منتدي الشاعري الثقافي والأدبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 من روايات أحلام عاصفة الصمت

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
حمادة الشاعري
المدير العام
المدير العام
حمادة الشاعري


ذكر عدد الرسائل : 1519
العمل/الترفيه : حبيب لكل حبيب
المزاج : كل يوم وحاله
تاريخ التسجيل : 07/09/2007

من روايات أحلام عاصفة الصمت - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت   من روايات أحلام عاصفة الصمت - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 24, 2007 2:16 pm

فأكملت عنه بمرارة :" علي إن أفعل ما تأمرني أنت به "

فلم يرد أندريس بأي كلمة
إذا كانت هذه عينه مما ستكون عليه الأسابيع القليلة القادمة ،
فهي لا تعرف كيف ستعيشها ،
و مع ،ذلك سيكون هنالك فائدة واحده على الأقل لعدائها الواضح لبعضهما البعض ،
وهي إن لا أحد من اللذين سيراهما معاً سيدهش عندما يقرران فسخ ( الخطوبة )

و بعد إن ركبا السيارة ، قال أندريس :
" ستقلع طائرتنا عند الساعة التاسعة من صباح الغد ، لذا عليك مغادرة الشقة باكراً "

فسألته على الفور بلهجة حذرة :" الشقة ؟ "

- نعم ، لدي شقة في لندن ، سنبيت فيها الليلة ، و عصر هذا اليوم سنقوم بالتسوق .
- التسوق..؟

- نعم ، التسوق ، أنت بحاجة إلى خاتم الخطبة ، و ..
و سكت وهو يلقي عليها نظرة شاملة ، وفاحصة و غير راضية مما جعلها توشك إن تطلب منه إيقاف السيارة حالاً .
آه ، ما أجمل إن تخبره بأنها غيرت رأيها ،
و إن لا شيء يجبرها على الخضوع لإبتزازه لها لكنها تعلم إنها لن تستطيع ذلك .

- أنت بحاجة إلى ملابس أفضل .
إذا كنت تقصد ملابس الإجازات ، فهي في حقيبتي ، و ..

فأسكتها متجهماً :" لا ـ إنا لا أعني ملابس الإجازات .
إنا رجل شديد الثراء يا ساسكيا ، لست بحاجة إلى إخبارك بذلك .
و جدي هو بليونير ، وأمي وشقيقاتي اعتدن شراء ملابسهن من أرقى دور الأزياء في العالم ،
رغم إنهن لا يعتبرن من المتأنقات فوق العادة أو المدمنات على التسوق .
و طبيعي ، بصفتك خطيبتي .."

أخذت ساسكيا نفساً عميقاً غاضباً ثم قاطعته بلهجة خطيرة :
" إذا كنت تظنني سأسمح لك بشراء ملابسي .."

- و لم لا؟ ألم تكوني مستعدة للسماح لي بشراء جسدك ؟
إنا أو أي رجل مستعد لدفع الثمن ؟

فصاحت مستنكرة و قد شهقت مذهولة من وقاحته :
" لا ، هذا غير صحيح ".

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsha3r.mam9.com
حمادة الشاعري
المدير العام
المدير العام
حمادة الشاعري


ذكر عدد الرسائل : 1519
العمل/الترفيه : حبيب لكل حبيب
المزاج : كل يوم وحاله
تاريخ التسجيل : 07/09/2007

من روايات أحلام عاصفة الصمت - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت   من روايات أحلام عاصفة الصمت - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 24, 2007 2:17 pm

فأجاب ساخراً : حسنا ً جداً .
و لكن وفري هذه الانطباعات الخاصة لأسرتي ..
لا تنسي إنني أعلم بالضبط من تكونين ،
و فكري في الملابس التي سأشتريها لك على إنها علاوة معاش "

ثم منحها ابتسامة باهته غير رقيقة ، و قال :
" على كل حال ، علي إن أضيف إنني أريد مراجعة كل ما ترتدين شرائه ،
فالصورة التي أريد تقديمك بها إلى أسرتي بصفتك خطيبتي ، هي الأناقة و حسن الذوق ."

- ماذا تريد إن تقول ؟
إنك إذا تركتني و شأني قد أختار ملابس تناسب أكثر اللاتي ..؟

قالت ذلك بغضب لكنها سكتت ، عاجزة عن تلفظ تلك الكلمات التي تحترق في أفكارها .

و تملكها الذهول و الإرتباك عندما أجاب ببرود
" يبدو إنك غير معتادة على شراء الملابس الغالية الثمن و إنا لا أريد إطلاق العنان لك في توفير أحمق لا ضرورة منه مما يبطل الغرض من العملية كلها و بصراحة ، و خوفاً من سوء فهمك لكلامي ،
فإنا لا أريدك إن تشتري ملابس تناسب شابة ذات راتب متواضع أكثر مما تناسب خطيبة رجل ثري " .

و للمرة الأولى ، لم تستطع ساسكيا التفكير في الرد عليه .
لكنها في داخلها كانت تغلي غضباً و خزياً ،
فهي لا تستطيع منع أندريس من المضي في خطته ،
إلا إنها صممت على الإحتفاظ في ذاكرتها بكل ما ينفقه عليها حتى تتمكن في النهاية من إعادة المال إليه حتى و لو إضطرت إلى خسارة كل المبلغ الصغير الذي و فرته بعناية حتى الآن .
و عندما لم يتلق جواباً منها قال :

" لا مزيد من الإعتراض ؟
فإنا مصمم ، يا ساسكيا على بلوغ ما أريد حتى لو إقتضى الأمر إن ألبسك الأثواب و أخلعها عنك بنفسي ،
ثم إياك و الخطأ ، فعندما نصل جزيرة "أفرديت" ستصلين بصفتك خطيبتي "

عندما وصلا إلى الطريق العام ،
قررت ساسكيا إنه من الحماقة المناقشة مع أندريس في طريق السيارات المزدحم هذا ،
ومضت نصف ساعة قبل إن تدرك إن مناقشة شراء الملابس إنستها مناقشة فكرة أهم تبعث الضيق في نفسها و هي فكرة قضائها الليلة في شقته .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsha3r.mam9.com
حمادة الشاعري
المدير العام
المدير العام
حمادة الشاعري


ذكر عدد الرسائل : 1519
العمل/الترفيه : حبيب لكل حبيب
المزاج : كل يوم وحاله
تاريخ التسجيل : 07/09/2007

من روايات أحلام عاصفة الصمت - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت   من روايات أحلام عاصفة الصمت - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 24, 2007 2:17 pm

و لكن ما الذي تخافه في الحقيقة ؟
من المؤكد إنه لن يحاول التحرش بها ، فقد سبق و أفصح عن رأيه السلبي بها من هذه الناحية .

و كرامتها أكبر من أن تعترف له بمخاوفها و توجسها من فكرة مشاركته شقته .
سيكون الأمر مختلفاً في الجزيرة .
هنالك سيكونان مع أسرته و الموظفين الذين يديرون الفيلا الواسعة التي بناها أبوه .

لا من الحكمة عدم التفوه بأي كلمة ، و هذا أفضل من التعرض لسخريته و ازدرائه و عدم تصديقها إن هي أفصحت عن قلقها .

*******

كانت أثينا تنتظر سائق سيارة الليموزين المستأجرة ، لكي يضع أمتعتها في الصندوق و هي تضرب بقدمها على الأرض بفارغ الصبر .

ففي اللحظة التي سمعت فيها بخبر خطبة أندريس و إنه سيحضر خطيبته معه إلى جزيرة "أفرديت" لتقديمها إلى أسرته ، باشرت العمل ،
من حسن الحظ إن الخطبة ليست زواجاً ،
و هي ستسعى جهدها حتى لا تنتهي هذه الخطبة بالزواج .

