها في حاجة إلى أن تحمي عينيها إذ كانت أشعة الشمس تبدو وكأنها تتخلل جسمه تماما! انحنى فوقها..ومد يده قائلا بإصرار:الخطاب ..ناوليني إياه! قالت بصوت ضعيف:ولكن لماذا؟ قال:لايمكن أن ترسلي هذه الرسالة! قالت:لماذا؟لماذا؟إنه خطابي..لماذا لاأرسله إلى صديقتي؟ قال:لأنك عرفت حقيقتي..ولا يمكن أن أسمح لك بإطلاع أي شخص عليها!
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: قصة رعب السبت سبتمبر 29, 2007 4:12 pm | |
| الفصل التاسع
قالت(هانا)برقة:إذن ..أنا على حق..إنك شبح! ارتعشت..واجتاحتها موجة من الخوف البارد.. (داني)..منذ متى وأنت ميت؟ لماذا أنت هنا؟ألكي تصيبني بالرعب؟ماذا ستفعل معي؟!وتسابقت الأسئلة المخيفة في عقلها.. أصر (داني) :أعطني الرسالة..لن يقرأها أحد..لايمكن أن يراها أي انسان! حدقت في وجهه..وجه السبح:ولكن ياداني.. كانت أشعة الشمس تنفذ من خلاله..وكان هو يتلألأ في الضوء.. رفعت يدها لتحمي عينيها..أصبح شديد الوهج،بحيث يصعب النظر إليه! قالت هانا وهي تغلق عينيها بشدة: (داني)..ماذا ستفعل بي؟.ماذا ستفعل بي؟! لكنه لم يرد عليها! عندما فتحت عينيها..وجدت نفسها تنظر إلى وجهين بدلا من واحد.. وجهين باسمين! كان شقيقاها التوءم يشيران إليها ويضحكان.. وقال بيل:لقد كنت نائمة! (هيرب):وكنت تغطين في نومك! -هه..وأغمضت (هانا)عينيها وفتحتهما مرات عديدة..تحاول أن تستعيد وعيها..كانت رقبتها متصلبة،بينما تشعر بالألم في ظهرها! قال(هيرب) :سأريك كيف كنت تغطين وأنت نائمة...وبدأيصدر بعض الاصوات المضحكة! وسقط الولدان على الحشائش وهما يتضاحكان..ثم تواجها،وأخذا يلعبان لعبة الساعد ليثبت كل منهما أنه أقوى من أخيه! قالت(هانا) :لقد كنت أحلم. وبدا أنها تحدث نفسها أكثر مما تحدث شقيقيها..فلم ينتبها إليها! وقفت على قدميها..وشدت ذراعيها فوق رأسها في محاولة لفك التصلب عن رقبتها.. (أوه النوم جالسة بجوار شجرة فكرة خاطئة جدا) وحملقت في اتجاه منزل (داني) كاد الحام أن يكون حقيقة ..وانتابتها رعدة في ظهرها :ياله من حلم مخيف! قالت لشقيقيها :شكرا لكما..أيقظتماني في الوقت المناسب! لكنهما لم يسمعا ماتقول ..كانا يتسابقان نحو الفناء الخلفي! انحنت (هانا)التقطت الخطاب وطوته مرتين..واتخذت طريقها فوق الحشائش إلى الباب الامامي وهي تفكر :كثيرا ماتدل الأحلام على الحقيقة..وأحيانا تخبرنا بأشياء لايمكن معرفتها بطريقة أخرى!سوف أعرف كل شئ عن (داني). وأقسمت على ذلك! سوف أعرف كل الحقيقة..حتى لو مت في سبيل ذلك
* * *
يتبع | |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: قصة رعب السبت سبتمبر 29, 2007 4:13 pm | |
| _________________________________________
في المساء التالي قررت أن تتأكد من وجود(داني) في المنزل..فربما يحب أن يذهب معها إلى المدينة،ليأكلا بعض الآيس كريم.. وأخبرت أمها بما ستفعله ،ثم اتجهت إلى الفناء الخلفي.كانت السماء قدأمطرت طوال النهار..ولهذا،كانت الحشائش مبتلة..والأرض تحت حذائها ناعمة ولزجة.بينما يلتمع الهلال فوق السحب..وهواء الليل رقيق..رطب! عبرت (هانا)الممر الفاصل بين البيتين.ثم ترددت وهي تقترب من المدخل الخلفي لمنزل (داني). كان مربع الضوء يشع خافتا من نافذة الباب الخلفي!وتذكرت يوم وقفت هنا منذ ليال،وقد غلبها الخجل والحرج ،عاجزةعن التفكير في شئ تقوله.هي الآن تعرف-على الاقل-سببا يمكن أن تذكره.. استنشقت نفسا عميقا..ثم وقفت في مربع النور ،وطرقت نافذة باب المطبخ.. أنصتت.كان البيت غارقا في الصمت..طرقت مرة أخرى..السكون شديد..ولايبدو أن هناك صوت أقدام ،ستقترب من الباب. اقتربت قليلا..ودست رأسها إلى الداخل في تلصص..ثم صرخت في دهشة:أوه! كانت أم (داني)تجلس بجوار مائدة المطبخ الصفراء.ظهرها يواجه (هانا)وشعرها يلمع تحت ضوء مصباخ خافت يتدلى من السقف..وبين يديها الاثنتين كوب أبيض للقهوة..يتصاعد منه البخار.. تساءلت(هانا) :لماذا لاترد على الطرق ؟ ترددت قليلا ،ثم طرقت بقبضتها الباب ..عدة مرات..ومن نافذة الباب.كان من السهل أن تلحظ أن السيدة لم يحدث لها أي رد فعل على الاطلاق.. رفعت كوب القهوة إلى فمها،وشربت منه جرعة كبيرة..وكان ظهرها إلى (هانا)! صاحت (هانا)بصوت مرتفع:افتحي الباب. وعاودت الطرق مرة أخرى وهي تنادي: -مسز(اندرسون)..مسز(اندرسون)..هذه أنا..(هانا)من البيت المجاور لكم! وتحت الضوء ..وضعت الام كوب القهوة الابيض على المائدةالصفراء..ولم تستدر خلفها..ولم تتحرك من مقعدها.. -مسز(اندرسون) رفعت (هانا)يدها لتعاود الطرق..ثم عادت فأنزلتها في يأس! تساءلت:وهي تنظر إلى كتفي المرأة النحيفة،وشعرها الناعم يتدلى إلى ماتحت ياقة ثوبها:لماذا لا تسمعني؟لماذا لا تأتي إلى الباب؟ وهنا ..ارتعدت(هانا) من الرعب،عندماأجابت بنفسها على سؤالها!:إنني أعرف لماذا لم تسمعني.. وتراجعت بعيدا عن النافذة! أعرف لماذا لا تستجيبإلى الطرق على الباب! وازداد رعبها.. أطلقت آهة خافتة.. ثم هربت من بقعة الضوء التي تخرج من تحت الباب..وأسرعت تحتمي بالظلام!
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: قصة رعب السبت سبتمبر 29, 2007 4:14 pm | |
| الفصل العاشر
عقدت (هانا) يديها على صدرها وهي ترتعد،وكأنها تحمي نفسها من أفكارها.. لقد أدركت (هانا)أن مسز (اندرسون)لم تسمعها لانها ليست بشرا ..إنها شبح..مثل (داني)! وهكذا..انتقلت عائلة من الاشباح لتسكن بجوارنا..وهأنذا أقف في ظلام الفناء الداخلي،أتجسس على ولد ليس حيا على الاطلاق ..بينما أنا أرتعد تماما..باردة من الرعب..أحاول إثبات ماأنا متأكدة منه فعلا ..إنه شبح..أمه أيضا شبح!وأنا..وأنا..!! وأنطفأنور المطبخ..أصبح البيت كله مظلما الآن! ولمع شعاع الضوء المرسل من الهلال على الحشائش المبتلة.بينما وقفت (هانا)تصغي إلى الصمت،وهي تحاول أن تطرد الافكار المرعية التي تتزاحم في عقلها ،حتى لتحس أن رأسها ،يكاد أن ينفجر. وتساءلت:ترى..أين (داني)؟! عبرت الممر..واتجهت إلى بيتها .تناهى إلى سمعها صوت الموسيقى والاحاديث التليفزيونية..ثم سمعت ضحكات شقيقيها وهي تتصاعد من شباك غرفتهما في الدور العلوي ! الاشباح.. ونظرت إلى النوافذ المضيئة،وكأنها جمرات مشتعلة تنظر إليها ..أشباح! (إنني لاأؤمن بالاشباح!) ومنحها هذا الخاطر بعض الاطمئنان. شعرت فجأة بجفاف في حلقها..وبالهواء الساخن اللزج يضرب جلدها ..فكرت في الآيس كريم مرة أخرى..ووجدت أن الاتجاه إلى البلد والحصول على كأس كبيرة من الجيلاتي فكرة ممتازة ..حتى لقد أحست أنها تستمتع بمذاقها منذ الآن! أسرعت إلى الداخل لتخبر أمها أنها ستذهب إلى المدينة. كانت حجرة المعيشة مظلمة..لايضيئها غير شاشة التليفزيون..وكان والداها يستمتعان بمشاهدته،حين تحولا إليها على الفور،متسائلين في صوت واحد: -(هانا)..ماذا حدث؟ فجأة..شعرت برغية شديدة في مصارحتهم بكل شئ ..وهكذا فعلت..انفجرت قائلة:الجيران الجدد ليسوا بشرا..إنهم أشباح..هل تعرفون(داني)..الولد الذي في مثل عمري؟إنه شبح.وكذلك أمه إنني متأكدة من ذلك.. قال والدها وهو يمسك بعلبة الكولا-الخاصة بالريجيم مشيرا بها إلى التليفزيون: (هانا)..من فضلك..إننا نريد مشاهدته. وهي غاضبة من نفسها ،تغمغم:إنهما لايصدقاني..طبعا لن يصدقاني..من يستطيع أن يصدق مثل هذه القصة الخرافية؟! ذهبت إلى حجرتها ..أخذت خمسة دولارات من كيس نقودها..وضعتها في جيبها،ثم مشطت شعرها..ونظرتإلى المرآة..حدثت نفسها:إنني طبيعية بلا شك.ولاأشبه المجانين! واتجهت إلى الخارج..إلى الظلام حيث الطقس رطب وساخن.وأخذت تعدو فوق الرصيف ،مسرعة إلى محل (هاردر)للأيس كريم! كانت مصابيح اعمدةالاضاءة القديمة،تحدث دوائر من الضوء الابيض والازرق،على طول الطريق..أما الاشجار..فقد كانت اغصانها واوراقها تصدر حفيفا خافتا،بفعل هبات الرياح الناعمة بينما تتماوج خيالات الاغصان والاوراق،على الرصيف الذي تسير عليه (هانا). فكرت وهي ترتعش:إنها الاشباح،تحاول أن تصل إلي بأذرعتها الرفيعة الخشبية! عندما اقتربت من المدينة..غمرها شعور غريب..شعور بالرعب..أسرعت في خطواتها واجتازت مكتب البريد..كان مظلماتماما.. ميدان المدينة..كان مهجورا..فالساعةلم تصل بعد الثامنة.لا أثر لسيارة عابرة.وليس هناك مواطن واحد في الطريق. قالت غاضبة:يالها من مدينة مهجورة! واتجهت إلى الناصية التالية،حيث محل الايس كريم،المميز بكأس الجيلاتي الكبيرة،المرسومة على لمبات النيونفي واجهته،وهي تشع ضوء أحمر على الرصيف أمامه. وفكرت (هانا)على الاقل..مازال المحل فاتحا أبوابه! عندما أصبحت على قيد مسافة قصيرة من المحل.. شاهدت بابه الزجاجي يفتح فجأة.فانتابها الشعور بالخوف مرة أخرى.وبالرغم من حرارة الجو،فقد أحست بالبرد الشديد.وارتجفت ركبتاها! (ماذا يحدث؟ولماذا أشعر بهذا الاحساس الغريب؟) نظرت إلى الباب على ضوء النيون الاحمر..اندفع شخص إلى الخارج..يتبعه شخص ثان..ثم ثالث!واتضحت لها وجوههم في الضوء وقد انعكس عليها الرعب.ولدهشتها عرفت (داني) في المقدمة،يتبعه(ألان)..ثم(فريد) كان كل منهم يمسك في يده كأسا كبيرة من الجيلاتي..وقد بدوا مسرعين في الجري،وكأنهم راغبون في الطيران إذا أمكن ..بينما صوت أحذيتهم يقرع أرض الرصيف.. من داخل المحل،صدرت صيحات غضب عالية،تناهت إلى سمع (هانا)ودون أن تدري..تحركت إلى جوار الباب! كان صوت أقدام الاولاد الثلاثة وهم يجرون،مايزال يصل إليها،وإن غابوا عن أنظارها.وبينما هي تستدير أحست بشئ يصدمها من الخلف .فأطلقت صرخة عالية،وهي تسقط بشدة على الارض:آه...ه ه ه!
يتبع
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: قصة رعب السبت سبتمبر 29, 2007 4:15 pm | |
| الفصل الحادي عشر
سقطت (هانا)بشدة على أرض الرصيف ..وجاءت سقطتها فوق ذراعها وركبتها.. أحست أنها غير قادرة على أن تتنفس! وانفجر الالم هائلا في كل جسدها.. ماذا حدث؟ ماهذا الشئ الذي صدمني؟ وهي تجاهد لكي تسترد أنفاسها..رفعت رأسها في الوقت المناسب ،لترى مستر(هاردر)يمر بها.كان يصيح بكل مايمتلك من قوة..يطلب من الاولادأن يتوقفوا..وببطء..جذبت(هانا)نفسها لتقف على قدميها..كان(هاردر)شديد الغضب فعلا!وقفت منتصبة..ركبتاها يؤلمانها..وقلبها يدق بشدة.. وهي تتابع صاحب محل الايس كريم بنظراتها.فكرت:ألم يكن من الواجب أن يعتذر لي على الصدمة التي أوقعتني أرضا! انحنت على الضوء الصادر من المحل ..لتفحص ركبتيها ..هل أصيبتابجرح؟لا..مجرد خدش صغير.نظفت ملابسها ، ورأت مستر(هاردر) يعود مسرعا إلى محله..كان رجلا قصيرا ..سمينا رأسه مشتعل بالشعر الابيض المجعد..وجهه وردي ..يرتدي مريلة بيضاء تتطايركلما تحرك ..وقبضتاه مضمومتان إلى جواره.. وأسرعت(هانا)تختفي وراء شجرة ضخمة.. بعد ثوان ..وصل إلى سمعها غضب (هاردر)وهو يشكو بصوت مرتفع إلى زوجته:ماالذي حدث لهؤلاء الاولاد؟!اخذوا الايس كريم ولم يدفعوا ثمنه ؟أليس لهم أباء؟ أليس لديهم أحد يعلمهم الصواب والخطأ! ولم تسمع (هانا)إجابة زوجته ..كانت تحاول تهدئته.. تركت (هانا)مستر(هاردر)وصيحاته الغاضبة،وتسللت من وراء الشجرة..أسرعت إلى الاتجاه الذي جرى إليه الاولاد ! كان صوت مستر(هاردر) الغاضب ،مايزال يصل إليها ،فأسرعت تجري هربا. قفز إلى ذهنها شكل (داني)وقد ظهر عليه الرعب وهو يهرب..وصورة(ألان)و(فريد)وراءه،وصوت أحذيتهم وهي تقرع الارض في محاولتهم الفرار .والآن..هاهي تجري،دون أن تعرف لماذا ؟!حتى بعدت عن الميدان .وكانت ركبتها اليسرى تؤلمها ،وهي تعدو وسط الحدائق والمنازل المظلمة.. وتحولت عند الناصية .. توقفت قليلا عندما رأت الاولاد الثلاثة ،يقفون وراء حائط مرتفع يشبه السور.. قالت بصوت هامس:هيه..ياأولاد!ثم أسرعت بالجري في أتجاههم ..وعندما اقتربت ..رأتهم يضجون بالضحك ويستمتعون بأكل الايس كريم! لم يرها أحد منهم فقد كانت تمشي بين ظلال الاشجار في الجانب الاخر من الطريق ..وتسللت لتقترب أكثر ..محتمية بالظلام ..حتى إذا وصلت إلى نقطة في مواجهتهم عبر الطريق..أختفت وراء مجموعة قصيرة منالاشجار المتشابكة! كان (فريد )و(ألان)..يدفعان بعضيهما بمرح.إنهما يحتفلان بانتصارها على صاحب المحل .بينما وقف (داني)وراءهمامعتمدا على السور .يلعق الآيس كريم صامتا.. قال ألان بصوت عال:كانت لدى (هاردر)مناسبة خاصة اليوم..الايس كريم مجانا ! ضحك(فريد)عاليا..وضرب (ألان)على ظهره! تحول(ألان)إلى (داني)وقال:لقد كنت خائفا حقيقة..أليس كذلك..تصورت أن قلبك سيسقط منالخوف! قالت(هانا) لنفسها :إن (داني) يتظاهر بالعنف بقصد أن يكون مثلهما ! قال(داني) وهو يرمي ماتبقى منالايس كريم وراء السور:كان شيئا مثيرا مافعلناه..ولكن علينا أن نكون حريصين..ونبتعد عن التجول هناك لبعض الوقت! صاح (ألان) :لماذا هل سرقنا بنكا..إنها مجرد قطع من الايس كريم! وبدأوا مرة أخرى يتضاحكون ويلعبون بصوت مرتفع! وفكرت (هانا) :لا ..لايااولاد ..أخفضوا أصواتكم ! وازدادت ضحكاتهم وهم يقترحون العودة إلى المحل ..والحصول على المزيد من الايسكريم .. وفجأة غمرت الاضواء الشارع.. استدارت (هانا)..رأت اثنين من كشافات الضوء الابيض الساطع تتجه إلى الاولاد.إنها أضواء سيارة! وفكرت(هانا)..إنها الشرطة!
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: قصة رعب السبت سبتمبر 29, 2007 4:16 pm | |
| الفصل الثاني عشر
توقفت السيارة! ودفعت(هانا)برأسها من وراء الشجيرات. نادى السائق على الأولاد :هيه..ياشباب.. وأخرج السائق رأسه من نافذة السيارة! وأدركت (هانا)أنها ليست سيارة الشرطة..وأطلقت تنهيدة ارتياح.بينما تجمد الأولاد بجوار السور..وعلى ضوء عامود الإنارة..رأت(هانا)السائق..إنه رجل عجوز..ذو شعر أبيض..ويرتدي نظارة! قال(فريد) :إننا لانفعل شيئا..نحن نتحدث مع بعضنا فقط! سألهم الرجل:هل يعرف أحدكم كيف أصل إلى شارع 112؟ ضحك (ألان)و(فريد)..ضحكات الراحة!بينما أستمر (داني) ينظر إلى الرجل خائفا! قال(ألان) :الطريق الرئيسي يوصلك إلى شارع112 ..استمر في طريقك..ثم بعد بنايتين استدر إلى اليمين ! شكرهم الرجل ..وواصل سيره! فجأة قال(ألان)في دهشة:هيه..هل تعرفون أين نحن الآن؟! ومن مخبئها ..تابعت (هانا)نظراتهم إلى نهاية السور..حيث رأت صندوقا خشبيا للبريد،معلقا على سارية،وقد ظهرت رأسا بجعة محفورة فوق الصندوق،بينما جنااها يحتضناه من الجهتين..صاح (ألان)وهو يتجه إلى صندوق البريد: إنه منزل (تشيسني).. ومد يديه..وأمسك جناحي البجعة الخشبية،وقال:هل تصدقون أن هذا صندوق بريد؟ قال (فريد) ساخرا:لقد صنعها (تشيسني)بنفسه..إنه فنان؟ها! أضاف (آلان) في احتقار:وهذا مصدر سعادته وفخره! وجذب باب الصندوق..كان خاليا! قال(داني)محاولا أن يبدو عنيفا مثلهما:ومن الذي سيرسل إليه خطابا؟! وقف (فريد)وراء(داني)،وبدأيدفعه تجاه الصندوق وهو يقول:خطرت لي فكرة!!اعترض (داني)ولكن (فريد)دفعه إلى الصندوق قائلا:دعنا نرى مقدار قوتك؟ تساءلت (هانا) :ماذا سيفعلون هذه المرة! وسمعت (ألان)يأمر(داني) :هات صندوق البريد! نريد أن نرى شجاعتك..لقد أخبرتنا أنك لا تخاف من أي شئ!إننا نتحداك! تردد(داني) :حسنا..إنني.. عاود(هانا)هذا الشعور بالخوف والتوجس وراحت تراقب (داني)وهو يقترب من صندوق البريد الذي صنعه (تشيسني)بيده..وتوقعت حدوث شئ رهيب..قالت لنفسها:يجب أن أوقفهم..تنفست بعمق.وخطت خطوة إلى خارج الاشجار ..وفي اللحظة التي استعدت فيها للنداء عليهم..تحول كل شئ إلى سسواد.. صرخت بصوت عال:هيه.. ماذا حدث؟ كان أول ماخطر على بالها.أن نور عامود الإضاءة قد انطفأ.. ولكنها شاهدت دائرتي الجمر الحمراوين ،تلمعان أمامها عيون اللهب يحوطها الظلام.. الظل الغامض يرتفع أمامها ويكاد يصل أن يصل إليها.. حاولت أن تصرخ..لكن الظلام التام كتم صوتها! حاولت أن تجري..لكنه أغلق الطريق أمامها .. وتركزت العينان الحمراوان عليها،وهما تقتربان منها ..وعندئذ،أدركت(هانا)أنها وقعت في قبضة الظل الغامض!!
| |
|
| |
حمادة الشاعري
| موضوع: رد: قصة رعب السبت سبتمبر 29, 2007 4:17 pm | |
| يهمس : (ها...نا)...(ها...نا) وهو يقترب منها،لدرجة أنها تشم رائحة سخونة أنفاسه،أخذ همسه .يشبه صوت تساقط ورق الشجر الذابل: (هانا)..(هانا) كانت عيناه كقطعتي ياقوت تشتعلان بالنار ،حين شعرت بظله الاسود يلفها بقوة. توسلت إليه:من فضلك. ولاحقها الهمس: (هانا) عاد الضوء..فتحت عينيها ثم أغمضتهما..وحاولت أن تتنفس.. مازالت الرائحة تملأ رئتيها..لكن الطريق يلمع بالضوء الآن.. وغمرتها أضواء سيارة عابرة.. عندئذ اختفى الظل الغامض ،لقد تلاشى عندما أضاءت السيارة المكان .. ولكن ..هل سيعود؟! عندما مرت السيارة..جلست(هانا)وراء الشجيرات..تحاول استرداد أنفاسها..وعندما رفعت رأسها لتبصر المكان..كان الاولاد مازالوا متجمعين أمام سور مستر(تشيسني)! قال(داني) :هيا بنا من هنا! وقف (ألان)أمامه ليمنعه من الانصراف قائلا:مستحيل..ليس الآن..هل نسيت التحدي؟! ودفع (فريد)(داني) إلى الصندوق!وقال:أتحداك أن تحضره..لقد قلت أنك لا ترفض التحدي أبدا..هل تذكر؟ ضحك (ألان)وقال:عندما يخرج (تشيسني) غدا سيتصورأن بجعته قد طارت! اعترض (داني) :انتظرا ..إنها فكرة سيئة! أصر (ألان) :لا..إنها فكرة رائعة..(تشيسني)رجل كريه..مكروه من كل الناس! هيا..هيا..احضر الصندوق! ضحك (فريد)وقال:إنه جبان..كتكوت.. صرخ(داني)بغضب:إنني لست كتكوتا! (ألان) :حسنا.. اثبت ذلك! وجذب يدي(داني)ودفعهما إلى جناحي البجعة! همست(هانا)لنفسها:لاتفعل ذلك يا(داني)..أرجوك..لاتفعل! وعلى ضوء عمود الإنارة..رأت (هانا)(داني)وهويقفز ويمسك بالجناحين. وزمجر بصوت عال..وهو يجذب..ويجذب!لكن البجعة لاتتحرك! أمسكها من أسفل الصندوق..وأخذ يجذب مرة أخرى! قال لصديقيه:إنها ملتصقة جدا..لاأعرف إذا كنت قادرا على خلعها أم لا! شجعه(ألان) :حاول مرة أخرى! وضع (فريد) يديه على يدي (داني)وقال:سنساعدك! وقال(ألان)مشجعا هيا نجذب جميعا.. وصاح صوت خشن..غاضب:لن أفعل ذلك لو كنت مكانكم! نظروا خلفهم.. كان مستر(تشيسني) يحملق فيهم وهو يقف عند بداية الممر ..وقد عقد جبينه على نظرة غضب وحشية! | |
|
| |
| قصة رعب | |
|