منتدي الشاعري الثقافي والأدبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الأسطوره

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حمادة الشاعري
المدير العام
المدير العام
حمادة الشاعري


ذكر عدد الرسائل : 1519
العمل/الترفيه : حبيب لكل حبيب
المزاج : كل يوم وحاله
تاريخ التسجيل : 07/09/2007

الأسطوره Empty
مُساهمةموضوع: الأسطوره   الأسطوره Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 25, 2007 12:23 pm

العرافة والعفريت والراعي
كان الحفل راقصا بهيجا كان شبان القرية وفتيانها مجتمعين كعادتهم في حديقة الحانة الواسعة يغنون ويمرحون فترتفع أصوات غنائهم معانقة أنغام الموسيقى لتشق سكون الليل المظلم وتملآ المكان بالحياة وقد أخذوا يلتفون في حلقات متشابكي الأيدي يقرعون بأقدمهم أرض الحديقة المكسوة بألواح الخشب فيرتفع رنينها في انتظام وانسجام تتراقص معه القلوب.
وكان بين الحاضرين سيدة عجوز تجلس في ركن منزو بعيد تعبث بأناملها وتقول بصوت ضعيف واهن: ( من يراقصني أريد أن أرقص حتى مع الشيطان! )
ولم يكن أحد من الحاضرين يشعر بوجود هذه العجوز حتى سمعت إحدى الصبايا همسا فأطلقت ضحكة عالية صاخبة وصاحت بسخرية : (أنظروا إلى هذه العجوز أنها تريد أن ترقص!)...
فضحك الحاضرون في سخرية من مطلبها الغريب ولكنهم سرعان ما انصرفوا مرة أخرى إلى الرقص والغناء.
وبينما كان الجميع منهمكين في اللهو والمرح ظهر فجأة من بين الأشجار الكثيفة رجل طويل القامة أسود اللون على رأسه قبعة خضراء ترتفع من قمتها ريشة طويلة ويرتدى بذلة سوداء ضيقة جدا كأنها حيكت بهذه الطريقة لتبرز طوله الفارع وتقدم بخطا وئيدة ثابتة وسط الحاضرين وهو يردد : (أين الاميرة الجميلة ؟ أين جميلة الجميلات؟ ) حتى وصل الى مكان الساحرة العجوز فانحنى أمامها بكل رقة ودماثة .. وقال : ( هل تسمحين ياسيدتي الرقيقة بهذه الرقصة ؟ فرحت العجوز بشدة وقفزت من مقعدها بنشاط وحيوية وتعلقت بذراعى الغريب وأخذا يرقصان معا بحماس وحرارة.
وكان هذا الغريب يبدو فرحا سعيدا بالعجوز الغانية التى كانت تقوم بحركات لا تقدر عليها فتاة في العشرين ..
ومرت ساعات والغريب والعجوز يزدادان نشاطا وحيوية ولم تبد على أي منهما أية علامة ملل أو تعب بسيط .
وكلما تعب العازفون وتوقفوا عن العزف ألقى عليهم الغريب قطع النقود الذهبية ليواصلوا العزف وكان جميع الحضور مشدوهين مما يرونه من أمر الزائر الغريب والساحرة العجوز.
وعند منصف الليل واقتراب نهاية الحفل اتجه الغريب والساحرة العجوز نحو الغابة بعيدا عن العيون ولما حانت لحظة الوداع.
قالت الساحرة العجوز للغريب : (خذني معك أريد أن أصحبك الى منزلك)
قال الغريب : ( ان منزلي بعيدا جدا والطريق اليه طويل وشاق).
قالت العجوز: ( لا تخشى على بأسا أريد أن أرى المكان الذي تعيش فيه ).
نظر الغريب وارتسمت على وجهه ابتسامة صفراء كأنه يعطيها انذارا.
وقال : ( ارجعي ولا تزجي بنفسك في المتاعب )
فردت عليه قائلة : (أنا مصرة على الذهاب معك )
فقال لها الغريب : (أذن تعلقي بعنقي جيدا).
أسرعت العجوز وقفزت إلى كتفيه ولفت ذراعيها حول عنقه وتشبثت به بقوة
ثم تمتم الغريب بكلمات غير مفهومة فأبرقت السماء ودوى الرعد بشدة وضرب الغريب الأرض بقدمه اليسرى ثلاث مرات فانشقت الأرض فجأة وابتلعت الغريب والعجوز.....
يتبع

--------------------------------------------------------------------------------


عدل سابقا من قبل في الثلاثاء سبتمبر 25, 2007 12:25 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsha3r.mam9.com
حمادة الشاعري
المدير العام
المدير العام
حمادة الشاعري


ذكر عدد الرسائل : 1519
العمل/الترفيه : حبيب لكل حبيب
المزاج : كل يوم وحاله
تاريخ التسجيل : 07/09/2007

الأسطوره Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأسطوره   الأسطوره Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 25, 2007 12:24 pm