كانت تعلم لماذا فعل أندريس هذا فهو يوناني حتى العظم ..
رغم إصراره على الإعلان عن دمه الإنكليزي ..
و هو ، كأي رجل يوناني ، أو أي رجل في الحقيقة ، لديه إستعداد غريزي للسيطرة ،

و إن إدعائه بحب تلك المرأة الأخرى هو ، ببساطة ،
هو ، ببساطة طريقته في إظهار تلك السيطرة ، رافضاً الزواج من أثينا ،
هذا الزواج العزيز على جده و عليها .
عندما إنطلقت بها الليموزين ـ مالت إلى الأمام و أعطت السائق عنوان الشقة الفخمة في البناية المطلة على النهر .
لم يكن لديها منزل في لندن ، فهي تفضل حياة نيويورك الإجتماعية و متاجر باريس الأنيقة .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsha3r.mam9.com
حمادة الشاعري
المدير العام
المدير العام
حمادة الشاعري


ذكر عدد الرسائل : 1519
العمل/الترفيه : حبيب لكل حبيب
المزاج : كل يوم وحاله
تاريخ التسجيل : 07/09/2007

من روايات أحلام عاصفة الصمت - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت   من روايات أحلام عاصفة الصمت - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 24, 2007 2:18 pm

قد يظن أندريس إنه هزمها بمناوراته في إعلان خطوبته على تلك الفتاه الإنكليزية الباردة ، دون شك .
لكنها ستنهي ذلك حالاً ، و تجعله يتأكد من إن مصلحته الحقيقية معها ،
و بعد ، كيف يمكنه مقاومتها ؟
فهي تمتلك كل ما يريده ، كما إنه يملك كل ما تريده .

من المؤسف إنه استطاع منعها من المزايدة ضده عند شراء هذه الممتلكات الجديدة .
لم تكن حيازة الفنادق نفسها تهمها بشيء ،
و لكن ذلك كان ليكون إغراءً ممتاز تدليه أمامه كطعم ،
فهي لم تستطع فهم إهتمام أندريس البالغ بالممتلكات الجديدة ؟
و لكن في شخصية أندريس أشياء كثيرة لا تفهمها ،
و كان هذا من الأمور التي جذبتها إليه ، فأثينا تتشوق دائما إلى ما ليس في يدها .

عندما كان أندريس في الخامسة عشرة ، كان طويل القامة ، عريض المنكبين ،
و من الوسامة بحيث لا يمكن وصفه .
كان يكفي حينها إن تراه أثينا لتذوب شوقاً إليه .

حاولت جاهدة إن تغويه ، لكنه استطاع المقاومة ،
و عندما قررت إنها تريده ، إذا بها تتزوج بعد شهر واحد و هي في الثانية و العشرين من عمرها .

و العروس في هذا العمر لا تعتبر صغيرة السن حسب المفاهيم اليونانية ،
و كانت أثينا أمضت وقتاً طويلاً و هي تحاول حذرة اقتناص الرجل الذي أصبح زوجها ،
وهو يكبرها بعشرة أعوام ، إلا إنه بالغ الثراء ،
و قد زاول معها لعبة القط و الفأر أكثر من سنه قبل إستسلامه لها ,
و من المؤكد إنها ما كانت لتتخلى عن هذا الزواج الذي جاهدت طويلا للحصول عليه ، لأجل رغبتها في أندريس ، وهو مجرد غلام ،
وبعد إنجابها ابنتين هما الآن في عمر الورود ، تدخل القدر ، ومات زوجها فجأة و أصبحت أرملة فاحشة الثراء ..
أرملة ثرية تطلب الحب ، وكان أندريس قد أصبح رجلاً .. و أي رجل !

عندما وقفت السيارة أمام العنوان الذي أعطته للسائق ، تفحصت صورتها في المرآة المثبتة داخل السيارة . جراح التجميل الأمريكي يستحق حقاً المبلغ الباهظ الذي دفعته له و الذي أعاد مظهرها إلى أوائل الثلاثينيات من العمر.

أما شعرها الفاحم فقد قصه و سرحه أشهر مزيني الشعر في العالم ، بينما كانت بشرتها تتألق بفعل "الكريم" الغالي الثمن الذي وضعته بإسراف ، و زينة وجهها لا تظهر أي عيب فيها و توضح إنحراف عينيها السوداويان ، في حين كانت أظافر يديها و رجليها تلمع بالطلاء الأحمر البراق .

و بدت على شفتيها ابتسامة رضى .
لا ، لا يمكن إن تنافسها خطيبة أندريس الصغيرة المملة الكئيبة ،
فتاة المكتب التي لابد إنه وقع في غرامها أثناء المفاوضات لشراء سلسلة الفنادق تلك ..
و بدت القسوة في عيني أثينا .
هذه الفتاه ستدرك حالاً أي غلطة أقترفتها في محاولتها الإستيلاء على الرجل الذي تريده أثينا ،
و يالها من غلطة فظيعة للغاية !

عندما خرجت من السيارة تبعها شذا العطر الباريسي الغالي الثمن ..
عطر مسكي ثقيل يحرك الرغبات .

كانت ابنتاها المراهقتان تشمئزان من هذا العطر ،
و طالما طلبتا منها إن تغيره ، و لكنها لم تشأ ذلك .
إنه طابعها الخاص و عنوانها كإمرأة ،
ولا شك إن خطيبة أندريس الإنكليزية تتعطر بشيء تافه و رخيص كماء اللفندر!

*********

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsha3r.mam9.com
حمادة الشاعري
المدير العام
المدير العام
حمادة الشاعري


ذكر عدد الرسائل : 1519
العمل/الترفيه : حبيب لكل حبيب
المزاج : كل يوم وحاله
تاريخ التسجيل : 07/09/2007

من روايات أحلام عاصفة الصمت - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت   من روايات أحلام عاصفة الصمت - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 24, 2007 2:19 pm

سأترك السيارة هنا .
هذا ما قاله أندريس لساسكيا و هي يدخل بسيارته المرسيدس إلى موقف متعدد الطوابق في وسط المدينة .
و اتسعت عينا ساسكيا عندما رأت التعرفة الملصقة على الحاجز .
لم تحلم قط في حياتها بدفع مثل هذا المبلغ كأجرة لركن السيارة ،
لكن الأغنياء كما يقال ، هم أناس مختلفون .

و يا للاختلاف الذي شعرت به عندما اصطحبها أندريس طوال العصر إلى متاجر لم تعلم قط إنها موجودة ،
و في كل متجر ، كان الجو المميز الذي يحيط به يبدو و كأنه يجذب من البائعات نوعاً من التبجيل و الإحترام يجعل ساسكيا تزم شفتيها .
و رأت الإعجاب في عيون البائعات و هن يحضرن مجموعات الملابس ليراها .. ليراها هو و ليس هي .
و كلما لاحظت ساسكيا ذلك كلما ازداد في نفسها الإحساس بالضعف و الإحباط و الإستياء .
و خرجا من أحد المتاجر الفخمة بعد إن رفضت ساسكيا بخشونة إن تجرب طقماً بني اللون ،
ثم إنفجرت صارخة في وجه أندريس :
" إنا لست دمية أو طفلة "

فقال متجهماً
" لا ؟
حسناً لكنك تقلدين الأطفال بشكل رائع ، ذلك الطقم كان .."

فقاطعته و هي تصر على أسنانها :" لا يمكن أبداً إن أدفع ثمناً لقطعة ثياب مبلغاً يفوق الألف جنيه ..
حتى و لا لثوب عرسي !"

و عندما رأت أندريس يضحك ، حملقت فيه ثائرة و متسائلة
" ما الذي يضحكك ؟"

- أنت ، يا عزيزتي ساسكيا .
هل لديك فكرة عن ثوب العرس الذي ينزل ثمنه عن الألف جنيه ؟

- لا ، ليس لدي فكرة ، لكنني أعرف إنني لن أشعر بالإرتياح أبداً و إنا أرتدي ملابس يطعم ثمنها مجموعة من الناس ،
كما إن ثوب العرس الغالي ليس ضمانا لزواج ناجح .

