السعادة .. والنقود

كان اختراع النقود مأساة إنسانية بالغة‏,‏ فمنذ ذلك التاريخ البعيد المشئوم انقسم الناس إلي

أغنياء وفقراء‏,‏ وعرف الشقاء طريقه إلي الاثنين معا‏.‏

الأغنياء لأنهم يريدون أكثر

والفقراء لأنهم لا يجدون أكثر

وقديما في عصر الكهوف حين كان الإنسان البدائي يعيش في المغارات والكهوف كان يخرج إذا حانت

ساعة الغذاء بحثا عن فريسة‏,‏ وكان الثور يخرج في الساعة نفسها بحثا عن غذاء‏,‏ وكان أحدهما

يعود إلي الكهف ومعه طعام الغذاء‏.‏

لم تكن هناك مشكلة‏..‏ ظلت الدنيا محددة وواضحة طوال العصر البدائي‏,‏ وطوال زمن المقايضة‏,‏

حتي ظهرت النقود وبدأت المشكلات‏.‏

في البداية كانت النقود من معدنين هما الذهب والفضة‏,‏ ونجح معدن الذهب في الكشف عن

معادن الناس وتعرية نفوسهم‏,‏ وكان نجاحه ساحقا في ذلك‏,‏ وجاء في الترتيب بعده معدن الفضة‏,‏

ومازال هذا الترتيب معمولا به في قلوب الناس وإن بطل العمل به في البنوك‏.‏

والنقود كلمة تبدو بسيطة‏,‏ ولكنها في حقيقة الأمر معقدة وتؤثر في كل شيء في حياة الإنسان‏,‏

بما في ذلك من مرح وكآبة‏.‏

وقد حاول سقراط في كثير من محاوراته أن يقول لتلاميذه‏:‏

إن الفرح شيء‏,‏ والسعادة شيء آخر‏,‏

ويمكن للنقود أن تصنع الفرح‏,‏

ولكنها لا تستطيع صنع السعادة‏,‏

وكانت فلسفته في هذا المجال .

تقاطع من زوجته التي كانت تدلق عليه جردل الماء وهي تسخر من خيبته في تحصيل النقود‏.‏

والنقود لا تميل إلي الفلاسفة والحكماء‏,‏

ومن هنا لم يكسب سقراط وأرسطو وأفلاطون وسائر العقول الجبارة في حياتهم ما يكفيهم لحياة

كريمة‏,‏ وعلي حين حصل سقراط من فلسفته علي الخبز الجاف‏..‏ حصل من نشر فلسفته بعد ذلك

علي آلاف الجنيهات‏.‏

ويكفي لبيان أهمية النقود أن نقول إن ثلاثة أرباع الجرائم التي ترتكب علي سطح كوكبنا الأرضي

سببها النقود‏.‏

مختاره مما قرأت

تحياتي

شكرا حماده وفعلا كلام مظيوط ومرتب ومقنع وينطبق على كل العصور

شكر ياشاعر كلمات قيمه لكن تختلف من شخص لاخر