لم يكن الغريب زائرا عاديا ولكنه أحد شياطين الجحيم هبط الشيطان بالساحرة إلى احد بقاع الجحيم ليجعلها أضحوكة إخوانه الشياطين.
وعندما استقر العفريت بالساحرة في أغوار الجحيم السحيقة صرخ بأعلى صوته :
-ـ أخواتي الشياطين لقد جئتكم بهدية. ها هي ذي الساحرة العجوز.
ثم مد العفريت يده إلى العجوز التي تسمرت حول عنقه وكأنها صارت جزءا منه وحاول أن يخلص عنقه من قبضة ذراعيها ولكنه لاقى عناء شديدا ان العجوز تعلقت به تعلقها بالحياة وأخذ العفريت يتملص ويتلوى وانتفخت أوداجه ونفرت عروقه ولكنه كان عبثا يحاول الهرب من كارثة حلت به وعلى ما يبدو أنها لن تفارقه.
طلب العفريت مساعدة إخوانه الشياطين لكنهم آثروا الاستمتاع بمشاهدة هذا الصراع الممتع بينه وبين الساحرة العجوز كما أنهم كانوا يخافون من أن تترك أخاهم وتتعلق بأي منهم.
أخذ العفريت يتمرغ بها في أشد بقاع الجحيم حرارة ولكن العجوز أبت أن تفك حصارها عن عنقه فأخذ يطوف بها أرجاء الجحيم لكن هذا-أيضا- لم يفلح معها ظل العفريت على هذا الحال بضعة أيام حتى أنهدت قواه وأصبح أضحوكة يتندر بها الشياطين في كل أرجاء الجحيم.
وأخيرا قرر أن يلجأ إلى كبير الشياطين فقد يدله على حيلة يتخلق بها من هذا البلاء فلما قدم إلى كبيرهم وشرح له مأساته قال له :
لن تستطيع الخلاص منها إلا إذا أعدتها من حيث أتيت بها.
خرج العفريت من جحر كبير الشياطين وهو يلعن حظه العاثر الذي أوقعه في هذه العجوز اللعينة ثم اتجه صوب الأرض عبر ممر الجحيم وظل يقطع الطريق أياما وليالي حتى وصل إلى الأرض في مكان من البادية وكان الإعياء قد بلغ غايته وسرى التعب في كل أوصاله ثم التقى أثناء سيره براع تبدو عليه سيماه الذكاء والهدوء وسرعان ما دخل معه في حديث طويل ليخفف متاعب الرحلة الشاقة . وكان الإعياء باديا على العفريت فقال له الراعي:
-ـ انك تبدو متعبا جدا.
-ـ نعم, لقد كانت رحلتي شاقة للغاية.
-ـ ألا يزال الطريق أمامكما طويلا؟
-ـ بلى, لا يزال أمامي سفر طويل.
-ـ ولم تحمل زوجتك هكذا؟ لماذا لا تدعها تسير بجانبك حتى تستريح؟
غضب العفريت بشدة وقال:
-ـ هذه تقاليدنا في السفر والتنقل. كما أننا نجلس لنستريح بين الحين والأخر كلما شعرت بأني غير قادر على المواصلة.
ثم استمرا في السير حتى شعر العفريت بأنه لا يستطيع أن يرفع قدمه عن الأرض وأحس بالضعف والهوان صعب عليه نفسه فانفجر فجأة في البكاء وترقرقت الدموع الحارة على خديه واعترف للراعي بما حل به وكيف ضاعت هيبته بين الشياطين بسبب هذه المصيبة المتعلقة بكاهله فقال له الراعي:
-ـ سوف أساعدك .
لم يصدق العفريت ما سمعه وقال :
-ـ حقا هل تستطيع مساعدتي؟
فأجاب الراعي:
-ـ نعم. اترك لي هذا الحمل وتول أنت أمر الغنم.
وقرب رأسه من كتف العفريت وأخذ يد العجوز ولفها حول عنقه فلم تعبأ العجوز بذلك وانتقلت من فوق كاهل العفريت إلى ظهر الراعي الشاب.
وأخذ العفريت عصا الراعي وهو لا يكاد يصدق أنه تخلص من الساحرة كان العفريت يسوق الغنم أمامه ومن خلفه الشاب وفوق كتفه الساحرة .
يتبع....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsha3r.mam9.com
حمادة الشاعري
المدير العام
المدير العام
حمادة الشاعري


ذكر عدد الرسائل : 1519
العمل/الترفيه : حبيب لكل حبيب
المزاج : كل يوم وحاله
تاريخ التسجيل : 07/09/2007

الأسطوره Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأسطوره   الأسطوره Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 25, 2007 12:24 pm