فقال ساخطاً :
" آه ،

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsha3r.mam9.com
حمادة الشاعري
المدير العام
المدير العام
حمادة الشاعري


ذكر عدد الرسائل : 1519
العمل/الترفيه : حبيب لكل حبيب
المزاج : كل يوم وحاله
تاريخ التسجيل : 07/09/2007

من روايات أحلام عاصفة الصمت - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت   من روايات أحلام عاصفة الصمت - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 24, 2007 2:19 pm

وفري علي محاضراتك ,,
هل فكرت يوماً كم من الناس يبقون دون عمل إذا ارتدى كل شخص الأشكال البالية و أكياس الخيش كما تريدينهم إن يفعلوا ؟"

فقالت و كأنها تدافع عن فكرتها :
" هذا ليس عدلاً "

و رغم كل شيء كانت ساسكيا من الأنوثة بحيث تحب الملابس الجيدة و تريد إن تبدو بمظهر لائق .
و الشك إن ذلك الطقم كان سيليق بها تماماً و يظهر أنوثتها ،
كما اعترفت بينها و بين نفسها ، لكنها كانت مصممة تماماً على إعادة كل قرش ينفقه أندريس عليها .

و قالت له ثائرة :
" لا أدري لماذا تصر على هذا ؟
إنا لست بحاجة إلى أي ملابس ،
و قد سبق إن قلت لك هذا ، كما إنك لست بحاجة لتبذير نقودك بأي شكل لتؤثر علي "

فقال بحدة و غضب :
" إنني رجل أعمال يا ساسكيا ،
و هذا يعني إنني لا أبذر نقودي ، بأي شكل، سواء عليك أم على أي شيء آخر
و مهما كان السبب ، و خصوصاً للتأثير على امرأة يمكن بسهولة شراؤها بأقل من نصف ثمن ذلك الطقم "

ثم أمسك بيدها التي ارتفعت بشكل تلقائي لتصفعه و قال بلطف
" آه لا ....... إياك "

كانت قبضته قوية ، بحيث ابيضت أصابع ساسكيا .
لكن كرامتها أبت عليها القول بإنه آلمها و أبت عليها الإعتراف بخروج مشاعرها عن سيطرتها .
و عندما أخذت تترنح ،
و قد شحب وجهها من الألم و الصدمة ،
أدرك أندريس ما يحدث ، فترك معصمها و هو يشتم ،
ثم راح يدعك يدها ليعيد إليها الحياة .

- لماذا لم تخبريني بأنني أؤلمك بهذا الشكل ؟
عظامك بهشاشة العصافير .

- حتى الآن ، وهو يمسد يدها بخبرة ليعيد إليها الدم ،
لم تستطع ساسكيا السماح لنفسها بالضعف استدراراً لشفقته ،
فقالت له بحدة :
لم أشأ إن أفسد عليك متعتك ، إذ يبدو إنك كنت مستمتعاً بإيلامي "

- أجفلت حين سمعت الشتيمة التي أطلقها و هو يترك يدها عابساً و قائلاً بتصميم :
" لقد زاد هذا عن الحد . فأنت تتصرفين كالأطفال أولاً كنت بنت هوى ،
و الآن طفلة .
هنالك دور واحد أريد رؤيتك تقومين به من الآن فصاعداً ، يا ساسكيا ،
وهو الدور الذي سبق و اتفقنا عليه ، سأحذرك الآن .
إن أنت قلت أو فعلت أي شيء يجعل أسرتي تشك في مدى صدق حبنا ،
سأجعلك تندمين جداً على ذلك . هل فهمت ؟"

- نعم فهمت .

فعاد يقول محذراً :

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsha3r.mam9.com
حمادة الشاعري
المدير العام
المدير العام
حمادة الشاعري


ذكر عدد الرسائل : 1519
العمل/الترفيه : حبيب لكل حبيب
المزاج : كل يوم وحاله
تاريخ التسجيل : 07/09/2007

من روايات أحلام عاصفة الصمت - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت   من روايات أحلام عاصفة الصمت - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 24, 2007 2:19 pm

و إنا أعني ما أقول ، فإذا أنت هزأت بي ، لن تعملي ليس في سلسلة فنادقي و حسب يا ساسكيا ،
بل سأفعل ما يلزم لكي لا تتمكني بعد ذلك من العمل في أي مكان .
فالمحاسبة التي لا يمكن الوثوق بها ، و التي طردت من العمل بسبب تهمة السرقة ،
لن يرغب أحد بتوظيفها ، هل فهمت ؟"

فقالت بصوت منخفض و خائف و قد شحب وجهها :
" لا يمكنك إن تفعل بي هذا ".

لكنها أدركت جيداً إنه يمكنه ذلك .

شعرت الآن نحوه بكراهية بالغة .
و عندما أدخلها إلى المتجر التالي ، و رأت عيني البائعة تتسعان بإهتمام ،
فكرت بأن هذه الفتاه هي مرغوبة لديه .. بل و أكثر من مرغوبة !

و في آخر متجر دخلا إليه ، طلب خدمات صاحبة المتجر شخصياً ،
فأحضرت لهما هذه ، ببالغ الكفاءة و النشاط ، ملابس لم تر مثلها مثيلاً إلا في المجلات النسائية المصقولة اللامعة .

حاولت رفض كل ما أحضرته صاحبة المتجر ،
و لكن في كل مرة كان أندريس يعترض عليها إلا في تلك المرة الوحيدة فقد اتفقا فيها ،
حينما أحضرت صاحبة المتجر ثوب بحر قائلة عنه إنه يناسب لونها تماماً و كذلك المكان الذي ستقصده ،
و عندما رأت ساسكيا إنه فاضح جداً اتسعت عيناها غير مصدقة ..
و اتسعتا أكثر عندما استطاعت ، بحذر ، قرائه بطاقة ثمنه ،
فهتفت دون وعي :
" لا يمكنني أبدا السباحة بثوب بحر مماثل "

فبدا الذهول على صاحبة المتجر :
" تسبحين به ؟
رباه ، لا . طبعاً لا .
هذا ليس للسباحة ، ثم ، أنظري إلى هذا الوشاح الرائع الذي يتلاءم معه "
و أخرجت لها وشاحاً مستطيلاً من الحرير الهفهاف مزيناً " بالترتر " اللامع الملون

و عندما رأت الثمن المكون من أربعة أرقام ، شعرت ساسكيا بإنها تكاد تقع مغمياً عليها من الذهول ،
و لكن الإرتياح و الدهشة تملكاها عندما هز أندريس رأسه هو أيضاً ، قائلاً :
" هذا ليس نوع اللباس الذي أريد لخطيبتي إن ترتديه "


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsha3r.mam9.com
حمادة الشاعري
المدير العام
المدير العام
حمادة الشاعري


ذكر عدد الرسائل : 1519
العمل/الترفيه : حبيب لكل حبيب
المزاج : كل يوم وحاله
تاريخ التسجيل : 07/09/2007

من روايات أحلام عاصفة الصمت - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت   من روايات أحلام عاصفة الصمت - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 24, 2007 2:20 pm

ثم أضاف بصراحة :
" إن جسم ساسكيا يجذب الأنظار دونما الحاجة إلى تزينه بملابس تلائم البغايا ".

كانت صاحبة المتجر من اللياقة بحيث لم تلح عليهما بل ذهبت و عادت بعدة أثواب سباحة .

اختارت ساسكيا أزهدها ثمناُ ، سامحة ، على الرغم منها لأندريس بإن يضيف إليه وشاحاً ملائماً .

و بينما كان يدفع الحساب و يقوم بترتيبات إرسال المشتريات إلى شقته عند النهر ،
جلست هي تشرب القهوة التي قدمت إليها في المتجر ،
ربما لإنها لم تأكل طوال النهار .
ثم أنتابها الدوار ، عندما تذكرت بإنها ستذهب مع أندريس إلى شقته ، حيث سيكونان بمفردهما .

و في طريقهما إلى شقته ، قال أندريس لساسكيا :
" هنالك مطعم ممتاز بالقرب من شقتي . سأرتب إرسال وجبة طعام إلى الشقة و .."

فقاطعته على الفور :
" لا أفضل الأكل في الخارج "

و إذا به يعبس قائلاً :
" لا أظنها فكرة حسنة ، لإن علي الخروج و لاأدري متى أعود .
و إن وجود امرأة مثلك ، تجذب الأنظار ، هذا إلى إن التعب باد عليك "

سيخرج أندريس ، و شعرت يقلقها يخف .
كانت قدماها تؤلمانها من السير طويلاً في الأسواق و هي لم تعتد ذلك ،
كما إن ذهنها كان مرهقاً من حساب المبالغ التي أنفقها أندريس أو بالأحرى هي أنفقتها لإنها مصممة على ردها لأندريس .
و كان مجرد التفكير بهذه المبالغ الضخمة جداً يشعرها بالمرض .

تبعت ساسكيا أندريس ، نحو ردهة المبنى و قد تملكها التعب و كان استعمال المصعد يحتاج إلى مفتاح خاص ، ثم تحرك بهما المصعد برفق بالغ جعل عيني ساسكيا تستديران ذهولاً عندما توقف أخيراً ،
فهي لم تشعر بصعوده .

فقال أندريس بعد أم أمسك بذراع ساسكيا :
" من هنا "

و اتجها نحو باب من الأبواب الأربعة و هو يحمل حقيبتها ،
ثم وضعها على الأرض مشيراً إلى ساسكيا بأن تتقدمه إلى ردهة أنيقة .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsha3r.mam9.com
حمادة الشاعري
المدير العام
المدير العام
حمادة الشاعري


ذكر عدد الرسائل : 1519
العمل/الترفيه : حبيب لكل حبيب
المزاج : كل يوم وحاله
تاريخ التسجيل : 07/09/2007

من روايات أحلام عاصفة الصمت - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت   من روايات أحلام عاصفة الصمت - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 24, 2007 2:20 pm

الفصل الخامس

((رائحة الخطر))

لم تصدم ساسكيا اللوحات العصرية القالية الثمن المعلقة على جدران الردهة في شقة أندريس ، وإنما رائحة المسك العطرية التي اخترقت خياشيمها وجعلتها تجفل وتشعر بالاختناق .
لم تشك في إن أندريس أنتبه إلى ذلك أيضا، فقد رأته يقف ، ثم يرفع رأسه كنمر يتشمم الجو بحثا عن فريسة .
وسمعته يتمتم بغضب بالغ :"تبا... تبا ... اللعنة".
ثم دفع بشدة بابا إنفتح على قاعة جلوس فسيحة كثيرة النوافذ ، وعاد وأمسك بذراعها بقوة ، فإنغرزت أصابعه في ذراعها الطرية وهو يهمس ،محذرا ، فوق شفتيها بينما عيناه الملتهبتان تغوصان في عينيها المصدومتين الغافلتين الناعمتين.
_ وأخيرا ،أصبحنا وحدنا . كيف أمكنك الاستمتاع بإغاظتي طوال النهار ،يا حبيبتي؟ لكنك الآن أصبحت لي ، ويمكنني إن أوقع بك العقاب الذي أريد..
شتت صوته الرقيق الخافت ،وكلماته تلك ما بقي من إدراكها ، وشعرت بأن الصدمة تمزق كيانها ، ثم عانقها ، مسكتا الاحتجاج الذي كان سيصدر عنها وكان عناقا حطم دفاعاتها وكأنه قنبلة ذرية .
همست باسمه بلهجة مفككة ، مصرة على إن يتوقف على ما يفعله ، ويفسر لها سبب ذلك ،لكن حواسها غير المعتادة على كل هذه الإثارة قاومت كل ما كان عقلها المذهول يحاول تفسيره ، فالجمود الذي أحدثته الصدمة إذابته حرارة البهجة التي أرسلتها مشاعر أندريس الجياشة في كيانها ، كما أخذت شفتاها الناعمتان ترتجفان تجاوبا مع هذه المشاعر التي لم تألفها .
ودون وعي بما تفعل ، ازدادت اقترابا منه ، واقفة على أطراف أصابعها لكي تتمكن ، من الاستمتاع ببهجة عناقه ، يداها على ذراعيه تتلمسان عضلاته القوية،، بينما قلبها يخفق برهبة لهذه الصدمة غير المألوفة ولما يتملكها من مشاعر جديدة .
كانت رائحة أندريس تغطي على شذا ذلك العطر القوي الخانق الأنثوي ، حرارته .. مشاعره.. رجولته.. فشعرت بشيء ما في داخلها لم تألفه من قبل يستجيب لذلك تماما كما كان قلبها يستجيب له ، وهي تتأرجح بين ذراعيه بإنسجام، وكأنها تحثه على شدها إليه أكثر.
شاعرة بالدوار ، فتحت عينيها اللتين أغمضتهما عندما عانقها وهي ترتجف ، فرأت شررا ينطلق كلمعان البرق من عينيه وهو يحدق إليها ، فشعرت بنفسها معلقة بين السماء و الأرض في هذا المكان الذي تشعر فيه بالخطر و الأمان في إن معاً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsha3r.mam9.com
حمادة الشاعري
المدير العام
المدير العام
حمادة الشاعري


ذكر عدد الرسائل : 1519
العمل/الترفيه : حبيب لكل حبيب
المزاج : كل يوم وحاله
تاريخ التسجيل : 07/09/2007

من روايات أحلام عاصفة الصمت - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت   من روايات أحلام عاصفة الصمت - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 24, 2007 2:21 pm

ثم قال أندريس بصوت أجش :" إنك تتجاوبين معي و كأنك عذراء .."
و ازداد لمعان الشرر في عينيه ، بشكل أقوى و كأنه وجد في هذا المفهوم شيء يرضيه للغاية .
بادلته ساسكيا النظرات بوهن ، فصدرها يخفق بسرعة مخيفة ، جسدها مليء بألم مذهل غير مألوف ما هو إلا الحاجة إلى إن يضمها إليه و كان هذا التفكير يسرع بخفقان قلبها و يجعلها تتأوه محاولة الإلتصاق به.
- أنت .. أنت تريدينني..
و أحست ساسكيا باللهفة في صوته ، فازدادت التصاقاً به بشوق بالغ ، و إذا بها تجمد مكانها و هي تسمع صوت امرأة يسأل بحدة :" أندريس ؟ ألن تعرفها علي ؟".
أدركت ساسكيا على الفور ما كانت تقوم به ، و تملكها حرج بالغ و لكن عندما حاولت الهروب ، متلهفة لإخفاء اضطرابها ، أمسك أندريس بها ، مرغماً إياها على البقاء مكانها . لا ، بل أرغمها على مزيد من الإلتصاق به و هذا جعلها تميل عليه و كان .. و كان ..
و أرتجفت عندما ضمها إلى صدره بتملك ، و توهج وجهها خجلاً و ارتباكاً من هذه المرأة . و لكن يبدو إن المرأة التي كانت تنظر إليهما لا تشعر بالخجل نفسه .
و أمسكت ساسكيا أنفاسها عندما سمح لها أندريس بالإلتفاف إلى المرأة فإذا بها طويلة القامة سوداء الشعر ، لاعيب في أناقتها و تبرجها و لكن رغم دفء لونها الأسمر و شفتيها الناضجتين المصبوغتين ارتجفت ساسكيا و هي تحس ببرودتها الفطرية ، و سمعت أندريس يسأل :" كيف دخلت إلى البيت يا أثينا ؟"
- لدي مفتاح ، هل نسيت ؟
النظرة التي ألقتها أثينا على أندريس ، و الطريقة التي أبعدت بها ساسكيا عن حديثهما ، مشيحة بوجهها عنها ، جعلت ساسكيا تفكر آسفة بما سبق و ظنته من إن أثينا أرملة محطمة قد هدها الحزن لخسارة زوجها مما جعلها غير قادرة على مقاومة إرغامها على زواج ثان .
و بعد إن رأتها ساسكيا ، تأكدت إن أثينا امرأة قوية لا يمكن لأي أحد إرغامها على ما لا تريده ، إنا عيناها السوداويان فلا علاقة للحزن بهما مطلقاً .
كبحت ساسكيا شعوراً مفاجئاً بالغثيان احترق في حلقها و هي ترى نظرة الرغبة التي رمقت أثينا بها أندريس . لم تتصور ساسكيا قط إن بإمكان امرأة إن تنظر إلى رجل بمثل هذه الطريقة الصريحة .
الآن تفهمت ساسكيا سبب شعور أندريس بالحاجة إلى خطيبة مزيفة ليحمي نفسه ، أما الذي لم تستطع فهمه فهو كيف استطاع مقاومة رغبة هذه المرأة فيه ؟
كانت ذات جاذبية هوجاء ، و رغبتها بأندريس بادية بشكل واضح ، ومن المؤكد إن هذا ما يحلم به كل الرجال .. امرأة لاتشبع منهم أبداً .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsha3r.mam9.com
حمادة الشاعري
المدير العام
المدير العام
حمادة الشاعري


ذكر عدد الرسائل : 1519
العمل/الترفيه : حبيب لكل حبيب
المزاج : كل يوم وحاله
تاريخ التسجيل : 07/09/2007

من روايات أحلام عاصفة الصمت - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت   من روايات أحلام عاصفة الصمت - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 24, 2007 2:21 pm

و ببساطة ، افترضت ساسكيا إن برودة أثينا الغريزية موجهة لبنات جنسها فقط و ذلك لإنعدام مشاعر المحبة الأصلية فيها . ثم استنتجت إن أندريس ضمها إليه لإنه تكهن بوجود أثينا في الشقة ، فعطرها المميز كان قد ملأ أركان الشقة . و بعد أ اقتربت أثينا من أندريس سألته :" ألن تقول كم أنت مسرور لرؤيتي ؟
ثم زمت شفتيها باستياء واضح و قالت بلهجة ذات مغزى " جدك مستاء جداً من خطبتك ,, أنت تعلم ما كان يريده "
ثم التفتت إلى ساسكيا و قالت بجفاء آه ، آسفة ، لم أقصد إن أجرح مشاعرك لكنني واثقة من إن أندريس نبهك إلى مدى صعوبة قبول أسرته بك خصوصاً جده "
فصاح أندريس محذراً :" أثينا "
و تصورت ساسكيا كيف كانت ستشعر الآن لو إن خطبتهما حقيقية
- لكنها الحقيقة
تابعت أثينا كلامها بإصرار و هي تهز كتفيها ،فجذبت هذه الحركة الأنظار إلى امتلاء صدرها تحت بلوزتها القطنية الرقيقة ، و أشاحت ساسكيا بوجهها بسرعة عن أثينا و لم تجرؤ حتى على النظر إلى أندريس . فمن المؤكد أنت ما من رجل يمكنه مقاومة جمال أثينا و اكتماله .
و لكن ربما أثينا تظهر جمال صدرها لأندريس فقط . ربما أرادت بذلك تذكيره بالعلاقات التي ربطتهما يوماً ، ذلك إن لديها مفتاح شقته ، و هي حتماً تريد التوضيح لساسكيا إن ثمة علاقة حميمة جداَ بينهما
و كأنما إثباتاً لأفكار ساسكيا ، مالت أثينا فجأة إلى الأمام ، واضعةً يدها ذات الأظافر المطلية على وجه أندريس ، وهي تقف بينهما و تقول برقة :
- ألن تقبلني يا أندريس ؟ فهذه عادتك ، و إنا واثقة من إن خطيبتك تعلم إن في اليونان .. العلاقات الأسرية هامة جداً ..جداً .
فقال أندريس بإقتضاب و هو يبتعد عن أثينا إلى الخلف ممسكاً بساسكيا :" ما تعلمه ساسكيا هو إنني أحبها و أريدها إن تكون زوجتي ".
ثم أحاط أندريس ساسكيا بذراعه ، واضعاً رأسها على كتفه ، عندئذ ذكرت ساسكيا نفسها بسبب تصرفاته هذه ، و بالدور الذي يفترض بها القيام به .
فقالت أثينا عندما رأت هذه المنظر :" ما أحلى هذا "

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsha3r.mam9.com
حمادة الشاعري
المدير العام
المدير العام
حمادة الشاعري


ذكر عدد الرسائل : 1519
العمل/الترفيه : حبيب لكل حبيب
المزاج : كل يوم وحاله
تاريخ التسجيل : 07/09/2007

من روايات أحلام عاصفة الصمت - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت   من روايات أحلام عاصفة الصمت - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 24, 2007 2:21 pm

ثم ألقت على ساسكيا نظرة كالثلج قبل إن تعود فتلتفت إلى أندريس و تقول بإخلاص مصطنع :" أكره إن ألقي ظلاً على سعادتك ،يا أندريس ، و لكن جدك مغتاظ منك حالياً . كان يحدثني عن مدى اهتمامه بالطريقة التي تتصرف فيها بالممتلكات الجديدة . و طبعاً ، إن أدرك مدى اهتمامك بأن تدمغ العمل بطابعك الخاص ، إن تثبت ذاتك .لكن امتلاكك لسلسة الفنادق هذه كانت مجازفة متهورة حقاً ، و ذلك لتصميمك على الإحتفاظ بكل الموظفين الموجودين ، إن عملك هذا لن يحقق لك أي مكسب "
ثم أضافت بسخرية و عذوبة :" و لكن لابد لي من القول إنه ، بعد إن سنحت لي الفرصة لدراسة الحالة المالية لسلسة الفنادق هذه ، فإنا مسرورة جداً لإنني سحبت اشتراكي من المزاد ،، رغم إنه كان بإمكاني ، طبعاً إحتمال خسارة مليون أو ما يقارب من المؤسف يا أندريس ، إنك لم تقبل عرضي عليك إدارة شركة الشحن خاصتي . كان ذلك سيمنحك مجالاً أوسع من مجرد العمل كغلام يرسله جده لتأدية " المشاوير" القصيرة ..".
أجفلت ساسكيا و هي تستوعب الإهانة التي وجهتها أثينا لتوها إلى أندريس ، لكنها ذهلت عندما رأت إن أندريس لم يهتز على الإطلاق لذلك ، و لكنها ما إن أدلت بملاحظة بسيطة حتى أنفجر فيها بغضب بالغ " كما تعلمين جيداً يا أثينا ، شراء سلسلة الفنادق الإنكليزية هو قرار جدي نفسه ، و إنا فقط ، وقعت على الشيك . أما عن أرباحها في المستقبل .. فقد أثبتت أبحاثي إن سوقاً ممتازاً لسلسة من الفنادق الفخمة في إنكلترا خاصة عندما يمكنها التفاخر بما تحويه من ميزات فنادق الدرجة الأولى ، و هو المستوى الذي صممت إن أجعل سلسلتنا تصل إليه . أما بالنسبة إلى التعقيدات المالية التي تنتج عن إبقاء الموظفين الحاليين .. ساسكيا هي محاسبة ، و أنا واثق من قدرتها على إخبارك بما كان ينبغي عليك معرفته بنفسك ، بصفتك سيدة أعمال ، و هو إن صرف الموظفين الفائضين و على المدى الطويل يكلفنا دفع تعويضاتهم أكثر مما يكلفنا الإحتفاظ بهم ، كما إن التقاعدات الفردية المنتظرة و الخسارة الطبيعية للموظفين سينقص عددهم تلقائياً و بشكل مؤثر في السنوات القليلة القادمة أما أولئك الذين يرغبون في البقاء فسيمنحون فرصة لإعادة توظيفهم و تأهيلهم . أما نوادي تمضية أوقات الفراغ التي ننوي إنشائها في كل فندق فهي ، وحدها ، ستعالج بشكل رئيسي كل الخمول و التباطؤ بين موظفينا ".
ثم غير أندريس مجرى الحديث قائلاً " و على كل حال ، إنا و ساسكيا سنسافر إلى أثينا غداً . لقد أمضينا اليوم نهاراً شاقاً ، و نرجو المعذرة ، لإن هذه الليلة ستكون ليلة غير عادية بالنسبة إلينا ".
و عندما أجفلت ساسكيا شدد أندريس من احتضانها محذراً و هو يكرر :" إنها ليلة غير عادية و هذا يذكرني .."

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsha3r.mam9.com
حمادة الشاعري
المدير العام
المدير العام
حمادة الشاعري


ذكر عدد الرسائل : 1519
العمل/الترفيه : حبيب لكل حبيب
المزاج : كل يوم وحاله
تاريخ التسجيل : 07/09/2007

من روايات أحلام عاصفة الصمت - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت   من روايات أحلام عاصفة الصمت - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 24, 2007 2:22 pm

ثم مد يده إلى جيبه ، و هو ما يزال ممسكاً بساسكيا بيده الأخرى و أخرج ، و أخرج علبة مجوهرات صغيرة قائلاً لساسكيا :" لقد أحضرت خاتم الخطوبة و لابد إنه أصبح الآن بمقاس إصبعك ".
و قبل إن تقول ساسكيا شيئاً ، أعاد أندريس العلبة إلى جيبه و هو يقول برقة :" لكن سنجربه لاحقاً بعد إن نرتاح قليلاً "
و رن جرس الهاتف في الردهة ، فأنسحب أندريس ليجيب ،تاركاً ساسكيا وحدها مع أثينا التي قالت لها بحقد و هي تسير نحو الباب :" ذلك لن يدوم ، لن يتزوجك .. مقدر لنا إنا و هو ، إن نكون مع بعضنا البعض ، و هو يعرف ذلك ، كبرياؤه هي التي تجعله يحارب قدره و الأفضل لك تركه الآن فإنا أحذرك من إنني لن أتركه أبداً "
و شعرت ساسكيا بأن أثينا تعني ذلك حقاً . و للمرة الأولى شعرت بشيء من الشفقة على أندريس . أهي شفقة على هذا الرجل الذي يعاملها هي بهذا الشكل ؟ أم على الرجل الذي أساء الحكم عليها ؟ ثم عنفت نفسها متجهمة و متمتمة " لابد إنني مجنونة "

راحت ساسكيا تنظر ، متوجسة ، إلى الحقائب التي تحتوي مشترياتها الجديدة ، و هي تذهب في الشحن ، بينما الموظف في المطار يفحص جوازي سفرهما ،
و كان خاتم الخطوبة يتألق في إصبعها بعد إن ألبسها إياه أندريس في وقت متأخر من الليلة الماضية .

بدت متوترة عندما أخرجه من العلبة . و قالت بتهكم :
" غريب كيف أصبحت المجوهرات الزائفة تبدو حقيقية هذه الأيام "
، محاولة بذلك إخفاء توترها و تعاستها اللذين تملكاها و هي تضعه في إصبعها خاتماً كانت دوماً تتصور إنها لن تضعه إلا بدافع الحب .. فيبقى إلى الأبد .

أما أندريس فأجابها بسخرية تقريباً :
" أحقاً ؟ منا كنت لأعرف ذلك ."

تعليقه هذا نبهها ، فسألته بقلق :
" هذا .. ليس حقيقياً .. أليس كذلك؟".

و رأت الجواب على ملامحه قبل إن يجيب :
" إنه حقيقي!"

فابتلعت ريقها حينذاك ، عاجزة عن تحويل نظراتها عن ماسة الخاتم المتوهجة البراقة .

و عندما حاولت ساسكيا الإحتجاج بإنها لا تريد تحمل مسؤولية خاتم بهذه القيمة ، بادرها أندريس بالقول :
" بإمكان أثينا تمييز الجواهر الزائفة على الفور".

فقالت :
" إذا كان بإمكانها تمييز الجواهر الزائفة بهذه السهول ،
من المؤكد إذن ، إن بإمكانها تمييز الخطوبة الزائفة"

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsha3r.mam9.com
حمادة الشاعري
المدير العام
المدير العام
حمادة الشاعري


ذكر عدد الرسائل : 1519
العمل/الترفيه : حبيب لكل حبيب
المزاج : كل يوم وحاله
تاريخ التسجيل : 07/09/2007

من روايات أحلام عاصفة الصمت - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت   من روايات أحلام عاصفة الصمت - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 24, 2007 2:23 pm

أثينا تفهم بالحقائق و ليس بالعواطف.

- الحقائق

أخذت ساسكيا تفكر بهذه العبارات و هي تتذكر ذلك الحديث المختصر الذي دار بينهما
و التصرفات التي قام بها ، مثل العناق الذي أغدقة عليها الليلة الماضية ،
لم يأت أندريس على ذكر ما فعل ،
لكن ساسكيا أدركت إن تخمينها كان صحيحاُ ،
فبعد إن أنهى تلك المكالمة التليفونية مباشرة ، فتح مكيف الهواء قائلاً بتجهم :
" نحتاج إلى هواء طلق هنا "

و فيما بعد ، خرج أندريس من البيت ، بينما ساسكيا ذهبت إلى فراشها .. وحيدة ، بعد إن تناولت قليلاً من الطعام .

سألت ساسكيا أندريس و هما يصعدان إلى الطائرة :
" كم تستغرق الرحلة إلى " أفروديت " ؟".

- في هذه المناسبة ، ستستغرق وقتاً أطول من العادة .

ثم تبعا المضيفة إلى مقعديهما في الدرجة الأولى .
لاحظت ساسكيا ذلك و قد تملكها قشعريرة من الرهبة ،
فهي لم تسافر في الدرجة الأولى قط من قبل ، و لم تقم ، في الحقيقة بأي شيء يجعلها تشعر و كأنها في بيتها و هي في طبقات الجو العليا كما اعتاد الأثرياء أمثال أندريس و أسرته .

- عندما نصل أثينا ، سأضطر إلى لتركك وحدك قبل متابعة رحلتنا ،
فجدي هو الذي اتصل بي الليلة الماضية ،إنه يريد رؤيتي .

- ألن يكون في الجزيرة ؟

- ليس حالياً ، حالة قلبه تتطلب منه الخضوع لفحوصات منتظمة ..
من باب الإحتياط فقط ، و الحمد لله ، إلا إنه سيبقى في أثينا لليوم التالي أو نحو ذلك .

- حذرتني أثينا إن علاقتنا لن تدوم ، فهي تؤمن بأن قدركما إن تكونا معاً .
- فقال أندريس
" إنها تحاول إخافتك فقط "


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsha3r.mam9.com
حمادة الشاعري
المدير العام
المدير العام
حمادة الشاعري


ذكر عدد الرسائل : 1519
العمل/الترفيه : حبيب لكل حبيب
المزاج : كل يوم وحاله
تاريخ التسجيل : 07/09/2007

من روايات أحلام عاصفة الصمت - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت   من روايات أحلام عاصفة الصمت - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 24, 2007 2:23 pm

ثم تبدلت ابتسامة أندريس إلى وجوم في وجه المضيفة التي كانت تعتني براحتهما
و إذا بساسكيا يدفعها التهور إلى جعل العطف الذي شعرت به الليلة الماضية ، يتفوق على مشاعرها الخاصة ، فالتفت إلى أندريس و قالت برقة :
" و لكن من المؤكد إنك إذا أوضحت لجدك طبيعة مشاعرك ، لتفهم الأمر، بإنه لا يمكنك الزواج بإمرأة لا تحبها .."

- جدي عنيد جداً ، كما إنه ضعيف صحياً أكثر مما يظن نفسه ،
و مما نريده جميعاً إن يظن ، فحالة قلبه ..
و تنهد :
" إنها مستقرة حالياً ، و لكن من المهم تجنب ارتفاع ضغطه ،
فإذا إنا أخبرته بأنني لا أريد الزواج بأثينا دون إحضارك بديلاً عنها ،
سيتملكه التوتر و يرتفع ضغطه على الفور .
ليس الأمر فقط هو إنني بزواجي من أثينا ، كما يتمنى ، سأضم أملاكها إلى أملاكنا ،
و لكن جدي هو أيضاً رجل يعتبر ذرية الذكور بالغة الأهمية ،
فأختي الكبرى لديها ابنتان ، و أثينا أيضاً لديها ابنتان ،
و بما إنني حفيد جدي ، الذكر الوحيد ، فهو متلهف إن أنجب صبياً ، حفيد لإبنه ".

فقالت ساسكيا :" و لكن حتى لو تزوجت أثينا ، فهذا لا يضمن إنك ستنجب أولاداً ، أو ذكوراً فقط "

و رأت المرح يلمع في عينيه :
" ساسكيا ، أنت ساذجة جداً ..جداً بالنسبة إلى امرأة بمثل خبرتك ! لا يجدر بك إن تقولي لرجل ، خصوصاً إذا كان يونانيا ، إنه قد لا يستطيع إنجاب صبي ! "

عندما حلقت الطائرة ، تشبثت ساسكيا على الفور بمقعدها ، ثم أجفلت مصدومة عندما شعرت بيد أندريس تدعك يدها ، وهو يتساءل ممازحاً :
" أتخافين من الطيران ؟
لا يجدر بك ذلك . إنه أكثر المواصلات أمانا ".

فقالت بحدة :" أعلم هذا ،. إنه فقط .. حسناً ، الطيران فقط يبدو غير طبيعي .. و إذا .."
فساعدها على الكلام ساخراً :
- إذا كان الله يريد للإنسان الطيران لخلق له أجنحة . حسناً ، لقد حاول "إيكاروس" ذلك .
ارتجفت ساسكيا و غامت عيناها و هي تقول :
" إنا أظنها دوما قصة محزنة خصوصاً بالنسبة إلى أبيه المسكين "


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsha3r.mam9.com
حمادة الشاعري
المدير العام
المدير العام
حمادة الشاعري


ذكر عدد الرسائل : 1519
العمل/الترفيه : حبيب لكل حبيب
المزاج : كل يوم وحاله
تاريخ التسجيل : 07/09/2007

من روايات أحلام عاصفة الصمت - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت   من روايات أحلام عاصفة الصمت - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 24, 2007 2:24 pm

فهز رأسه موافقاً ، ثم سألها :
" هل أفهم من قولك هذا إنك درست الأساطير اليونانية ؟"
- حسناً ، لم أكن تلميذة بالضبط . لكن جدتي اعتادت إن تقرأ لي قصصاً عن الأساطير اليونانية عندما كنت طفلة ، و كنت دوما أحب هذه القصص .. رغم إنها غالبا ما كانت تبكيني .

ثم سكتت فجأة عندما أدركت أمرين ، الأول هو إنهما أصبحا في أعالي الجو تماماً الآن ، و الثاني أنتباهها إلى مدى ما تشعر به من سرور لإمساك أندريس يدها بيده القوية ،
مما جعل وجهها يحمر خجلاً فسحبت يدها من يده بسرعة و ذلك في الوقت الذي جاءت فيه المضيفة تعرض عليها كأسا من العصير

و عندما أعلن الطيار إنهم على وشك الهبوط ، أدهشها كيف مر الوقت بسرعة .. و كم استمتعت بالحديث مع أندريس ، كما أدهشها أكثر إن تكتشف سهولة وضع يدها في قبضة يد أندريس المطمئنة و الطائرة تهبط في المطار .
قال لها أندريس و هو يضع أمتعتها على العربة :
" يمكنني إما إن أدع سائقنا يأخذك إلى شقة الأسرة في أثينا ، حيث ترتاحين بينما أقابل جدي ، و إما إذا كنت تفضلين ، أطلب من السائق أخذك في جولة تتفرجين فيها على المدينة ".

كان أندريس يرتدي بنطلون فاتح اللون و قميصاً أبيض قصير الكمين . مما ترك تأثيراً غريباً على أحاسيس ساسكيا الأنثوية العقلانية عادة و هي ترى عضلاته تبرز عندما رفع الحقائب عن الأرض ، ثم شعرت بالدوار و هي ترى امرأة تبتسم لأندريس مغازلة ، فما كان منها إلا إن تقدمت و وقفت بجانبه و كأنه يخصها وحدها .

ما الذي يحدث لها ؟
لابد إنها الحرارة ..نعم ، هذا هو السبب .و ارتاحت عندما وجدت سبباً معقولاً لتصرفاتها غير المألوفة ،
إذا ما من سبب يجعلها تشعر بتملك أندريس .
فصباح أمس كرهته جداً و اشمأزت منه .. كانت في الواقع مرتعبة من تمثيلها دور خطيبته ..
و ما زالت كذلك ، طبعاً فالأمر لا يتعدى التمثيل .

حسنا من الطبيعي ، بعد تعرفها إلى أثينا ، إن تشعر ببعض العطف عليه . كما إنها تأثرت بالقصص التي حدثها بها أثناء الرحلة ، تلك التي سمعها من شيوخ أسرته اليونانية ، و التي كانت مزيج من الأساطير و الحكايات الشعبية . و قد سرت كونها لم تضطر للنضال مع حقائبها الثقيلة .
- ساسكيا..؟

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsha3r.mam9.com
حمادة الشاعري
المدير العام
المدير العام
حمادة الشاعري


ذكر عدد الرسائل : 1519
العمل/الترفيه : حبيب لكل حبيب
المزاج : كل يوم وحاله
تاريخ التسجيل : 07/09/2007

من روايات أحلام عاصفة الصمت - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت   من روايات أحلام عاصفة الصمت - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 24, 2007 2:24 pm

شعرت بالذنب و هي تلاحظ إن أندريس ما زال ينتظر جوابها فأجابته
" أه أفضل رؤية بعض معالم المدينة "

- حسناً ليس لديك الكثير من الوقت لإن طيارنا سبق و سجل رحلته .

كانت ساسكيا تعرف إنهما سيرحلان إلى الجزيرة في طائرة خاصة يملكها جد أندريس ، و ما أثر عليها هو إشارة أندريس العفوية إلى الطائرة هو إنه هو ذاته ، طيار مؤهل ، إلا إنه قال لساسكيا :" لسوء الحظ كان علي التخلي عن هذه المهنة ، إذ لا يمكنني توفير الساعات التي أحتاجها للبقاء على كفاءتي و تدريبي . هذا بالإضافة إلى إن شركت التأمين كانت حذرة للغاية بالنسبة للتأمين علي ".
ثم وضع يده على كتفها مشيراً : " من هنا "

لمحت ساسكيا من طرف عينها إنعكاس صورتهما في المرآة فأجفلت فوراً ،
لماذا هي مائلة على أندريس هكذا ؟

و كأنما أعجبها ذلك ..؟ أو كأنها تستمتع بتمثيل دور الأنثى الضعيفة أمام رجولته القوية .

فابتعدت و استقامت في وقفتها.

فقال مستنكراً :" لو رأتك أثينا تفعلين هذا لابتهجت جداً ،
ثم المفروض إننا عاشقان ، يا ساسكيا ، تذكري ذلك "

- لكن أثينا ليست هنا .
- لا ، الحمد لله ، و لكننا لا ندري من قد يرانا ، إننا الآن خطيبان غارقان في الحب ..
و أنت على وشك السفر إلى بيتنا لتتعرفي إلى أسرتي ،
ألا تظنين إنه من الطبيعي أن .. ؟

- فقاطعته :
" أنا أشعر بالتوتر و الإرغام .. و القلق من إن لا تجدني أسرتك مناسبة لك ؟"

كما ثارت كرامتها لما يقترحه فأضافت :
" ثم ماذا يفترض بي إن أفعل ؟
أتشبث بك متلهفة .. خائفة من رفض أسرتك لي .. خائفة من إن أخسرك .. كل هذا لأجل .."

و سكتت وهي ترى نظرة إنعدام الصبر في عينيه ، و قال متجهماً :
" ما كنت أريد قوله هو ، ألا ترين من الطبيعي إن أحيط كتفيك بذراعي ،
و إن ترغبي أنت بمثل ذلك أيضاً ؟
إذ بصفتنا عاشقين ، فمن الطبيعي ملامسة و معانقة بعضنا دوما ، أما بالنسبة لأسرتي فإنا رجل في الخامسة و الثلاثين ، و قد تجاوزت منذ وقت طويل العمر الذي احتاج فيه إلى موافقة أحد على من أحب أو ما أفعله "
فقالت ساسكيا :
" لكنك لا .."

ثم سكتت بعد إن أدركت ما كانت على وشك قوله ، إن أندريس لا يحتاج إليها لإخباره بعدم حبه لها
فسألها أندريس :
" لكنني لا ، ماذا ؟"

إلا إن ساسكيا هزت رأسها رافضة الإجابة ، و قبل إن ينزل أندريس من سيارته الليموزين ، قال :
" إذن أنت تريدين إن تري " الأروبوليس "أولاً ؟"

و كان قد أعطى السائق الإرشادات باليونانية .
- نعم .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsha3r.mam9.com
حمادة الشاعري
المدير العام
المدير العام
حمادة الشاعري


ذكر عدد الرسائل : 1519
العمل/الترفيه : حبيب لكل حبيب
المزاج : كل يوم وحاله
تاريخ التسجيل : 07/09/2007

من روايات أحلام عاصفة الصمت - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من روايات أحلام عاصفة الصمت   من روايات أحلام عاصفة الصمت - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 24, 2007 2:25 pm

أخبرت " سبيروس" بإنه عليك التواجد في المطار في الوقت المحدد لرحلتنا و هو سيعتني بك .
ثم اعتذر بلهجة رسمية قائلاً :
" أسف لإن علي تركك وحدك ".

رأت ساسكيا كيف يبدو أندريس في موطنه ، و في الوقت نفسه ، كم هو مختلف عن الرجل الذي تراه ، أولاً ، هو الآن أطول ، و بشرته رغم إن الشمس قد لوحتها ، كانت أقل سمرة ، أما عيناه فهما ، دوما تكشفان عن دمه الأوروبي .
تنهدت ساسكيا و هي تدير ظهرها أخيراً إلى الأكروبوليس و تسير مبتعدة .
لقد استطاعت اقناع السائق بإنها ستكون على ما يرام وحدها ، فاستمتعت بوحدتها و هي تتفرج على الأبنية الأثرية بإعجاب رهيب .

إنما الآن حان موعد الذهاب ، و رأت الليموزين واقفة حيث توقعت لكنها لم تر السائق .

كان هنالك رجل واقفاً قرب السيارة ، كبير السن أبيض الشعر ، و قطبت جبينها وهي تلاحظ إنه يعإني من بعض الضيق ، و قد ضغط على جبينه و كانه يشعر بألم .
ألقت نظرة على الشارع ، فثبت لها إنه خال ما عدا منها و من الرجل العجوز ، فأسرعت نحوه بحركة تلقائية ، شاعرة بالقلق عليه . ثم سألته باهتمام :
" هل أنت بخير؟ "

شعرت بالإرتياح عندما أجابها بالإنجليزية
" لا شيء .. إنها حرارة الجو .. ألم بسيط ! ربما مشيت أكثر مما يجب "

بقيت ساسكيا قلقة ، فالجو حار و الرجل لايبدو على ما يرام و لا يمكنها إن تتركه أبداً و لكن لا أثر لأي شخص ممكن إن يساعدها و لم يكن لديها فكرة عن الوقت اللازم للوصول للمطار .

و قالت للرجل العجوز برقة
" الجو شديد الحرارة و سيكون متعباً لك السير في مثل هذا الطقس .
لدي سيارة .. و .. سائق ربما بإمكاننا نقلك إلى حيث تريد "

وأثناء كلامها تفحصت الشارع بقلق ،ترى أين هو السائق؟
سيغضب أندريس منها جداً إذا تأخرت على الرحلة،
ولكن لم يكن من سبيل للذهاب قبل أن تطمئن على الرجل العجوز.

- هل لديك سيارة ؟

ثم أشار إلى الليموزين :
" أهذه سيارتك "
- حسنا هي ليست لي ، إنها لـ.... لشخص أعرفه ، هل تسكن بعيداً عن هنا ؟

و إذا بالرجل العجوز يقف فجأة ممسكاً بجنبه و قد تحسن لونه ثم قال باسما :
" إنك في غاية الشهامة . لكنني إنا أيضاً لدي سيارة.. و سائق .."

ثم أضاف" إنك لطيفة جداً إذ تتعبين نفسك لهذه الدرجة لأجل رجل عجوز "

و رأت ساسكيا سيارة تقف في آخر الشارع :
" هل تلك سيارتك ؟
هل أذهب و أنادي لك السائق ؟"

فقال العجوز :
" لا أستطيع السير إليها "

و دون إن تعطيه فرصة للرفض تقدمت و قالت برقة :
" ربما ستسمح لي بالسير بجانبك حتى تصل إلى السيارة .."

فأجاب :" ربما علي السماح بذلك "
عندما وصلا شعرت ساسكيا بالإرتياح حين رأت باب السيارة ينفتح و يخرج منه السائق مسرعا ً نحوهما ، ثم يخاطب الرجل العجوز بلهجة يونانية سريعة ، ثم رأت الرجل العجوز يتحسن و استقام و راح يتحدث إلى السائق ثم قال لساسكيا مشيراً إلى السائق :
" لقد خاف علي كإمرأة عجوز "

ثم أضاف
" شكرا يا عزيزتي ، إنا مسرور جداً بلقائك .
و لكن لا يجدر بك السير وحدك في شوارع أثينا ، و أنا سوف .."

و سكت فجأة و قال لساسكيا :
" " بانيس " سيسير معك إلى سيارتك و ينتظر حتى يعود سائقك .

فقالت باحتجاج :
" لا حاجة لذلك في الواقع "

و لكن العجوز ألح عليه بحزم.

فأذعنت و سار معها السائق الذي قالت لها بعد الإبتعاد عن العجوز :
" لا حاجة بك في الواقع للقدوم معي ، و كنت أفضل أكثر لو بقيت مع مخدومك ،
فقد كان متألماً حين رأيته في الشارع "

و تملكها الإرتياح عندما رأت سائق أندريس يخرج من السيارة فقالت للسائق :
" أرأيت ؟ لا حاجة لمتابعة السير معي "

ثم قالت لسائق العجوز
".. أعرف إن هذا ليس من شأني .. و لكن ربما يجدر بمخدومك زيارة الطبيب .."

فأجابها :" لقد سبق و تلقى العناية .. لكنه ، ماذا أقول ؟
إنه لا يأخذ دوما بنصائح الآخرين .."

خفف هدوءه من قلق ساسكيا ، و أراح ضميرها من ناحية تركها للرجل العجوز .

من الواضح بإنه بين أيد آمنه الآن ، و سائقها بإنتظارها .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsha3r.mam9.com
 
من روايات أحلام عاصفة الصمت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي الشاعري الثقافي والأدبي :: القسم الثقافي :: منتدي القصص والروايات-
انتقل الى: