بوسي
عـــضو شرف
عدد الرسائل : 348 العمل/الترفيه : مستشار الشاعري تاريخ التسجيل : 08/09/2007
| موضوع: بــلا ذكـــــرى الثلاثاء ديسمبر 25, 2007 10:39 am | |
| <HR style="COLOR: #a3d3ff" SIZE=1>
حين اكتمل قمر السماء وأصبح بدراً, بدأت الروح بالتجوال في الليل والذي بدا فيها اكثر وحشة ومواجهة للحقيقة,
لتعبث بين هنا وهناك ومن خارج وعاء الجسد حتى تدرك حقيقة هذا النزف الذي لم يجف شريانه..
ضوء الليل سلط مخارزه على جراح كان نزفها مستترا قبل ان يكتمل قمر المدينة ويتكور, وقروحها مضمدة بشحتار
الغدر السميك,,
كانت المكان اعتاد السماء بلا نجوم بلا قمر..
والسماء استبدلت ثوبها بأقمار صناعية قادرة ان تسرق من الليل اسراره وتنافس الشمس في النهار,
تأتي وجوه وترحل وجوه, وتتعانق اخبارهم صورا في مخيلتي..
وتأسرنا الغربة مصحوبة بقشعريرات باردة , فأنهض من مكاني كأنني احمل صخرا وأبحث عن اطراف النور لألوذ به
وأتدفأ, كانت العتمة تزداد عتمة حين تذوب الشموع وتذوي ظلال مرتجفة كان اللهب يعكسها على جدران الحزن..
ولا مفر من الجحيم.. ولا ندرك ان هذه القشعريرات التي تلفح اجسادنا من الداخل بقرصات موجعة على مدى السنين إنما
هي متأتية من كسور أصابته رخصاً ولم تتلاحم, ولم تتخاوَ ..
في كل محطة تقف عندها الغربة كان سعي لولادة جديدة لطفولة جديرة بأن تعيش طفولتها دونما جروح وآلام,
ممحاة الانسان هي في يد الله وحده حتى يظل الانسان مطارداً من ذاكرته ملاحقاً بهواجسه, حين كان الماضي يمعن في
ايماض المشهد المدفون في قعر صدري, كنت اتضرع الى الله لكي يعيرني ممحاته ويقيني ان بالنسيان سأتفوق عليه
واتجاوز عثراتي, بيد أن ما حدث كان ملازماً مناماتي, صحواتي , يقتحم فكري فيسربل خطاه..
وحتى تنبهت ذات يوم الى القلم يحملق فيٍ ويدلني الى الكتابة سبيلا وحيداً الى مواجهة ما جرى بعين جلية وقلب جرئ,
فأعود إلى الـ(هناك) كمغتربة جاءت تستدل إلى أمكنة كانت أليفة في ذاكرتها العتيقة, متحررة من الخوف المتكمش بها.
بالحبر القاني تسلمت زمام امري, اعصر الجرح عصرا لأجني قطرات الوجع أغمس فيها كلماتي.
يوماً بعد يوم والأوراق البيضاء تمتص النزف المتغلغل فيٍ , وصارت الكتابة تعزم الألم المستبد في ضلوعي.
أمام الورقة الفارغة والمجهول الذي تتحداني به, كنت أردد ما حفظته من قول لفيلسوف قديم: (أعظم مافي الوجود أن
ندرك قيمة ذاتنا)..
صرت سطراً تلو آخر كمن يبحث عن طفل أضاعه سهواً أو عمداً ليريح الثقل الملقى على كتفيه, وبهذا الندم الجارح دخلت
عالم الكتابة لأرمم ذاكرتي الساقطة حطاماً, لأنبش الأسرار الخفية واللوحات المزخرفة بدم الاحساس الميت.
كان علي أن أتذكر, انطلاق من اللحظة التي تجمد في نزفي بين شقوق قلبي..
قبلها لم تكن لدي ذاكرة.
الأطفال, كالسنابل الخضراء لا ماضي لها تتذكره.
كينداااااااااااااااااااا | |
|
الشاعر عضو فعال
عدد الرسائل : 57 العمر : 37 تاريخ التسجيل : 23/09/2007
| موضوع: رد: بــلا ذكـــــرى الأربعاء ديسمبر 26, 2007 7:21 am | |
| شكرااا ياعسولة على مااتيتى به من فكر راقي وكلمات قيمه جدا جدا | |
|