وبعد قليل تلفت العفريت حوله فلم يجد الراعي ولكنه سرعان ما أقبل عليه من بعيد بدون العجوز فاندهش العفريت لما يراه.
وسأل الراعي: أين الساحرة؟
فقال : إنها في اليم.
لقد ألقيت عباءتي في مياه البحيرة ومعها الساحرة العجوز وانتظرت حتى طفت العباءة فوق سطح الماء فالتقطتها بسرعة وعدت إليك فقال العفريت: لقد قدمت لي صنيعا لا ينسى وسوف أرد إليك جميلك هذا بصنيع مثله سوف أجعلك أسعد أهل هذه البلاد.
سوف أسكن جسد الأميرة الحسناء ابنة ملك براغ ولن أتركها حتى تأتي وتأخذ الجائزة الكبيرة التي سوف ينذرها الملك لمن يستطيع شفاء ابنته فاتبعني إلى براغ.
وكان العفريت قد استرد قواه فنشر جناحين كبيرين وانطلق بهما في السماء واختفى كالبرق الخاطف.
ولما وصل الراعي إلى أبواب المدينة وجد الناس يتحاكون بأمر غريب أصاب أميرة البلاد . وكل منهم يتمنى لو كان يستطيع شفاءها فينال عرش نصف المملكة ويتزوج الأميرة الحسناء عندما سمع الراعي هذه ا الأنباء توجه على الفور قاصدا قصر الملك.
ولما وصل-ــ وكان مظهره مزريا جدا -ـ حذره الحرس والخدام من المصير الذي ينتظره إذا لم يتمكن من شفاء الأميرة ثم ساقوه إلى الملك وبمجرد أن تخطى أعتاب القصر رأى رجلين مصلوبين يضربان بالسياط ويصرخان من شدة الألم.
فسأل السبب فقيل له إنهما رجلان ادعيا قدرتهما على شفاء الأميرة ثم فشلا فأمر الملك بتعذيبهما بهذه الطريقة.
ولكن الراعي لم يبال بذالك واتجه مع الحراس إلى قاعة الملك ولما قابل الملك أكد له انه يستطيع أن يشفى الأميرة من علتها ولكنه طلب منه أن يقف هو ومن معه ليراقبوا عن بعد بينما اقترب هو من الأميرة ثم همس في أذنها مذكرا العفريت بما كان بينهما فرد العفريت : أجل سوف أنصرف ألان ولكن اسمع : هذا هو مقابل ماصنعته معي وبعد ألان ليس لك عندي شيء .
ثم دوت صرخة عالية في القاعة وانطلق ضوء خاطف غبر النافذة الزجاجية وانتفضت الأميرة ثم حركت رأسها وفتحت عينيها وقامت مبتسمة تتلفت من حولها كأنها كانت في غيبوبة طويلة وأفاقت منها أسرع الملك نحو ابنته واحتضنها بقوة والتف جميع الحاضرين حول الأميرة والملك مباركين ومهنئين وكانت فرحة الملك غامرة فقرر على الفور أن يزوج ابنته من الراعي وأن يمنحه نصف مملكته.
وعاش الملك الجديد وزوجته عدة شهور في سعادة وهناء.
ولكن حكاية العفريت لم تنته عند هذا الحد فقد أصيب العفريت بعشق الأميرات وأصبح لا يقدر على فراقهن فدخل جسد أميرة المملكة المجاورة لمملكة الراعي وتدفقت الرسل إلى الملك الراعي يطلبون مساعدته في شفاء أميرتهم لكن الراعي تذكر كلام العفريت وتحذيره له بأن هذه آخر مرة يفعل هذا من أجله فرفض طلبهم ولكن الملك أرسل إليه إنذارا شديد بإعلان الحرب عليه إذا لم يأت لمعالجة الأميرة وأقسم ألا يضع لهذه الحرب حدا حتى يقطع رأس الملك الراعي.
أدار الملك الراعي الأمر في رأسه ثم امتطى صهوة جوداه واتجه إلى المملكة المجاورة فلما وصل إلى القصر الملكي استقبله الملك واصطحبه إلى حجرة الأميرة وبمجرد أن دخل بقدميه الحجرة ورأى الأميرة صاح العفريت من داخلها وقال : ((أتتحداني أيها الراعي؟ هل هذا جزاء ما فعلته من أجلك؟ ولكن افعل ماشئت فلن اخرج من جسد الأميرة وسوف يفتضح أمرك في النهاية))
ولكن الأمير تقدم بمنتهى الهدوء وبكل ثقة من الأميرة ثم مال وهمس في أذنها بصوت خافت : ((أنا لا أريد منك شيئا ابقي إذا شئت كما أنت ولكنى علمت أن الساحرة العجوز لم تغرق وأنها تبحث عنك وهى ألان في طريقها إلى هنا ))وقبل أن يتم الأميرة كلامه انطلق العفريت كالسهم عبر ستائر الشرفة فمزقها وأفاقت الأميرة وسط دهشة واستغراب الجميع ويقال: إن هذه المنطقة من العالم لم تشهد منذ ذالك الحين حالة واحدة من هذا النوع .
وتيمنا بذلك أمر الملك الراعي برسم قرنين حمراوين وصورة امرأة عجوز على علم مملكته.
اتمنى تكون اعجبتكم وبنهايه القصه اقولكم الى القاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsha3r.mam9.com
 
الأسطوره
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي الشاعري الثقافي والأدبي :: القسم الثقافي :: منتدي القصص والروايات-
انتقل الى: