فهز بوارو رأسه,واستمر الشاب يقول :لقد وعدتني بقضاء لحظة ممتعة أخرى عندما
تحضر مع سيدتها في المرة القادمة بعد أسبوعين ,ولكنها لم تحضر إلى مكاننا الموعود
وانتظرتها طويلاً بغير جدوى ,وعندما يئست تجرأت وذهبت إلى النادي وسألت عنها, فقيل لي إن الراقصة الروسية قد حضرت ومعها خادمتها وبعد قليل جاءتني خادة دميمة الخلق بدينة الجسم وقالت إن أسمها ماري أما الوصيفه السابقه
فقد طردت .وكدت أصعق وأسقط في يدي , فماتت الكلمات على شفتي وعدت أدراجي
ولاكني تشجعت وعدت ثانية أسأل ماري عن عنوان نيتا ووعدتها بمكافأه سخيه, فعادت بعد قليل تخبرني أنها في شمال لندن,فأرسلت إليها خطاباًرده إلي مكتب البريد بعد بضعة أيام
ثم أردفته بأخر فكان حضة مثل حض الأول .
ثم صمت لحظة ونظر إلى بوارو بعينيه الغائرتين وقال:أظن أنه يتبين لك مما ذكرت أن مسألتي لا تصلح للعرض على
الشرطة, وأنا مستعد أن أدفع لك عشر جنيهات إذا استطعت الحصول على فتاتي.
قال بوارو :لا ضرورة لأن نتناول الناحية المالية الأن, ولاكن أريد أن أسألك سؤال واحداً:هل هذه الفتاة المدعوة نينا تعرف اسمك وعملك؟
-نعم ياسيدي
-هل في إمكانها الاتصال بك إذا أرادت؟
-نعم
-هل تظن أنها ربما..
فقاطعه تيد قائلاً:أظنك تعني ياسيدي أنها لاتحبني كما أحببتها ؟ربما.فقد فكرت في هذا طويلاًوأنا واثق أنها كانت تميل لي .لابد أن يكون هناك شيء شغلها فقد كانت تعيش في بيئة سيئة ولعلها تورطت في بعض المتاعب هل تفهم ما أعني؟
_لعلك تريد أن تقول إنها ستضع طفلاً عما قريب هل هو منك؟
-كلا ياسيدي ,فلم تكن بيننا علاقة أثمة.
نظرإليه بوارو طويلاً وقال:إذا كان ما تظنه حقيقة,فهل لا تزال راغباً في العثور عليها؟
احمر وجه تيد وقال :نعم,وأريد أن أتزوجها إذا شاءت
ولا يعنيني ما تكابده الأن.أرجوك ياسيدي أن تجدها لي وحسب
فابتسم بوارو وقال لنفسه:شعر كأجنحة ذهبية ...سيكون الكشف عن هذه المسألة من المعجزات
الفصل لثاني:
نظر بوارو في ورقة مكتوب فيها عنوان الأنسة نيتا فاليتا
((17وينفرولين,رقم15))وهولا يدري إذا كان العنوان الذي قدمه إليه تيد سيهديه إلى ضالته. ذهب إلى المنزل رقم15
المذكور ففتحت له الباب امرأة بدينة فسألها:الأنسة فاليتا؟
-لقد تركت هذه الدار منذ عهد طويل
فتقدم بوارو خطوة إلى داخل المنزل وقال :هل يمكنك أن تعطيني عنوانها؟
-لا,فهي لم تتركه لنا
-متى رحلت عن هذه الدار ؟
-في الصيف الماضي.
-هل يمكنك أن تخبريني بالتحديد؟
وهنا سمع رنين نقود في يد بوارو ,فسال لعاب المرأة واختفى عبوسها ثم قالت:أوأكد لك ياسيدي أنني أريد مساعدتك . ربما كان ذالك في شهر أغسطس . أعتقد أنه قبل هذا التاريخ ,نعم في شهر يوليو ,فقد رحلت مسرعة في الأسبوع الأول من يوليو,رحلت إلى إيطاليا على ما أظن.
-إذن هي إيطالية؟
-نعم ياسيدي
-وكانت في وقت ما وصيفة لراقصة روسية؟
-هذا صحيح.إنها مدام ساموشينكا , وكانت ترقص في ملهى تيسبيان , وقد غزت قلوب رواد الملهى.
فقال بوارو:هل تعرفين لماذا تركتها الأنسة فاليتا ؟
فترددت المرأة قليلاًثم قالت:لا أعرف ,لعلها قد طردت ربما حدث بينها وبين سيدتها شيء لم تفصح فاليتا عنه.
ولاكنها كانت شديدة الغضب ولعلها لم تدع الأمور تمضي بسلام, فهي بطبيعتها الإيطالية الحادة وعينيها السوداون لا تحجم إذاغضبت من أن تطعن خصمها بسكين, ولهذا لم أكن أعارضها عندما تثور
-هل تجزمين بأنك لا تعرفين عنوانها الحالي ؟
ورنت النقود في يده ثانية,فتشجعت وردت:أشعر برغبة في مساعدتك ,ولاكنها رحلت على جناح السرعة .وهناك قال بوارا في نفسه:نعم هناك
الفصل الثالث:
كان امبروز فاندل منهمكاً في عمل التصميمات اللازمة لحفلة الرقص المقبلة عندما التفت إلى بوارو وقال له :ساندرفيلد؟
جورج ساندرفيلد,ذلك الثري المعروف .إنه رجل سيء السمعة وله علاقة مع الراقصة كاترينا ساموشينكا .هل رأيتها؟إنها فاتنة جداً
-هل توجد علاقة بين هذه الراقصة وساندرفيلد؟
-نعم فقد اعتاد أن تقضي معه عطلة الأسبوع في قصره القائم على ضفة النهر حيث يقيم حفلات ضخمة
-هل يمكنك أن تعرفني بالأنسة ساموشينكا؟
-أنا أسف ,فقد رحلت إلى باريس فجأة إذأشيع عنهاأنعا جاسوسة روسية,ولكنني لم أصدق ذلك لأنها تبغض الشيوعيين
وتدعي أنها من اروس البيض وابنة أحد أمرائهم
يتبع